اكتشاف أعاصير فضائية عملاقة تثور في قلب مجرة درب التبانة - ظاهرة فلكية غير مسبوقة
علوم و تكنولوجيا
اكتشاف أعاصير فضائية عملاقة تثور في قلب مجرة درب التبانة - ظاهرة فلكية غير مسبوقة
28 آذار 2025 , 11:08 ص

ظاهرة فلكية غير مسبوقة

اكتشف فريق بحثي دولي بقيادة عالم الفلك كاي يانغ من جامعة شنغهاي جياو تونغ هياكل غازية غريبة تشبه الأعاصير في المنطقة الجزيئية المركزية (CMZ) المحيطة بالثقب الأسود الهائل في قلب مجرتنا، نُشرت هذه النتائج المذهلة في مجلة علم الفلك والفيزياء الفلكية (A&A)، بعد تحليل دقيق لبيانات التلسكوب الراديوي ألما في تشيلي.  

خصائص الهياكل المكتشفة

تميزت هذه الهياكل التي أطلق عليها الباحثون اسم "الخيوط النحيفة" بما يلي:  

- طولها يصل إلى عدة سنوات ضوئية  

- تحتوي على جزيئات معقدة مثل سيانيد الهيدروجين والفورمالديهايد  

- تتحرك بسرعات تصل إلى 100 كيلومتر في الثانية  

- تظهر أنماط تدفق مضطربة تشبه الأعاصير الأرضية  

دور الأعاصير الفضائية

وفقاً للباحثين، تلعب هذه الهياكل دوراً حيوياً في:  

- إعادة تدوير المادة بين النجوم  

- توزيع العناصر الكيميائية المعقدة  

- تسخين وتبريد الغاز الجزيئي  

آلية التكوين المحتملة

رغم عدم وضوح آلية التكون الدقيقة، يقترح الفريق أن:  

- تصادمات الغازات عالية السرعة تولد موجات صدمية  

- هذه الصدمات تخلق دوامات غازية مضطربة  

- ترفع درجة حرارة الجزيئات المعقدة وتحولها إلى الحالة الغازية  

- تبرد لاحقاً وتعود إلى الحالة الغبارية  

أهمية الاكتشاف العلمي

يشرح الباحث شينغ لو من مرصد شنغهاي الفلكي: "هذه الخيوط النحيفة تشبه الأعاصير الفضائية - تيارات غازية عنيفة تختفي بعد فترة قصيرة ولكنها توزع المواد بكفاءة عالية في الوسط بين النجمي".  

تأثيرات مستقبلية 

إذا كانت هذه الهياكل منتشرة في كامل المنطقة الجزيئية المركزية كما يشتبه الباحثون، فإنها قد تفسر:  

- معدلات إعادة التدوير العالية للمادة في المركز المجري  

- الانتشار الواسع لجزيئات السيليكون أحادي الأكسيد  

- وجود الجزيئات العضوية المعقدة في المناطق المركزية 

يختتم يانغ قائلاً: "هذا الاكتشاف يضيف طبقة جديدة من التعقيد إلى فهمنا لقلب المجرة النشط، ويفتح آفاقاً جديدة لدراسة ديناميكيات المناطق المجرية المركزية في الكون."  

تمثل هذه الدراسة نموذجاً للتعاون العلمي الدولي، حيث شارك باحثون من الصين والولايات المتحدة وأوروبا في تحليل البيانات التي قد تغير نظرتنا لتطور المجرات وتوزيع المادة في الكون.