ترامب يرتكب المجازر بحق المقاومةً ويضغط على السلطة لزج الجيش لتحقيق َإسرائيل الكبرى
مقالات
ترامب يرتكب المجازر بحق المقاومةً ويضغط على السلطة لزج الجيش لتحقيق َإسرائيل الكبرى
عدنان علامه
3 نيسان 2025 , 11:00 ص


عدنان علامه /عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين

ثلاثة جهات إشترَكوا في إعلان وقف إطلاق النار؛ الإنتدابين الأمريكي والفرنسي والإحتلال الصهيوني. وشهد إثنان بوجود تفاهم مع لبنان؛ فالتهمةثابتة.

وردد أدرعي في بياناته هذه الفقرة :"الجيش الإسرائيلي يواصل العمل على إزالة أي تهديدات لإسرائيل، وفقًا للتفاهمات مع لبنان"، مؤكدًا على التزام الجيش بالحفاظ على هذه التفاهمات ومنع إعادة تموضع حزب الله وتسليحه".

فعدم رد السلطة واللجنة الخماسية على إعتداءات قوات الإحتلال طيلة 125 يومََا؛ يؤكد تخلي السلطة عن واجباتها بالدفاع عن لبنان شعبًا وأرضًا، كما يؤكد وجود تفاهمات "بإعطاء قوات الإحتلال الضوء الأخضر بحرية التصرف بإزالة أي تهديدات لإسرائيل (دون تحديدها) ، وفقًا للتفاهمات مع لبنان".

وفجر يوم الثلاثاء كان التحدي الأعظم للقوانين الدولية ومعاهدة جنيف ومعاهدة الصليب الأحمر؛ والخرق الأعظم للقرار 1701 بنية نسفه؛ حيث نفذت طائرات العدو الأمريكيةالصنع وبأسلحة أمريكية الصنع عدوانًإ غادرًا على منطقة سكنية أدت إلى إغتيال الشهيد بدير على نيته بالقيام بعمل إتهمه زورًا أدرعي به.

وهذا ما قاله أدرعي على منصة X :

هاجمت طائرات حربية لجيش الدفاع بتوجيه من الشاباك الليلة الماضية في منطقة ‎#الضاحية_الجنوبية في ‎#بيروت مستهدفة الارهابي المدعو حسن علي محمود بدير احد عناصر الوحدة 3900 في حزب الله الإرهابي وفيلق القدس.

?لقد عمل المدعو بدير خلال الفترة الأخيرة بتعاون مع حماس الإرهابية وقام بتوجيه عناصر في حماس وساعدهم على تنفيذ مخطط ارهابي خطير ضد مواطنين اسرائيليين على المدى الزمني الوشيك.

?لقد تم التخطيط لهذه العملية الإرهابية ان تنفذ على المدى الزمني الوشيك وكانت لتستهدف مدنيين اسرائيليين حيث تم استهداف المدعو حسن بدير بشكل فوري بغية ازالة هذا التهديد.

وقد أيّد متحدث بإسم الخارجية الأمريكية خرق القرار 1701، والعدوان على لبنان، وأعطى الحق لإسرائيل بالرد المطلق دون الأخذ بعين الإعتبار سيادة لبنان والقوانين الدولية المتعلقة بحق الرد علمًا بأنه ليس للمحتل أي حق بالرد على مقاومته بحسب القوانين الدولية .

فإستباحة الأراضي اللبنانية بدأت مع الإعلان عن وقف إطلاق النار؛ فقد إرتكبت السلطة اللبنانية خطيئة العمر خلال مفاوضات الإعلان عن وقف إطلاق النار بالتخلي الكلي عن التصدي للإعتداءات وكذلك فعلت اللجنة الخماسية.

وتتوزع المسؤولية على المسؤولين في ثلاث فترات:

1- فترة الرئيس ميقاتي؛ وفيها بدأت المفاوضات التي خسرها لبنان، وتخلّت الدولة واللجنة الخماسية عن واجبهما في الدفاع عن لبنان شعبًا وأرضًا.

فنتنياهو هو من طلب وقف إطلاق النار نتيجة إنهيار المعنويات لدى جيش العدو؛ ولم يستغلها الرئيس ميقاتي لصالح لبنان.

وأسرع الرئيس ميقاتي في الإعتماد على بايدن في آخر أيامه متناسيـًا بأن الأمريكي هو شريك كامل لإسرائيل في العدوان على لبنان وليس وسيطًا نزيهًا ؛ فالإدارة الأمريكية هي َ التي زودت نتنياهو بالقنابل التي دمرت غزة ولبنان من خلال جسر جوي مؤلف من 500 طائرة وجسر بحري من 160 باخرة آي أكثر من 8 ملايين طن.

