عبد الحميد كناكري خوجة : الدعم الإيراني للقضية الفلسطينية في ظل الثورة الإسلامية ( يوم الأرض 2025)
مقالات
عبد الحميد كناكري خوجة : الدعم الإيراني للقضية الفلسطينية في ظل الثورة الإسلامية ( يوم الأرض 2025)


 

أفتتح مقالتي بقوله سبحانه في كتابه العزيز

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

” وأعدوا لهم مااستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لاتعلمونهم الله يعلمهم وماتنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لاتظلمون“ (الأنفال)

صدق الله العظيم

يجب على أمة المليارين الإستجابة لنداء الثورة وإدانة الجرائم والمذابح الإسرائيلية المرتكبة بحق شعبنا الفلسطيني وتوجيه البوصلة شطر قدس الأقداس لقد بدأت حقا التحركات الشعبية إقليميا عربيا ودوليا لايجب أن نجعل دائرة اللوم على إيران فلقدت قدمت ولازالت تقدم الكثير في سبيل ذلك ورغم تعرضها للغة التهديد والوعيد..يجب تحريك عجلة الإستيقاظ والنهوض الفكري لدى الشعوب العربية والإسلامية لتفادي شظايا أزمتنا الفكرية والتعافي من غسيل الأدمغة وتخدير العقول من قبل أعداء أمتنا أعداء الإنسانية أعداء السلام أعداء العالم لازلنا في جمعتنا الأخيرة من شهر الرحمة والصوم التي أعلنها الإمام الخميني (كيوم عالمي للقدس) بعد ان زرعت ثورته الإسلامية الفضائل النبيلة وانتشلت إيران من براثن الحضارة الغربيأمريكية المبنية على تحطيم المنظومة التربوية الإجتماعية وإحلال الفساد والسير بالبلاد نحو هاوية التفسخ الأخلاقي خصيصا فيما يخص إحلال ثقافة النشاذ والشواذ والمثلية وغيرها من ثقافات بعيدة كل البعد عن تربيتنا وثقافتنا الإجتماعية والدينية والفطرة التي فطرنا الله عليها وهذه رسالة مفتوحة لأولائك الاهثين خلف قطار التطبيع والدوران حول فلك الإنبطاح وارتداء عباءة القوى الإمبريالية الإستكبارية الإستعمارية فديننا الإسلامي الحنيف دين وسطية لاراديكالية متطرفة ولا ليبيرالية متوحشة..

أيضا أبعث برسالة غير مشفرة لخوارج الإسلام الوهابي التكفيري الدموي المخالف للسنة النبوية المعتدلة هذا الإسلام الجهادي المتطرف الذي يبيح هتك الأعراض والقتل والذبح والتخريب وزندقة وتكفير جميع أصحاب الديانات والمذاهب والطوائف الأخرى ويهدر دم الجميع الذين في نظر مشايخه كفار يجب إبادتهم وذبحهم. إن الحركات الراديكالية المتطرفة كانت ولاتزال الورقة الرابحة بيد القوى الأمبريالية والغربية لما تقدمه تلك القوى الإنغماسية من خدمة كبرى للأعداء من خلال إرسال هذه المليشيات الدموية من كل حدب ودرب ليس لتحرير فلسطين بل للتخريب والترهيب وضرب البنى التحتية والتركيز على جيوش البلدان المستهدفة وإحلال الفوضى الخلاقة وضرب الأمن والإستقرار ولاتحل تلك المليشيات السلفية جهادية المشبعة بروح التكفير والذبح وضرب الإستقرار سوى داخل خريطة الدول التي تشكل محورا ممانعا متصديا للمشروع الإستعماري الخبيث..

لقد كانت مواقف المرجعيات والقيادات السياسية والفكرية والإسلامية الإيرانية من قضية فلسطين حاسمة في عين السياق حيث إعتبرت تأسيس النظام الصهيوني بؤرا ومنبعا للفساد في صفوف المسلمين خصيصا منهم الشرق أوسطيين حيث أن الضرر لن يصيب الفلسطينيين وحدهم فحسب ولذلك كان واجبا على مسلمي العالم أجمع العمل الجدي لإيقاف قوى العدوان والطغيان ضد مسلمي الأرض المحتلة..

