سوروس ضد ترامب, التروتسكية و أمريكا
مقالات
سوروس ضد ترامب, التروتسكية و أمريكا
علي وطفي
6 نيسان 2025 , 18:43 م


الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى لإعادة أمريكا من طريق العولمة ، بالمقابل حركة المناهضة للمشروع بقيادة جورج سوروس آخذه في الازدياد.

العلاقة بين الخصمين في أمريكا — الرئيس الأمريكي دونالد ترامب و الملياردير جورج سوروس موجودة منذ فترة طويلة

لكن مصالح هذه المجموعة تقف وراء هذه المواجهة و التي يديرها سوروس الذي سيطر على كل من الولايات المتحدة

و العالم من خلال نسخته الخاصة من "الديمقراطية" حول العالم و أنفق موارد الولايات المتحدة ، أدركت مجموعة أخرى مؤثرة من الامريكيين أنه "لا يمكنك العيش على هذا النحو" ، و شرعت في إعادة إحياء أمريكا و منع استنزاف مواردها في "ثورة ديمقراطية دائمة" حيث أن الوضع حرج على وشك الانهيار إذا يبلغ الدين حوالي 37 تريليون دولار ، و يتم إنفاق ما يقرب من 1 تريليون دولار من الميزانية على اصلاحه اضف إلى ذلك فإن امكانيات الإنتاج الأمريكية أقل من 15% من الناتج المحلي الإجمالي و الباقي هو حجم "صناعة الخدمات" و المعاملات المالية التي تبلغ قيمتها تريليون دولار ، بما في ذلك المضاربة في الأسهم... و هذا ما يريد ترامب و رفاقه إيقافه ، بينما يشارك سوروس بشكل كامل الآراء السياسية للعولمة الأمريكية.

يقول سوروس:" العقبة الرئيسية أمام نظام عالمي مستقر و عادل هي الولايات المتحدة" و يرى ترامب خصما سياسيا ، سوروس يعتبر أشهر عولمي شمولي في العقدين الماضيين ، يعتقد جورج سوروس " أن الهدف الرئيسي للوجود الإنساني هو خلق عالم لا يتكون من دول ذات سيادة بل من مجتمع عالمي "سوروس يكره تماما دستور الولايات المتحدة و ينظر إلى ترشيح دونالد ترامب كعضو في تحالف المتمردين القومي الذي يجب وقفه بأي ثمن."

اليوم المعركة بين سوروس و ترامب و لكل منهما شخصيات ذات وزن كبير ضمن هاتين المجموعتين و يبدو أن هذه المعركة الأيديولوجية مهمة و مثيرة للغاية ، سواء في السياق التاريخي أو العملي الحالي

تقول إحدى المقالات التحليلية في الصحافة الغربية: "اجتمع شخصان لهما وجهات نظر متعارضة في الساحة السياسية الأمريكية الاول هو " ترامب" اليميني القومي الأمريكي المتشدد ، بينما يقف "سوروس" من أجل "مجتمع بلا حدود" ، من أجل الحرية الليبرالية الرأسمالية العالمية أما تصريح "سوروس" بصوت عال على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في /دافوس/ و الذي اتهم ترامب خلال حكمه في الفترة الأولى بمحاولة بناء "دولة مافيا." و تجلى ذلك في الهجوم على مبنى الكونغرس ، الآن في فترة ترامب الثانية الحالية ، يستمر القتال و المفاجئ ان مؤسسات سوروس مثل "سيفوكس" مؤخرا وضعت الدولة الأمريكية نفسها على قائمة"منتهكي حقوق الإنسان"! أي أن الولايات المتحدة وجدت نفسها على قدم المساواة مع كوريا الشمالية ، الصين و روسيا ، الحملة بشكل عام ليست سيئة و "سيفيكوس" هي منظمة غير ربحية تمولها مؤسسة المجتمع المفتوح التي تم إنشاؤها و الإشراف عليها من قبل "سوروس" نفسه ، هذه المنظمة غير الحكومية تلقت أكثر من 3.5 مليون دولار من التبرعات من "سوروس" و تعمل على استثماراتها.