وقد أكد أدرعي بعد كل عدوان بأن جيش الإحتلال يتصرف ضمن التفاهمات داخل الإعلان عن وقف إطلاق النار وأكد المندوب الأمريكي وجود تفاهم َمع لبنان‌؛ وقرينة تخلي الدولة عن منع أي إعتداء تؤكد وجود تفاهم مع العدو وإعطائه حرية التصرفَ وليس في جنوب الليطاني فقط بل في كل لبنان.

2- فترة الرئيس جوزاف عون.

كان الرئيس عون قبل إَنتخابه قائداً للجيش ولكن الجيش لا يتحرك بدون أمر سياسي.

وبموجب الدستور

فالرئيس عون هو قائد القوات المسلحة ولكنه لم يتخذ أي إجراء لمنع الإعتداءات الصهيونية.

3- فترة تعيين الرئيس نواف سلام رئيسًا للحكومة

لا أذيع سرَا حين أقول بأن التسرع في زيارة الرئيس ميقاتي لسوريا أتت بالرئيس نواف سلام مع دعم أمريكي للداخل فقط؛ فتحمس سلام وأعلن إن قرار السلم والحرب بيد الدولة وإحتكار السلاح بيد الدول فقط، ولكن حكومته لم تستطيع أن تمنع أي إعتداء ولم تستطيع الحفاظ على سيادة لبنان ووحدة أراضيه.

وأعتمد رئيسي الجمهورية والحكومة على الوسيط الأمريكي غير النزيه الذي طعن لبنان في ظهره وتراجع عن تعهداته بوقف إطلاق النار وإنسحاب العدو في 18 شباط؛ وأبلغت أمريكا لبنان بدلًا من إنسحاب العدو الكامل، ببقاء الإحتلال في خمس مواقع متباعدة جاعلًا منها منطقة عازلة؛ وللأسف فإن رئيس الجمهورية إعتبرهاغير ذات أهمية عسكرية؛ ورددها أكثر من مرة وفي أكثر من َمَناسبة.

وحين إحتلال إسرائيل القسم السوري من جبل الشيخ لم يطالب لبنان بمصير القسم اللبناني منه.

وللأسف لاح في الأفق وبشكل متسارع جدًا إعادة ترسيم المرسم في الحدود اللبنانية مع فلسطين الَمحتلة ومن المؤكد سيتم تأجيل ترسيم مزارع شبعا حتى الحل السياسي للأراضي المحتلة عام 1967؛ وترسيم الحدود بين لبنان وسوريا بحيث ستدَّعي سوريا بتبعية المزارع لها لتكتمل المؤامرة بإسقاط الذرائع لوجود الـمقاومة.

وللأسف فإن تقييمي لزيارة الرئيس عون إلى فرنسا كانت فاشلة جدًا لأنه لم يأخذ العبرة من إنحياز أمريكا الكامل لصالح الكيان الصهيوني؛ فطلب ضَمانات ممن خان المواثيق والتعهدات وأنقلب عليها ولم يفِ بها. وكما طالب الرئيس عون الرئيس ماكرون بحل للقنابل الموقوتة التي يمثلها تواجدأكثر من مليوني نازح سوري في لبنان ؛ فكان الرد الفرنسي الوقح جدًا لكسب مزيد من الوقت لبقاء النازحين في لبنان لأطول مدة ممكنة لغاية في نفس يعقوب.

فقال الرئيس عون ردًّا على تأمين ضمانات لوقف إطلاق النار: "إذا الولايات المتحدة وفرنسا مش قادرين يقدموا ضمانات.. مين بيقدر؟"

وقال ماكرون: قبل عودة اللاجئين السوريين لبلادهم يجب أن يكون هناك تمثيل سياسي يأخذ بالاعتبار تنوع المجتمع السوري.

علما بأن السلطة اللبنانية إنصاعت للإرادة الخارجية وأصدرت تعميما مخالفًا لكل القوانين المرعية الإجراء لإستقبال كافة النازحين السوريين القادمين َمن أوروبا بصفة ترانزيت دون أخذ اي إجراء يؤكد بانهم سيتوجهون إلى سوريا.

والأهم من ذلك فقد عاد الرئيس عون من فرنسا بخفي حنين لتأمين المساعدات لترحيل النازحين.

ومن المؤكد بأن هناك أوامر أمريكية للسلطة في لبنان تأخروا في تنفيذها، ولذا اوعز ترامب لإسرائيل التوحش في الرد على إطلاق صواريخ لقيطة من لبنان، والأيادي الإسرائيلية وراءها ، ولم تشكل اي خطر على العدو.

فقد تجاهل اََترامب ونتنياهو مبدأ التناسب في الرد والقوانين المتعلقة بالصراعات المسلحة.

