تاريخ أسود و إعلام قتل ، تعتيم و تحريف في الصدارة تبرز قناة الجزيرة و أخواتها يداّ بيد مع القتلة ...
تغييب ،تبييض ، تزوير و إعطاء الاعذار للمجرمين او بالاحرى اعطاء صك براءة اعلامي للقتلة على مدار العشرة ايام الجهنمية و حتى اليوم حيث القتل الممنهج و الموت الداهم الذي لم يرحم شيخ و لا امراة او طفل و ترويع السكان الامنين ، هناك عائلات اندثرت ماجرى فاق وحشية مجازر غزة ، و كيف كان تعامل كانت قنوات العرب مع الحقيقة هذه و بأي تغطية موضوعية ؟
برز دور كل مؤسسات الإعلام الذي تدعي انه (مستقل) بتلك الصورة المقرفة متجاوزاّ كل ما هو إنساني و اخلاقي و هذا ليس مفاجئ لانها اعتاشت على الفتنة و الدماء و خطط رعاتها ، القصة لم تبدا من المذبحة السورية ، بل التاريخ فضح خدمة الإعلام هذا لأجندة الإسلام السياسي المنحرف و الكيان الغاضب و لكل من يعمل على تفتيت الموحد.
انه إعلام إجرامي مزور بامتياز للحقيقة و الوقائع من خلال كل جرى سابقاً في المنطقة تم تجهيل القتلة و تبرير مجازرهم في احداث سورية الاخيرة و المستمرة.
الحرب الإعلامية كانت تتجهز قبل هبوب رياح( الربيع العربي) بالتنسيق مع مراكز التخطيط الاستخبارتية في لندن و واشنطن و من يتبعهما اقليمياً ، بالتوازي مع التدفق المالي المفتوح لضرب الانظمة الغير مطبعة مع الكيان ، و مشتبه من يعتقد ان مثلا - "قطر" تمتلك استقلالية تحرير اي تشيك و لو تجاوز عشرات الآلاف من الدولارات بدون ضوء و موافقة امريكية لذلك رصيد الامارة البنكي هو رصيد كل إدارات واشنطن المتعاقبة و بيت مال تنظيم الاخوان المسلمين التي عاث تخريبا على مساحة العالم العربي ..
و ها هو امير قطر أول الواصلين الى دمشق - الشرع بعد اعتراف هذا النظام بتمويل دمار سورية منذ بداية احداث عام 2011 السورية بما يقارب 140 مليار كان اول الواصلين الى دمشق التركية ، الزيارة في سياق محاولة تكبيل السلطة الجديدة وضمها الى الحضن التركي-القطري اي السيطرة بلا منازع على قرارها السياسي الاقتصادي استباقاّ لحضور الرياض مع القاهرة و لكن كالعادة الإمارة تدفع الاموال بسخاء خدمة لاهداف و أجندة الغير لأمريكا بالدرجة الاولى و نظام اردوغان، في النهاية هما من يقطف النتائج و النفوذ حصل في ليبيا أولا ثم مصر التي انقلب جهدهم فشلا كما تونس اما محاولاتها في الجزائر لم تأتي بنتيجة اي عبارة عن ممول للخراب و عند الحاجة ساعي بريد لا اكثر .
سقوط النظام في سوريا حصل فجاة و بتخطيط من سي اي اي و الاستخبارات البريطانية نفذه اردوغان و كالعادة التكاليف من دولارات الغاز القطري، لذلك راقبنا وسائل إعلامها لم تتفاعل مع الزلازل السوري- على غير العادة - لانها أدركت ان من قرر اقتلاع النظام السابق لا الثورة ولا رغبتها بالثأر.