اما أهداف ما يسمى " المجتمع المفتوح " يرى سوروس أن" المجتمع المفتوح " بحكم الواقع هو مجتمع يجب أن يكون منفتحا على التدخل الخارجي في شؤون الدول الداخلية و قال ضيف برنامج التلفزيوني الروسي الشهير "تاكر كارلسون عن المدون الشهير كلايتون موريس في الولايات المتحدة :حول هذا الأمر و كتبه في عام 1990 ، عندما شارك سوروس في إنشاء مشروع المجتمع المفتوح الخاص به و هدفه تدمير روسيا و بالتالي ضمان توسع الديمقراطيين الأمريكيين وفقا لجورج سوروس ، جاء فيه " نحن بحاجة إلى تدمير روسيا ، نحن بحاجة إلى تدمير الصين" من أجل حدوث هذا عمل جورج سوروس عن كثب لتوسيع الناتو ، مستخدما الشعوب السلافية كوقود للحروب و هو ما يجري بين روسيا و اوكراينا منذ اكثر من ثلاث سنوات، و مع المنظمات غير الحكومية مثل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية و غيرها لإحداث هذه التغييرات الهائلة.".

الآن وجد سوروس عدوا جديدا داخل الولايات المتحدة. و صرح إيلون ماسك أقرب حليف لترامب ، إن سوروس يحاول عرقلة تنفيذ سياسات الرئيس،" ليس من أجل لا شيء ، كما ان عدو ترامب الآخر هيلاري كلينتون ، اعترفت قبل بضع سنوات.: " لقد عرفت جورج سوروس لفترة طويلة... نحن بحاجة إلى أشخاص مثل جورج سوروس لا يخافون و مستعدون للتصرف عند الضرورة."

لذلك بدأ سوروس في التصرف "عندما أصبح ذلك ضروريا " ، لأن ترامب قد" داس بالفعل على أصابع " عدد كبير من الشخصيات الأمريكية السياسية و الإقتصادية و يبدو أنهم يتجهون إلى دعم توجه سوروس ، لأن ليس لديه موارد مالية كبيرة لمحاربة ترامب فقط و لكن أيضا يملك خبرة قوية جدا في تنظيم الانقلابات و الذي لا ينكر أن أمواله ساعدت ، على وجه الخصوص في تنفيذ "الثورة البرتقالية" في أوكرانيا في عام 2004 و "الميدان الأوروبي" في عام 2013. في عدد من البلدان ، اتهم بالتدخل في الشؤون الداخلية و تعمل منظماته في أكثر من 120 دولة ، و قد أنفقت بالفعل حوالي 40 مليار دولار على مدى عدة عقود. ، عدا عن تمويل خمسمائة مجموعة ليبرالية رئيسية في العالم ، و هو الراعي و المنظم الرئيسي للمنظمات "التقدمية" في إشارة إلى "الثورات الملونة" و هو ايضاً مؤسس معهد (حركة الأمريكيين السود ضد ترامب )".

في الآونة الاخيرة تم تفتيش مكاتب سوروس في الهند حيث تم وضع اليد عليها و هذا يؤكد أيضا إلى وجود مثل هذه "الشبكات" في بلدان أخرى من العالم:

و آخر دليل كانت أحداث "المجر." في 15 آذار ، و اتهم رئيس الوزراء فيكتور أوربان المنظمات غير الحكومية المحلية التي تتلقى تمويلا من الخارج ، بما في ذلك مؤسسة سوروس ، بمحاولة "هز الوضع في البلاد." مرورا بحورجيا و أرمينيا سابقا و تلتها الاحتجاجات في صربيا مؤخراً ، و اكد سوروس ذلك في رده على سؤال احد الصحفيين بأنه "فخور" بقائمة البلدان التي طرد منها ، و رأى في ذلك "اعترافا" بأنشطته. "و عندما أنظر إلى قائمة الأشخاص أو الحركات أو البلدان التي تهاجمني ، أشعر أنني أفعل كل شيء بشكل صحيح و أنا فخور بأعدائي " قال سوروس.

