أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون على سجلات طبية لنصف مليون طفل (مواليد 2014-2020) أن:
- الرضاعة الطبيعية لمدة 6 أشهر تخفض خطر اضطرابات النمو العصبي (مثل التوحد وفرط الحركة) بنسبة 28%
- تقلل خطر التأخر الحركي بنسبة 24%
- تخفض احتمال اضطرابات النمو غير المحددة بنسبة 26%
الرضاعة الحصرية: الأكثر فعالية
كانت النتائج أكثر وضوحاً عند الرضاعة الطبيعية الحصرية (بدون حليب صناعي):
- انخفاض 18% في خطر تأخر المهارات اللغوية والاجتماعية
- حتى الرضاعة المختلطة (طبيعية + صناعية) حققت انخفاضاً 14% في مشكلات النمو
تأثير إيجابي حتى بين الأشقاء
لاحظ الباحثون فارقاً ملحوظاً بين الأشقاء أنفسهم:
- الأطفال الذين رضعوا 6 أشهر كانوا أقل عرضة لمشكلات النمو بنسبة 9%
- مقارنة بإخوتهم الذين رضعوا فترات أقصر
آليات غير معروفة وتوصيات عالمية
رغم النتائج الواضحة، لم تحدد الدراسة الآلية العلمية الدقيقة لهذا التأثير الوقائي. لكنها تؤكد توصيات:
منظمة الصحة العالمية: رضاعة حصرية 6 أشهر، ثم مع أطعمة حتى عامين
الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال: الرضاعة الطبيعية "ضرورة صحية عامة"
فوائد متعددة للأم والطفل
لا تقتصر فوائد الرضاعة على النمو العصبي، بل تشمل:
للطفل:
- تقليل خطر الربو، السمنة، السكري، السرطان
- الحماية من متلازمة موت الرضع المفاجئ
للأم:
- خفض خطر ارتفاع ضغط الدم
- تقليل احتمالات سرطان الثدي والمبيض وبطانة الرحم
تقدم هذه الدراسة دليلاً إضافياً على أن الرضاعة الطبيعية ليست مجرد خيار تغذوي بل هي استثمار طويل الأمد في صحة الطفل العصبية والنمائية، بينما تبقى الآليات البيولوجية الدقيقة محل بحث، فإن الأدلة الوبائية القوية تدعم السياسات الصحية التي تشجع على الرضاعة الطبيعية وتذلل العقبات أمامها.
يظل تعزيز الوعي المجتمعي وتوفير الدعم للأمهات العاملات من العوامل الحاسمة لتحقيق الفوائد الصحية المثلى لهذا "اللقاح الطبيعي" الأول في حياة الطفل.



