خطر ذوبان جليد أنتاركتيكا.. هل يمكن لتقليل الكربون إنقاذ المدن الساحلية من الغرق؟
منوعات
خطر ذوبان جليد أنتاركتيكا.. هل يمكن لتقليل الكربون إنقاذ المدن الساحلية من الغرق؟
24 آب 2024 , 11:30 ص

أظهرت دراسة حديثة أن ارتفاع درجات الحرارة العالمية الناتج عن تغير المناخ سيؤدي إلى ذوبان جزء كبير من صفيحة الجليد في القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا)، هذا الذوبان سيتسبب في ارتفاع مستويات سطح البحر خلال العقود المقبلة، وهو ما سيشكل تهديدا كبيرا على الدول الجزرية والمناطق الساحلية المكتظة بالسكان، نظرا لأن صفيحة الجليد في أنتاركتيكا تُعد أكبر كتلة جليدية على الأرض، فإن تأثير ذوبانها سيكون كارثيا.

بارقة أمل: دور قوى الطبيعة في تقليل الخسائر

رغم هذه التهديدات، لم يُفقد الأمل بالكامل، فقد كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة *Scientific Advances* أن بعض قوى الطبيعة الأرضية قد تُساهم في تقليل فقدان الجليد بشكل كبير، بشرط أن يلتزم البشر بتقليل انبعاثات الكربون. وتؤكد ناتاليا غوميز، المؤلفة الرئيسية للدراسة وأستاذة مشاركة في جامعة ماكغيل، على أهمية فهم تأثير ذوبان جليد أنتاركتيكا في ظل وجود نحو 700 مليون شخص يعيشون في المناطق الساحلية.

الانتعاش ما بعد الجليدي: هل هو كافٍ؟

أحد الظواهر الطبيعية التي قد تساعد في تقليل فقدان الجليد هو الانتعاش ما بعد الجليدي، وهو عملية تمدد الأرض تحت الجليد بعد انخفاض وزنه، مما يرفع الجليد ويعمل كفرامل طبيعية لتدفقه نحو المحيط. ومع ذلك، أشارت الدراسة إلى أن هذه الظاهرة وحدها لن تكون كافية لإبطاء ذوبان الجليد إذا استمرت انبعاثات الكربون بالمعدلات الحالية.

إنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد لدراسة التفاعل بين الجليد والأرض

لتفصيل العلاقة بين صفيحة الجليد في أنتاركتيكا والأرض تحتها، قام الباحثون بتطوير نموذج ثلاثي الأبعاد للأرض، استخدموا في هذا النموذج قياسات من مشروع ANET-POLENET الأمريكي الذي يراقب تحركات الأرض عبر القارة القطبية الجنوبية، توضح مريم يوسفي، المؤلفة المشاركة للدراسة وعالمة الجيوديسيا، أن هذا النموذج يكشف عن الطبقات المختلفة للأرض ويساعد في التنبؤ بكيفية استجابة المناطق المختلفة للذوبان.

أهمية تقليل انبعاثات الكربون

أظهرت الدراسة أن الانتعاش ما بعد الجليدي يمكن أن يُقلل من مساهمة أنتاركتيكا في ارتفاع مستويات البحر بنسبة تصل إلى 40%. إلا أنها أكدت أيضاً أن استمرار انبعاثات الكربون بالمعدلات الحالية سيجعل هذا التأثير غير كافٍ لإبطاء ارتفاع مستويات البحر.

تشدد غوميز على أن "اتخاذ إجراءات سريعة وجوهرية لتقليل الانبعاثات قد يمنع بعضا من أشد التأثيرات تدميراً لتغير المناخ، خاصة للمجتمعات الساحلية.

تؤكد الدراسة على ضرورة التحرك السريع لتقليل انبعاثات الكربون على المستويات الفردية والصناعية. ومع عدم إمكانية تجنب آثار تغير المناخ بالكامل، فإن النموذج الجديد يساعد في التنبؤ بشكل أفضل بما يمكن أن يحدث في العقود القادمة، مما يدعم جهود وضع السياسات البيئية المستقبلية، خاصة في حماية الدول الجزرية التي تُسهم بأقل قدر من الانبعاثات الكربونية عالمياً.

المصدر: مجلة Scientific Advances