ناسا تحذر من ثقب متسع في الدرع المغناطيسي للأرض يهدد أقمارنا الصناعية ... تعرف على التفاصيل
علوم و تكنولوجيا
ناسا تحذر من ثقب متسع في الدرع المغناطيسي للأرض يهدد أقمارنا الصناعية ... تعرف على التفاصيل
1 نيسان 2025 , 06:13 ص

رصد علماء ناسا منطقة شاسعة فوق المحيط الأطلسي حيث يبدأ المجال المغناطيسي للأرض - ذلك الدرع الخفي الذي يحمينا من الإشعاعات الكونية القاتلة - بالضعف والانهيار، هذه الظاهرة الغريبة التي أطلق عليها العلماء اسم "الشذوذ المغناطيسي في جنوب المحيط الأطلسي" (SAA) تتسع عاماً بعد عام، مهددةً بتعطيل أهم الأقمار الصناعية التي تدور حول كوكبنا.

طبيعة الشذوذ المغناطيسي

تمتد هذه المنطقة ذات الكثافة المغناطيسية المنخفضة بين أمريكا الجنوبية وجنوب غرب إفريقيا، وتشبه "انبعاجاً" في الدرع الواقي للأرض. أهم خصائصها:

- تعرض الأقمار الصناعية لخطر حقيقي أثناء مرورها عبر المنطقة

- تسرب الجسيمات الشمسية المشحونة

- احتمالية التسبب بأعطال كهربائية وفقدان البيانات

- خطر تلف المكونات الإلكترونية الحساسة

التأثيرات والتحديات

على الرغم من أن هذه الظاهرة لا تؤثر بشكل مباشر على الحياة على سطح الأرض، إلا أنها تشكل تحديات كبيرة لوكالات الفضاء:

- إيقاف تشغيل الأنظمة غير الضرورية في الأقمار الصناعية عند الاقتراب من المنطقة

- زيادة مخاطر محطة الفضاء الدولية التي تعبر المنطقة بانتظام

- ضرورة تعزيز أنظمة الحماية في الأقمار الصناعية الحديثة

الأسباب العلمية للظاهرة

يعتقد العلماء أن عدة عوامل تتضافر لتسبب هذا الشذوذ:

- اضطراب في تدفق الحديد المنصهر في اللب الخارجي للأرض

- تأثير كتلة صخرية ضخمة تحت القارة الإفريقية على عمق 2900 كم

- ميلان المحور المغناطيسي للأرض

- انقسام المنطقة مؤخراً إلى قسمين يزيد من تعقيد الظاهرة

التاريخ والاتجاهات المستقبلية

تشير الدراسات إلى أن:

- الظاهرة قد تكون موجودة منذ ملايين السنين

- المنطقة تتسع وتتغير شكلها باستمرار

- هناك جدل علمي حول إمكانية أن تكون مقدمة لانقلاب قطبي

- تأثيراتها تمتد لتشمل ظاهرة الشفق القطبي

جهود المراقبة والبحث

تؤكد ناسا على أهمية متابعة الظاهرة عن كثب، حيث يقول العالم تيري ساباكا من مركز جودارد لرحلات الفضاء: "مراقبة الشذوذ المغناطيسي تساعدنا في تطوير نماذج وتوقعات أفضل لفهم سلوك المجال المغناطيسي للأرض". وتشمل الجهود البحثية:

- تطوير نماذج محوسبة أكثر دقة

- دراسة التاريخ الجيولوجي للظاهرة

- تحسين أنظمة الحماية للأقمار الصناعية

التأثيرات المستقبلية

مع اعتماد البشرية المتزايد على التكنولوجيا الفضائية، تبرز أهمية فهم هذه الظاهرة:

- حماية البنية التحتية الفضائية الحيوية

- تطوير أنظمة اتصالات أكثر مقاومة

- تحسين تخطيط مسارات الأقمار الصناعية

- الاستعداد للتغيرات المحتملة في المجال المغناطيسي

تبقى العديد من الأسئلة حول هذه الظاهرة الغامضة دون إجابات، لكن المؤكد أن "الشذوذ المغناطيسي في جنوب المحيط الأطلسي" يمثل تحدياً علمياً وتقنياً يستحق كل الاهتمام في عصر يعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا الفضائية.