وللتأكيد على وجود أوامر أمريكية أقتبست التالي من َمقال خاص بعنوان:

"ترامب لن ينتظر اللبنانيين.. واشنطن تريد نتائج قريباً" بتاريخ 15 آذار/ مارس الماضي على صفحات العربية نت التالي :-

" أبلغت الإدارة الأميركية السلطات اللبنانية بمواقف من الممكن اعتبارها "متشدّدة" حول الأوضاع في الجنوب وأداء الحكومة الأمنيّ".

فقد علمت العربية.نت/الحدث.نت من مصادر مطلعة على النقاشات الأميركية اللبنانية والتي جرت خلال الأسابيع القليلة الماضية، أن المسؤولين في البيت الأبيض وفي وزارة الخارجية أبلغوا الحكومة اللبنانية أن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب يريد خلال وقت قصير جداً أن يرى نتائج".

أما الأخطر في كل هذه الرسائل التي تولّى إيصالها عدة مسؤولين أميركيين إلى الحكومة في بيروت، بحسب شخصيات اطّلعت عليها إيصال تهديد واضح بأن "ترامب سيسمح بتحركات إسرائيلية عسكرية واسعة في لبنان إن لم تصل الأمور إلى النتائج المطلوبة" وأهمها القضاء على المقاومة، كما يحصل الآن في غزة ورفح والضفة وسط صمت مجلس الاًَمن والG7 والدول الخليج ومعظم دول العالم .

وبناءً عليه؛ فإن تصريحات وزير الخارجيةاللبناني، والنائب حاصباني، وتسمية جبور المسلحين بالرفاق لم تأتِ من فراغ.

ولمن خانته الذاكرة كانت مواكب السياسيين تَحِجُ إلى أوكار المسلحين في عرسال وجرودها بعد قتلهم أخوة لنا من الجيش اللبناني وهم مَعروفون بالإسم والصفة؛ ولن يترددوا في التآمر على لبنان وطعن المقاومة في ظهرها عندما يحركهم الريموت كنترول الأمريكي.

قال الإمام علي عليه السلام "لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه".

ومن روح هذا القول فإني أنصح الرئيس العماد جوزاف عون أن يعود لنص القسم : ‏

" أحلف بالله العظيم إني احترم دستور الأمة اللبنانية وقوانينها واحفظ استقلال الوطن اللبناني وسلامة أراضيه"

كما انصح الرئيس سلام أن يراجع مطلع مقدمة البيان الوزاري لحكومته:

"نمثل أمامكم حكومة مُتضامنة، ومُلتزمة الدّفاع عن سيادة لبنان ووحدة أرضه وشعبه والعمل الجاد من اجل إخراجه من المِحن والأزمات، والإستجابة لتَطلّعات المواطنات والمواطنين. وتلتزم حكومتنا بحماية حُريّات اللبنانيّين وأمنهم وحقوقهم الأساسية، وفي مُقدّمها حَقّهم في العيش الكريم."

وإذا قارنا بين قسم الرئيسين والوضع الراهن على الأرض نتيقن بأن الرئيسين إبتعدا كثيرا عن مضمون قسم كل منهما.

وقد أصرً ترامب خلال فترة وقف إطلاق النار وحتى اليوم على إعطاء جيش العدو الضوء الأخضر بتدمير كل ما يظن بأنه يشكل تهديدًا للكيان المؤقت؛

وفي المقابل منع السلطة والجيش في لبنان واللجنة الخماسية من التعرض لقوات الإحتلال.

لذا أقترح على الرئيسين العودة إلى التمسك بقسمهما والإجتَماع مع كل اللبنانيين ويشرح لهم بالتفصيل التهديد والوعيد الذي يسلطه الطاغية، الفرعوني، المتجبر، المتغول المتوحش، النرجسي السادي والعنصري ترامب عليهما بالإصرار على زج الجيش اللبناني وبسرعة بوجه المقاومة وإلا سيطلب من إسرائيل شن المزيد من الغارات في مختلف الأراضي اللبنانية.

وبالنسبة للنازحين السوريين أقترح أن تقدموا لهم السفن مجانا وترسلوهم بإتجاه أوروبا؛ وسيكون الَمسؤولون الأوروبيون بخدمة أقدامكَن وبسرعة البرق سيصلوا إلى لبنان لتنفيذ رغباتكم.

ولا بد من ممارسة الضغط عليهم لترحيلهم بسرعة لتفويت الفرصة على الفرعون ترامب وبعض الداخل بإستخدامهم في مشاريع الطاغية ترامب والعنصري نتنياهو لتنفيذ إسرائيل الكبرى في محيط منزوع السلاح.

وإنَّ غدًا لناظره قريب

03 نيسان/أبريل 2025

المصدر: موقع إضاءات الإخباري