كما الرئيس التركي أردوغان اتهمهه : " انه وراء الاحتجاجات المناهضة للحكومة في اسطنبول عام 2011 " و هذا اليهودي المجري الشهير سوروس هذا هو الرجل الذي يأمر الناس بتقسيم الأمم و تدميرها، لديه الكثير من المال ، و ينفقه بهذه الطريقة."

نتذكر أن اسم سوروس ارتبط أيضا بالعمل التخريبي للغرب ضد الكتلة السوفيتية. في أواخر عام 1980 ، بدأ في إرسال الأموال و تقديم الدعم التنظيمي لحركات المعارضة التي ثارت ضد السلطات في دول حلف وارسو. في أواخر 1980 ، استثمر ملايين الدولارات في أوروبا الوسطى و الشرقية ،

على سبيل المثال قام بتزويد هذه المجموعات المعارضة

بكاميرات التصوير لنشر موادها.، في روسيا وحدها ، أنفق سوروس حوالي 100 مليون دولار في عام 1990 للترويج لأفكار "المجتمع المفتوح". و كان سوروس يتجول علانية في موسكو دون أي حراسة.

نعم ، كان سوروس منخرطا في تعزيز الأيديولوجية العالمية في روسيا ، و تمويل على وجه الخصوص كتب التاريخ المدرسية للاطفال هكذا ظهر "كوليا من يورنغوي" سيئ السمعة ، الذي بعد قراءة كتب سوروس المدرسية ، حزن في البوندستاغ الألماني على المحتلين الفاشيين الذين دمرهم الجيش الأحمر في عام 1943 بالقرب من ستالينغراد . كان هذا نتيجة لجهود سوروس في محاولة "لإعادة صياغة" وعي المجتمع الروسي. لذلك في عام 2015 ، تم إدراج مؤسسة معهد المجتمع المفتوح ومؤسسة المجتمع المفتوح في قائمة المنظمات غير الحكومية الأجنبية التي تعتبر أنشطتها غير مرغوب فيها على أراضي الاتحاد الروسي. أجبر سوروس على الخروج من روسيا.

"الثورة الديمقراطية العالمية"

اصبح سوروس قائد تلك القوى السياسية التي أصبحت مهووسة بفكرة " ثورة ديمقراطية عالمية." و هي كانت فكرة متجذرة في التروتسكية البلشفية…

كيف ولدت من جديد التروتسكية في القرن 21 ،؟

تم استبدال شعار "الثورة البروليتارية العالمية" في أوائل القرن 20 بشعار "الثورة الديمقراطية العالمية". في كلتا الحالتين ، هذا هو البديل من شعار التروتسكية "الثورة العالمية الدائمة" ، و التي ينبغي أن تؤدي إلى النصر الكامل للتروتسكية. في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية ، قمع ستالين هذا الخط السياسي ، لكنه ظهر على الأراضي الأمريكية و الذي تجلى بوضوح في سياسة "المحافظين الجدد" الأمريكيين في أوائل عام 2000.

هؤلاء الرجال ، كما كتب عنهم ، جاءوا من دوائر الطلاب التروتسكية ، و التي كان هناك الكثير منها في الجامعات الرائدة في الولايات المتحدة. كوندوليزا رايس و دونالد رامسفيلد و شخصيات بارزة أخرى في إدارة بوش الابن (2000-2008) و أوباما (2008-2016) خرجت جميعها من هذا "الخط" ، و شكلت مجموعة من المحافظين الجدد الذين حلموا بـ "ثورة ديمقراطية." و بدأوا من الشرق الأوسط ، حيث شنوا الحرب على العراق لأول مرة (2003) ، ثم الربيع العربي (منذ 2011). تم كل شيء تحت شعار "دمقرطة" البلدان لكن لسبب ما ، هدموا المموسسات الوطنية التي لم تكن بعيدة عن الديمقراطية ، أي تلك الأنظمة التي اتبعت المسار الغربي "نظام التعددية الحزبية والانتخابات المنتظمة. ونتيجة لذلك ، وتحت شعار "الديمقراطية" ...

