تظهر ظاهرة طبيعية مذهلة يمكن رؤيتها من الفضاء في مياه خليج عمان الزاخرة بالحياة وهي ازدهار العوالق النباتية التي تلون المحيط بدرجات خضراء متلألئة، لكن وراء هذا الجمال الخلاب، تكمن قصة تحذيرية عن تغيرات خطيرة في النظام البيئي البحري.

خليج عمان: نقطة التقاء استراتيجية وبيئية

يعد خليج عمان، الواقع بين سلطنة عمان وإيران، ممراً مائياً حيوياً يربط بحر العرب ب مضيق هرمز والخليج العربي. هذا الممر المائي لا يكتفي بأهميته الاستراتيجية للتجارة العالمية، بل يدعم أيضاً مصايد أسماك حيوية لاقتصادات الدول المحيطة.

الرياح الموسمية ودورة الحياة

تحدث أكبر حالات ازدهار العوالق النباتية في فصلي الشتاء والربيع (يناير إلى مارس) والصيف (يونيو إلى أغسطس). تلعب الرياح الموسمية دوراً محورياً في هذه الظاهرة من خلال:

- دفع المياه السطحية بعيداً عن السواحل

- تحفيز عملية تصاعد المياه الباردة الغنية بالمغذيات

- توفير الظروف المثالية لنمو العوالق النباتية

رصد الظاهرة من الفضاء

في فبراير ومارس 2025، تمكنت أقمار ناسا الصناعية من رصد:

- ازدهار ضخم للعوالق النباتية ينتشر عبر خليج عمان إلى بحر العرب

- تشكلات دوامة خضراء مذهلة نتيجة التيارات البحرية

- مستويات عالية من الكلوروفيل في المياه السطحية

Noctiluca scintillans: العدو الخفي

وراء هذه المشاهد الخلابة، تكمن مشكلة بيئية خطيرة تتمثل في:

- هيمنة نوع معين من العوالق يسمى Noctiluca scintillans

- قدرة هذه العوالق على النمو في مياه فقيرة بالمغذيات

- تسببها في استنزاف الأكسجين المائي عند تحللها

- تأثيرها السلبي على السلسلة الغذائية البحرية

تحول خطير في النظام البيئي

شهد بحر العرب في العقود الأخيرة:

- تراجعاً في أعداد الدياتومات (عوالق نباتية مفيدة)

- زيادة مطردة في أعداد قناديل البحر والسلبيات

- انخفاضاً ملحوظاً في الأسماك والقشريات

تحذيرات علمية

تؤكد البيانات العلمية أن:

- هذه التغيرات قد تكون دائمة وتؤثر على الثروة السمكية

- هناك حاجة ماسة لمراقبة مستمرة لهذه الظاهرة

- التأثيرات قد تمتد إلى النظم البيئية المجاورة

دور ناسا في الرصد البيئي

تعتمد ناسا في رصد هذه الظاهرة على:

- القمر الصناعي Landsat 8 ومستشعر OLI

- القمر الصناعي PACE ومستشعر OCI

- تقنيات متطورة لقياس تركيز الكلوروفيل

ما يبدو للوهلة الأولى مشهداً طبيعياً خلاباً، قد يكون في الواقع إنذاراً مبكراً لاختلال خطير في التوازن البيئي البحري. تؤكد هذه الدراسة على أهمية الرصد الفضائي المستمر لفهم وحماية نظمنا البيئية الهشة.