منذ إنشائها تم توكيلها بسياسة إعلامية تودي في نهاية المطاف إلى مرحلة الخواء العربي القومي من خلال #تحييد النخب الفكرية و السياسية الفاعلة على مساحة العالم العربي اي شراءها بالمال الذي لا ينضب و تمويل منصات إخبارية خاصة لهم ، مراكز ابحاث خلبية لتدجين (المفكرين) إضافة لشراء اقلام صحفية مهمة و لها وقعها عند الجمهور ، ما أقر به "ابن جاسم"، * عن اقلام الكتاب و الصحفيين المدفوعي الاجر اهمها الملايين للراحل شيخ الصحفيين العرب "محمد حسنين هيكل" في حلقات على نفس القناة و لكنهم فشلوا في استخدامه كغيره و لاحظنا كيف انتهت العلاقة معه، بينما هذا المال المتدفق لم لا و لن يجد له طريق في استثمارات فعلية بعوائد مُستدامة تؤسس لنهضة صناعية، تكنولوجية تستقطب علماء و عمال العرب او استثمارات تساهم في القضاء على الفقر في المجتمعات العربية هي التي تتاجر بالبكاء على واقعهم، ظلمهم الحياتي بينما ترمي هذه العائلة بسهولة و راحة ضمير في هياكل خرسانية مبالغ خيالية بما يقارب 200 مليار دولار لاستخدامها لمدة شهر مونديال البهورة "كأس العالم (بكرة القدم) مثلا"! و شراء الاندية الاوروبية التي على و شك الافلاس، بالمقابل فلسطين، السودان ،الصومال و الفقر ، البطالة على مساحة العالم العربي و الهجرة هربا من الجوع و البطالة إنها الحقيقة المرة.
يقول * شمعون بيريز" في كتابه / الشرق الاوسط الكبير* الصادر عام 1995م/ و هو ضيف الامارة المدلل(شهر العسل) التطبيعي بين الدوحة و تل ابيب آنذاك بوضوح في كتابه: "اننا بصدد انشاء قناة إخبارية في دولة عربية سوف تحدث انقلابا في سماء العرب الاعلامي ، مهمتها تغيير مفاهيم الراي العام العربي اتجاه اسرائيل" فعلا لم يمر عام و تظهر"الجزيرة" كاول قناة إخبارية(مستقلة حرة) في العالم العربي لاحقا بعد كثبها ثقة الجمهور العربي بدات وظيفتها الحقيقية كسرت المحرمات السياسية و الدينية و كان لها الريادة من خلال استبدال كلمة فلسطين (باسرائيل) في نشراتها الاخبارية و برامجها السياسية على مسمع و مرأى ملايين المشاهدين من الماء الى الماء ثم بدأت استقبال ضيوف اسرائيليين على الهواء مباشرة ، أي عملياً كان اعطاء مساحة لهم في (تبرير) مجازرهم في فلسطين و كسب رأي عام عربي..!!
الكثير من الشواهد و لا مجال لسردها الان.. إلى القيام بحملات و حروب إعلامية على أي نظام عربي مطلوب رأسه لواشنطن أو تل أبيب بتوجيه مسبق و مبرمج مع ان كل الانظمة سواء في السلبيات و واقع الحال الاجتماعي و السياسي إنما تختلف بالمواقف من مجمل قضايا الامة الرئيسية، لكن و بكل أسف استطاعت تطويع القسم الكبير من الراي العام من خلال ما اكتسبت في بداياتها و دهشة الجمهور العربي مقارنة ب (صحن الفول) الموحد التي تقدمه كل وسائل إعلام انظمة العرب و من إفساح المجال للعديد من السياسين و النخب الفكرية بالتعبير عن آرائهم ، اليوم نلمس تقبّل الواقع الاسرائيلي عند جزء لابأس من مجتمعاتنا، و نرى تعاطف مع الكيان بل و دعم بكل وقاحة و أريحية.
نتذكر اقلامها و محلليها يوم الهجوم على مصر بعد إسقاط الاخواني /مرسي/ ثم ،السعودية /خاشقحي و الإمارات/ اغتيال و انقلاب نشروا كل الغسيل الوسخ حتى الشخصي ما بينهم ، كأن حرب البسوس قد عادت ، الى ان أتى الامر الخارجي من شيخ الصلح "ترامب" و بدأ العناق بين المتحاربين كأن شيئا لم يكن.
أما بما يخص تحييد ( النخب) و هو النقطة الاهم ،نرى أن الغالبية هم ممن كان محسوب على اليسار و التيار العروبي او القومي سابقا و أوضح مثال : "عزمي بشارة" و هو بدوره استجلب ما تبقى منهم إلى حظيرة الجزيرة و اخواتها ، هو بالاصل تبين انه "وديعة" تل ابيب في ديوان حكام قطر اي "مستشار الحكم السياسي"صاحب نظرية القضاء على الأنظمة يجب تحطيم القوات المسلحة للبلاد التي تحكمها.