إن الثورة الإسلامية في إيران شكلت للشعب الفلسطيني وعديد شعوب المنطقة تطورا نوعيا إقليميا كموازين للقوى في مواجهة سياسات حكومات الشيطانين الأكبر والأصغر كما نظر السواد الأعظم من الشعوب للجمهورية الإسلامية الإيرانية نظرة تقدير وتوقير بوصفها نموذجا عمليا معاصرا للحكم الإسلامي المتوازن والحقيقي القادر على تحقيق العدالة والوقوف بوجه الإستبداد، أيضا كانت العديد من الأنظمة العربية التي عانت من سياسة العداء ضد نظام الشاه تأمل على حد زعمها أن لايرفق مع النظام الإسلامي الجديد أية تهديدات أو عداء لمجتمعاتها وأنظماتها الراكعة والخاضعة الإقتصادية و الأمنية لتبعية الغرب ذلك من أسباب وقوف تلك الأنظمة الأعرابية للثورة بالمرصاد..

لذلك من الائق أن يبرز البعد الإسلامي لهذه القضية بنظرة تأصيلية وعلمية ومن منظور مشروع وحدوي تقريبي توحيدي وإعطاء البعد الإستراتيجي وفقا (لبراديغم) العدل المؤسس لنصرة المستضعف والمظلوم المكلوم والوقوف بحزم بوجه قوى الإستكبار والظلم سعيا لتحقيق الكرامة الإنسانية تلك التي يستوي في ميزانها جميع أبناء البشرية فطرة وأصالة...

يوم الأرض الفلسطيني القادم يوم الأحد 30 مارس من العام الحالي 2025 والمصادف لليوم الأول لعيد الفطر المبارك عسى أن تكون المناسبات الثلاث (يوم القدس.. يوم الأرض.. يوم الفطر السعيد) تحفيز لضمائر الأمة النائمة وشرارة إنبعاث ثورة عربية إسلامية كبرى وكما أرادها الإمام الخميني تفضح جرائم العدو الإسرائيلي هذا المجرم الفاشي النازي وإنتهاكاته بحق إخوتنا وأهلنا في قطاع غزة الشرف والنخوة والشهامة والعزة..

(تعريف مختصر بيوم الأرض الفلسطيني)

الأرض هي العرض

حدث هام يشكل محورا في الصراع على الأرض يحيه الأشقاء الفلسطينيون من كل سنة تعود أحداثه إلى 30 آذار 1976 حيث كانت المرة الأولى التي ينظم فيها الجانب العربي في فلسطين منذ الوعد البلفوري المشؤوم سنة 1948 إحتجاجات ومظاهرات عارمة ردا على سياسة قوات الغدة السرطانية المحتلة هذه المظاهرات التي نتج عنها إطلاق نار أوقع ستة شهداء فلسطينيين بينهم طفلة واعتقال وإصابة المئات منهم...

القضية الفلسطينية في ظل الثورة الإسلامية

تربعت القضية الفلسطينية على كرسي المركز الأول في ظل قيادة الثورة الإسلامية ومنذ أن توهجت شعلة إنتصار هذه الثورة بقيادة آية الله الخميني سنة 1979 على قوى الإنبطاح والعمالة والإنصياع للغرب والدكتاتورية والإستبداد المتمثل أنذاك بالشاهنشاه المخلوع بهلوي الذي جعل إيران أنذاك مزرعة خصبة للمصالح الإستعمارية الامريكية والغربية.. فلو تساءل أحدنا عن سبب إهتمام قيادة الثورة الإسلامية بالشأن الفلسطيني بشكل عام و بالمسجد الأقصى المبارك والقدس على وجه الخصوص لاستنتجنا مايلي:

أولا وجب علينا الإلمام بالخلفيات الفكرية والسياقات التاريخية والموضوعية التي رسمت مسار المؤسسة الدينية الإيرانية فمنذ سقوط ورقة التوت عن عورة الشاه المخلوع الذي كان الحليف الصهيوني الأقوى في المنطقة وعداء حكومة الثورة الإسلامية للكيان المحتل وسعي هذه القيادة لمسحه من الوجود ذلك الذي كان بمثابة زلزالا بقيت تداعياته تتوالى على المنطقة والعالم فموقف حكومة الثورة سياسيا شعبيا عمليا موقف المدافع عن هذه القضية المركزية داخل فلسطين وخارجها والمساند لقوى وحركات المقاومة المحقة والعادلة والشرعية المطالبة بالتحرر هو موقف معبر عن مباديء وأخلاق فكر الإمام الخميني دون أدنى شك خصوصا بعد مضي عقود أثبتت فيها إيران مصداقيتها بكمالية تحت وطأة ضغوط وتكالبات خارجية وأعباء على كل المستويات وماشهدته تلك المواقف من تداعيات وردود أفعال إقليمية ودولية عليها وبسبب حراكها الدبلوماسي العربي والدولي المكثف لحشد الدعم السياسي والمالي للقضية كما كان ذلك سببا أيضا لارتفاع مؤشر حقد الجانب المعادي من خلال حملات التحريض تحت ذرائع كاذبة وحجج واهية تقوم بها ماكينة الإعلام المأجور دون كلل أو ملل ودون أدنى فتور سعيا منها لتلطيخ وتشويه سمعة إيران وجعلها شماعة وبعبعا مخيفا في أنظار الجهال والأميين وعديمي القراءة السياسية والثقافة الدينية... وبالرغم من أنوف المرجفون وضاربي الودع والشامتون والمتشائمون أذاقت المقاومة الفلسطينية واللبنانية وبمؤازرة قوات فيلق القدس بأسها للعدو الغاصب وأزرعه الأخطبوطية وجعلته وإلى وقتنا الراهن يجر أذيال الخيبة وأذاقته مرارة الهزيمة ومرغت أنوف قياداته في التراب كما منعت إيران التقسيم عن السوريين حين تواجد أجنحتها المقاومة هناك وكانت الحصن الحصين والقلعة الفولاذية بوجه تمدد الكيان الصهيوني داخل الخريطة السورية وأبدت الدعم العسكري المالي واللوجستي للمؤسسة العسكرية السورية دفاعا عن السوريين أنفسهم أبان سنوات التكالب والحصار المفروض على الشعب السوري الصابر وليس دفاعا منها عن حاكم سورية المستقيل. ومن منظار حرص قيادتها التي تحث على مناصرة ومؤازرة المستضعفين والمكلومين خصيصا منهم المسلمين.. وهاهو المشهد المؤسف الجاري الآن في قطاع غزة حيث يقوم العدو الإسرائيلي بأبشع المجازر والتطهير العرقي وبدعم غربيأمريكي.. والعديد من حكام الدول المجاورة صامتون كصمت أصحاب القبور فيما عدا بعض التنديدات والإستنكارات لحفظ ماء وجوههم وتحسبا من نقمة جماهيرهم المتعاطفة قلبا وقالبا بسوادها الأعظم مع أشقائهم من نساء ورضع وركع ورتع فلسطين..

لقد بترت المقاومتان الفدائيتان الوطنيتان الشرعيتان الفلسطينية واللبنانية أزرع العدو الأخطبوطية بسيف وبخنجر مقررات الثورة الإسلامية وعلى الرغم من صمت أصحاب القبور من أعراب.. وعلى الرغم من فاتورة غالية عالية من دماء الشهداء الأبرار...