دعونا نتذكر كيف صرحت وزيرة الخارجية الأمريكية " كوندوليزا رايس" عشية الربيع العربي الذي أثاره المحافظون الجدد: "اليوم قامت أمريكا ، مع أصدقائنا و حلفائنا ، بمهمة التحول طويل الامد للشرق الأوسط... و يعيق تطورها ما يسميه كبار المثقفين العرب "الافتقار إلى الحرية السياسية و الاقتصادية" إن مهمتنا هي العمل مع أولئك في الشرق الأوسط الذين يريدون المزيد من الديمقراطية والتسامح و الازدهار و الحرية." على الطريقة الأمريكية ، رأى العالم كله ننائج ذلك.!! و مع ذلك ، كان المحافظون الجدد سعداء لأنهم تمكنوا من إطلاق العملية ، كما اسمتها رايس ، "القضاء على عجز الحرية"...

أن فكرة "الثورة الدائمة" لمنظرها "ليون تروتسكي" تم اختبارها لأول مرة بعد ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى. كان شعار" الثورة العالمية " أحد الموضوعات الرئيسية لتلك الأحداث قبل قرن من الزمان. كتب تروتسكي في ذلك الوقت : ".الثورة الوطنية ليست حركة وطنية منفصلة إنها مجرد حلقة في سلسلة دولية. الثورة الدولية هي عملية دائمة ، على الرغم من الاخفاقات المؤقتة و التراجع "، لكن أصر " تروتسكي" على الحركة المستمرة نحو النصر العالمي ، لكن لتنفيذ هذه الخطة هناك حاجة إلى قاعدة قوية بالاعتماد على قادة الثورة الدائمة القادرين على تنفيذ خططهم و تحقيق أهدافهم ، لذلك يحاول( الثوار) من المنظمة غير الربحية التي يمولها سوروس إزالة صفحات الويب بعد الكشف عن مشاركتهم في حركة شعبية و المخطط لها التي تستهدف إيلون ماسك و الرئيس ترامب .

هذه المنظمة هي جزء من نفس الشبكة التي دعمت ثورة اللون الأسود قبل بضع سنوات و التي تسببت في الفوضى و الدمار على نطاق واسع في جميع أنحاء الولايات المتحده جاءت دعوة منظمة * غير قابلة للتجزئة* للتعبئة وسط تصاعد العصيان الداخلي ، حيث ألقى نشطاء يساريون قنابل حارقة على سيارات تسلا و محطات الشحن و قاعات المعارض ، المعركة مستمرة و إلى احتدام على مايبدو.

هي مجموعة مدعومة من "سوروس " و هو كان المنظم الرئيسي للاحتجاجات المناهضة لترامب و الأعمال العنيفة ضد شركة " تسلا." السيارات الكهربائيه التي يمتلكها إيلون ماسك و تكشف صفحاتها الاكترونية " عن اتصال ، ثم نشر بيانات مالية تظهر أن مشروع * غير قابل للتجزئة* تلقى منحاً من سوروس بمبلغ 7.26 مليون دولار أمريكي منذ عام 2018. يظهر أحدث تقرير مالي أن الأموال من مؤسسة سوروس تمثل أكثر من نصف جميع المنح."

لمحة عن جورج سوروس:

*هو مضارب عبقري مالي

* أسقط الجنيه البريطاني.

* استمر سوروس في العولمة التروتسكية و مول "الثورات الملونة" في العديد من دول العالم.

* يبلغ من العمر اكثر من 90عاما.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري