انخفاض منسوب بحر قزوين أدى إلى ظهور جزر جديدة واختفاء مسطحات مائية وغير الخرائط الجغرافية
منوعات
انخفاض منسوب بحر قزوين أدى إلى ظهور جزر جديدة واختفاء مسطحات مائية وغير الخرائط الجغرافية
25 آذار 2025 , 17:40 م

أفادت تقارير علمية حديثة بأن الانخفاض المستمر في منسوب بحر قزوين أدى إلى تغيرات جذرية في الخطوط الساحلية لثلاث مناطق روسية، مما أسفر عن ظهور جزر جديدة واختفاء مسطحات مائية مهمة.  

التأثيرات الجغرافية المباشرة

تشهد منطقة أستراخان تغيرات كبيرة في دلتا نهر الفولغا، حيث تشكلت جزر جديدة وقنوات مائية غير مألوفة، وفي منطقة كالميكيا، تحولت عدة جزر إلى شبه جزر، بينما تراجع الخط الساحلي في جمهورية داغستان عدة كيلومترات نحو الداخل، وكاد خليج أستراخان أن يختفي تماماً وفقاً لبيانات فرع الفولغا وقزوين لمعهد الثروة السمكية الروسي.  

الأسباب والعوامل المؤثرة

يعود انخفاض منسوب البحر - الذي يتواصل منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي - إلى تناقص التدفق السنوي لنهر الفولغا، المصدر الرئيسي لمياه البحر، وقد سجل المنسوب انخفاضاً قدره 0.8 متر منذ عام 2020 فقط، مما دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تكليف الخبراء بإجراء تحليل علمي عاجل لمعالجة هذه الأزمة.  

التداعيات البيئية الخطيرة 

حذر العلماء من أن تراجع المسطح المائي يتسبب في:  

- تقلص مساحة البحر، خاصة في القسم الشمالي الضحل الغني بالثروة السمكية  

- تهديد موائل الكائنات المائية وتكاثر الأسماك في منطقة "إيلميني"  

- تغير الظروف البيئية في دلتا نهر الفولغا  

السياق الجغرافي والسياسي

يعد بحر قزوين أكبر حوض مائي مغلق في العالم، حيث تغذيه أكثر من 130 نهراً أبرزها الفولغا والأورال وتيريك. وتشترك في حدوده خمس دول هي روسيا وكازاخستان وتركمانستان وأذربيجان وإيران.

سجل العام الماضي ارتفاعاً طفيفاً في تدفق نهر الفولغا بلغ 232 كيلومتراً مكعباً، مما خفف من سرعة انخفاض مستوى البحر. إلا أن العلماء يؤكدون أن استقرار المنسوب يتطلب تدفقاً سنوياً ثابتاً يقارب 270 كيلومتراً مكعباً، كما كان الحال في الفترة بين أواخر السبعينيات ومنتصف التسعينيات. 

 تبرز هذه التغيرات الجيولوجية السريعة الحاجة الملحة لتعاون دولي وإجراءات علمية مكثفة للحفاظ على هذا الجسم المائي الفريد وموارده البيئية الثمينة.