إن تسائل البعض عن إرتفاع مؤشر إهتمامي الزائد الذي يغلب عليه تخصيص معظم مقالاتي لصالح وقفات إيران فالجواب : إن الوقفات المشرفة وردود فعل طهران الداعمة لقضية العرب والمسلمين الأولى لاتشجعني على مغادرة المشهد السياسي على الرغم أنني فنان خط ومسار مستقيم مجاز دوليا فالفنان أيضا جندي مدافع ... بنفس الوقت يتحتم علي أيضا أن لاأهمل الإهتمام بجوانبي كاكاتب أديب قاص وراوي وكملحن أغان ومقاطع موسيقية تصب في خانة الوطنية وخدمة المجتمع أي أنني فنان خط مستقيم أكرس أعمالي القادمة في مايتماهى ويخدم المجتمع وأبنائه ويكون ذلك أيضا سببا للرقي والتقدم والإزدهار...

أين هم بعض حكام الرجعية الأعرابية من مخاطر تبديد شعب مظلوم بعد مصادرة أرضه وتصدير هذا الشعب المكلوم وإجهاض مشروعه الوطني؟!

لقد برهنت المؤسسة الدينية في إيران الثورة عن إقحام العامل الديني في الصراع وبالرغم من تبعات داخلية وخارجية ألمت بها ونظرة بعض الحكومات العربية الموالية للسياسات الأمريكية إلى العلاقات الإيرانية والفلسطينية بعين الريبة والخوف الشديد.

إن موقف قيادة الثورة الإسلامية من قضية فلسطين أملته محددات دينية وثقافية ذات بعد إسترتيجي إذ تنظر المؤسسة الدينية الإيرانية لهذه القضية بمباديء ثورتها ومن باب الوفاء بتاريخيها ونهجها الإسلامي والمصلحة الوطنية العليا وحرصا منها على أمنها القومي بأن جعلت هذه القضية مبدئية لمواجهة ماأعدته القوى الإستعمارية الإستكبارية ومن باب دفاعها عن مستضعفين الأمة ومظلوميها...

ومن أحد الأساليب والحجج الواهية والسياسات التي يتخذها الغرب للضغط على الحكومة الإيرانية وإخضاعها لقبول إملاءاته إقناع العالم على أن سياسته شاملة مبنية على التجديد والتنمية وتطوير الآداب والعلوم والفنون بنفس الوقت الذي تخفي به هذه الحكومات الميل والخضوع لسياسة التبعية لمشروعها الإستعماري الخبيث..

وبكلمة أخيرة أصبحت أعظمية الشعوب العربية والإسلامية وحتى المسيحية الشقيقة على دراية ويقين بمواقف وسياسة إيران وأجنحتها وحلفائها تصب في قالب الدفاع ليس فقط عن فلسطين بل عن المنطقة وعن السلام العالمي ففلسطين ليست لشعبها المسلم فقط بل لجميع شرائح ونسج ومذاهب وطوائف هذا الشعب ومنهم الأشقاء المسيحيين نظرا لوجود مهد المسيح عليه السلام في بيت لحم ومقدسات إسلامية أخرى منها قبة الصخرة والأقصى وقدس الاقداس وكنيسة القيامة وغيرها من أماكن مقدسة فالعدو المحتل الغاصب لايفرق بين مسلم ومسيحي وعربي أوغير عربي حيث أن حلم هذا العدو وهدفه هو التوسع على حساب الجميع كي يصل إلى حلمه التوراتي المزعوم بقيام دولته الكبرى الممتدة من النيل إلى الفرات واللبيب من الإشارة يفهم فيكفي لأمتنا غرقا في الجهل والسذاجة والميل لتصديق أخبار الكثير من الإعلام المسيس المأجور وما يقوم به أزلام وأبواق هذه الإعلام الخاضع وما يتلقاه من ضخ مالي هائل من بعض حكومات أعرابية رجعية جعلت أنفسها ومصالح شعبها رهينة بيد قوى الشر والهيمنة الإستعمار... وهنا تنتهي حريتي مع السادة القراء راجيا من الله أن يفرج عن الأشقاء في قطاع غزة وأن تنتفض الجيوش والشعوب العربية في سبيل المستضعفين في ربوع أرض الحنين والرياحين فلسطين...

كاتب مقيم في الغربة 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري