اكتشف علماء من معهد شميدت للمحيطات أكثر من 70 نوعا جديدا من الكائنات البحرية منذ بداية رحلتهم الاستكشافية في أنتاركتيكا، جاء هذا الاكتشاف بعد انفصال جبل جليدي ضخم، مما كشف عن قاع بحري كان مختبئا تحت الجليد لعقود.
تفاصيل الاكتشاف
انفصل جبل جليدي يبلغ طوله حوالي 19 ميلا عن الجرف الجليدي في أنتاركتيكا، مما كشف عن منطقة بحرية كانت مغطاة بالجليد لعقود، وقد سمح هذا الحدث النادر للباحثين على متن سفينة "فالكور (تو)" باستكشاف أنظمة بيئية عميقة لم تكن معروفة من قبل.
بقيادة الباحثة باتريشيا إسكيتي من جامعة أفييرو في البرتغال، كانت توقعات الفريق العلمي متواضعة في البداية، ومع ذلك تفاجأ العلماء بالتنوع البيولوجي الغني الذي وجدوه تحت الجبل الجليدي المنفصل.
الكائنات المكتشفة
شملت الاكتشافات العناكب البحرية العملاقة، والأخطبوطات، وأسماك الجليد، والشعاب المرجانية، والإسفنجيات، التي يُعتقد أن بعضها يعود عمره إلى مئات السنين، كما تم العثور على قشريات، وقواقع بحرية، وديدان، وأسماك في المنطقة التي تم كشفها حديثا.
وقالت إسكيتي: "لقد تفاجأنا وذهلنا بالأنظمة البيئية المتنوعة والغنية التي وجدناها هناك".
أهمية الاكتشاف
يُعد هذا الاكتشاف مهما لفهم كيفية تغير الحياة في أعماق المحيطات مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب، وقد أعلن عن الاكتشاف يوم الخميس، مؤكدا أن هذه النتائج ستساعد العلماء على فهم أفضل لكيفية بقاء الحياة في مثل هذه البيئات القاسية.
التحديات المستقبلية
سيستغرق تأكيد اكتشاف الأنواع الجديدة شهورا من التحليل المختبري الدقيق، وقالت إسكيتي: "معظم العمل يبدأ الآن".
منذ بداية رحلة استكشافية قبالة سواحل تشيلي العام الماضي، حدد علماء معهد شميدت للمحيطات أكثر من 70 نوعا جديدا، بما في ذلك سرطان البحر القزم والقواقع البحرية، التي كانت غير معروفة للعلم من قبل.
كيف تعيش الكائنات تحت الجليد؟
يحاول العلماء فهم كيفية بقاء الحياة تحت الجليد السميك في أنتاركتيكا. في معظم المحيطات، توفر الكائنات الحية التي تعتمد على التمثيل الضوئي العناصر الغذائية التي تصل إلى قاع البحر، ولكن تحت الجليد القطبي المظلم، لا يوجد مثل هذا المصدر للغذاء، بدلا من ذلك يعتقد الباحثون أن تيارات المحيط أو مياه الذوبان الجليدية قد تكون مصدر التغذية الذي يدعم الحياة في الأعماق.
ذوبان الجليد وتأثيراته
شهد الجرف الجليدي جورج السادس، الذي انفصل عنه الجبل الجليدي، ذوبانا كبيرا في السنوات الأخيرة، بما في ذلك ذوبان قياسي في الفترة بين 2019 و2020، وعلى عكس معظم الأرفف الجليدية التي تمتد فوق المحيط المفتوح، فإن جرف جورج السادس محصور بين شبه جزيرة أنتاركتيكا وجزيرة ألكسندر، مما يجعله أكثر استقرارا على الرغم من الذوبان الشديد.
يُعد هذا الاكتشاف خطوة مهمة في فهم تأثيرات تغير المناخ على الحياة البحرية في المناطق القطبية. ومع استمرار ذوبان الجليد، قد تكشف المزيد من الأسرار عن الحياة في أعماق المحيطات التي كانت مخفية تحت الجليد لعقود.