الشيء الغريب كان مع بداية طوفان الاقصى هي الخط المتبع في نقل الاحداث و مفارقة الجزيرة و اخواتها غاب عن الكثير في سياق التغطية للعدوان كان امرا ملفتا ربما هكذا التعليمات : في تغطيتها المباشرة و في نشرات اخبارها من تقتله اسرائيل في غزة هو شهيد اما من تقتله في لبنان هو قتيل و في سورية نفس الامر مجرد قتيل مع أن من يقوم بالقتل في الثلاث حالات واحد .! هو تاكيد لما سبق أن من يقرر سياستها الإعلامية اتجاه اي حدث و تبعاً للأجندة السياسية المرسومة له فيتم تكليفها و من يدري ربما الذي يقرر لها سياستها ضابط في القاعدة الامريكية في الدوحة أو ربما مستشار اعلامي سابق في وزارة الدفاع الامريكية يقيم في الإمارة او في مبنى السيطرة التابع للقناة.!
كانت الطائرات الامريكية تدك العراق 2003م من كل الاتجاهات و من معظم دول الجوار و ضمنا من القاعدة التضخم في قارة آسيا "العيديد"و السيلية تبعاً ثم هل من شك انه تم اسقاط العديد من المسيرات الإيرانية و الصواريخ و هي في طريقها الى تل أبيب خلال الحرب على غزة، لبنان و اليمن من قواعد امريكا في قطر بينما كانت طائرات الشحن الامريكية تنقل القنابل و الصواريخ الى الكيان من مخازنها في قطر بأكثر من عشر رحلات نقل جوية و منها سابقا تم قصف اليمن بالمقابل.
ثم لا يضير الامريكان إعطاء مسؤولي قطر هامش للعنترية الإعلامية في المتزايدة من خلال تصريحات بعدم السماح لأي كان من استخدام أجوائها و أراضيها في العدوان على أي دولة شقيقة أو صديقة بهذا السماح و يُضرب عصفورين بحجر أولا-ضمان استمرارية مهمة الإمارة في خدمة سياستها و خداع الرأي العام و ثانيا-إظهار تميم (عبد الناصر) القطري بمواقفه الخطابية التي لا تخضع للمساوامة في ( السيادة الوطنية ) كما جرت العادة في خطاباته الاخيرة عن فلسطين و غزة في القمم العربية و الإسلامية خطاب موجه إلى الراي العام البسيط ، بما أن خدماته السرية الفعلية تساهم في تهشيم المجتمعات العربية بالنزعات الطائفية ، المذهبية و العرقية.
بالمناسبة نعيش تعتيم إعلامي تام على القواعد الامريكية في الامارة من كل قنوات الاخبار العربية إنه قرار امريكي صارم ، معمم على الجميع و بالمناسبة كان ملفت طريقة إخراج الحمدين عن حكم الامارة و تسليم "تميم" بعد فضيحتهم في سورية و فشل مهمتها و تم بكل سلاسة و هدوء مفاجئ حصل الانقلاب و يستمر " تميم " متابعة تنفيذ المهمات الموكلة إليه من واشنطن أو تل أبيب. و إردوغان.
الخلاصة المنطقية من خلال متابعة سياسة "الدوحة" الإعلامية ، أن القرار الخارجي هو من يحدد المهمة و الوظيفة اتجاه الاحداث وأجندتها السياسية في المنطقة ، أولا كان في ما مضى ازعاج السعودية و إفساد آية علاقة بين دولتين عربيتين تثبت إمارة قطر هي وظيفة و ليست دولة و لا تعرف منطق السيادة و كانت و ما زالت أخطر على العرب من الكيان الاسرائيلي.
و المشهد الجاري في تركيا لم و لن تراه الجزيرة مثلاً...!! كون تركيا جزيرة نائية لا تكاد ترى على الخريطة و ما يدور هناك هو مجرد (إرهاب) كما وصف الاحتجاجات أردوغان ربما فرع الجزيرة التركي و مراسليها بسبب شهر الصوم يصومون عن الاحداث التركية.. بينما ما كان يدور في سورية هو (ثورة) و لو مسلحة و هنا تبرز (المصداقية ، الوظيفة الهدف و الشفافية) تلك الشعارات التي طمست الحقائق و دمرت شعوب بأكملها.



