عبد الحميد كناكري خوجة: رسالة نارية إلى جميع شرفاء الشعب السوري.
مقالات
عبد الحميد كناكري خوجة: رسالة نارية إلى جميع شرفاء الشعب السوري.


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

” سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آيتنا إنه هو السميع البصير“

“ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموتا بل أحياء عند ربهم يرزقون“

صدق الله العظيم

بعد الترحم على شهداء مدينة نوى الأبرار في الجنوب السوري وجميع من سقطوا دفاعا عن الأرض واقفين بوجه آلة الدمار والعدوان الإسرائيلية التي أضحت تسرح وتمرح وترتع كما يحلو لها ضمن خارطة الوطن وبكل وقاحة وعنجهية دون رادع.

قبل الغوص في فحوى هذه الرسالة أذكر أشقائي السوريين بالمخطط الصهيوأمريكي الذي يطلقون عليه ب (الشرق الأوسط الجديد) هذا السيناريو الموسوم المعتبر إمتدادا لحلمهم التوراتي المزعوم.. الذي ينص على” قيام دولة إسرائيل الكبرى الممتدة من النيل إلى الفرات“ فليدرك الجميع أن هذا المخطط داخل ومنذ زمن في أجندتهم وبقوة. إليكم جزء مختصر يسلط بقعة الضوء على هذا المشروع الخطير الهادف إلى تقسيم وتقظيم البلاد المستهدفة ومن ضمنها بلدنا الحبيب سورية:

إن إسرائيل الكبرى التي يتم التحضير لها ستكون مساحتها حوالي 1,750 مليون وسبعمئة وستون ألف كيلو متر مربع بعد قضم 35% من أراض جمهورية مصر الشقيقة ، حوالي 40% من أرض الحجاز الشقيق مايسمى اليوم بالمملكة السعودية، و45%من العراق الشقيق ، حوالي 60% من أراض بلدكم سورية.

ومن دولة الكويت الشفيقة حوالي 70%. أما بالنسبة لفلسطين ولبنان والأردن الأشقاء فعلى الأرجح سيتم قضم مايزيد عن 70% من مساحاتهم منوها أن هذه النسب غير مؤكدة بشكل دقيق بل من المتوقع أن المساحات ستكون أكبر مما إشير إليه.

لكن الأمر الغريب العجيب في الموضوع والأدهى من ذلك أن العديد من حكومات هذه الدول تؤيد وتدعم هذا المخطط الإستعماري من خلال تقديمها يد العون والتسهيلات الازمة لأولئك الصهيوأمريكيين. تجسيدا لمشروعهم الخبيث.

ومن المفترض أيضا أن يمتد مخططهم هذا ليلامس تركيا وجمهورية إيران الإسلامية وغيرها من دول. آن الأوان لتعلموا أيها الأشقاء السوريين مايخطط لكم ولبلدكم في دهاليزهم وأروقتهم وسراديبهم النتنة وغرف الموك داخل دولتان عربيتان حيث أن مايحضر أدهى وأمر.

هاهم أشقائكم في قطاع الشهامة والصمود “غزة العزة“ وفي الجنوب اللبناني الأبي قد سطروا أروع الملاحم والبطولات بالرغم من لوعة الأذى والأسى والشظى واللظى كما لنا ولجميع الشعوب العربية القدوة الحسنى بمايقدمه الأشاوس في اليمن الشقيق من عطاءات وتضحيات مؤازرة ومساندة لأشقائهم المظلومين في قطاع غزة.

آن الأوان (لتصليح التسليح) والتحضير للسجال ومناكفة من يتمدد داخل ترابكم الوطني ويستولي يوما بعد يوم على بيوت ومزارع وحقول وممتلكات إخوانكم وأهلكم في معظم بلدات وقرى درعا ونوى وحوران وما تشهده العديد من المدن الأخرى من أعمال قصف وحشي إسرائيلي إضافة أن قوات هذا المحتل أصبحت على بعد عدة كيلو مترات وعلى مشارف عاصمتكم دمشق مما يشكل خطرا مهولا قادما..

هذا الغاصب الذي دمر البنية التحتية لمؤسستكم العسكرية واستولى على مرتفعات جبل الشيخ بشكل شبه كامل ووضع يده على أهم أماكن مياه الشرب التي تعتبر مصدر حياتكم ومعيشتكم ولازالت غاراته الهمجية تنهش من مقدراتكم ومطاراتكم ومراكزكم العلمية وبنيتكم الفوقية والتحتية ناهيك عن سحقه وبشكل كامل لإسطولكم البحري ومنظومات الدفاعات الجوية والصاروخية والرادارات والمدرعات والأليات والتي قدر ثمنها (بنصف ترليون دولار) وإستغرق تأسيسها سنين طويلة من جيوبكم كمجهود حربي فاالأسوأ قادم مالم يتم كبح جماح هذا الفاشي النازي المعتدي وإيقافه عند حدوده وربط رسنه وإعادته إلى حظيرته ذلك الأمر الذي سيتم بفضل سواعدكم ونضالكم واستبسالكم ياأبناء الشهامة والكرامة.

فلتكونوا جميعكم بمثابة السيف البتار المتصدي لأولائك القتلة الفجرة المعتدين الأشرار..

فلنرمي الخلافات أرضا ولنضع نصب أعيننا أن الدفاع عن الوطن يتماهى والتدين الصحيح كما أنه الجهاد الحقيقي المقدس..

ليس فقط الأقصى وقدس الأقداس تناديكم بل أيضا أشقائكم وإخوانكم في الجنوب السوري يناشدوكم ويشدوا على أيادكم لتهبوا وتلبوا النداء وبما أوتيتم من قوة ورباط الخيل..

إنها الساعة المناسبة لتوجيه إبرة البوصلة شطر المسجد الأقصى وشطر جنوبكم السوري لتطهير ترابكم الوطني من رجس قوات هذا الكيان الغاصب. مع الاسف الشديد أيضا أن تقوم بعض القوى الرجعية وقوى أخرى مشبعة بالروح الإنهزامية بمد يد العون وعقد الإتفاقات مع هذا العدو والجميع يعلم عن حاكم متزرع بالإيمان بإرسال أربعين مليون طلقة للحكومة الإسرائيلية ومسيرات وعتادآخر يتم بواسطتها النيل بوحشية من أجساد الرضع والركع والرتع إضافة لححم تبادلاته التجارية مع حكومة هذا الكيان الإصطناعي المؤقت..يتشدق بالإسلام ويزعم التدين َويمارس إزدواجية المعاير وتقاسم الأدوار من خلف الكواليس مقدما لحكومة هذا الكيان الإجرامي الغاصب أطنان من الخضرة والفاكهة ووجبات غذائية أرسلت إلى جنود وقطعان مستوطني هذا الورم السرطاني الذي أصاب بلاد الشام وكان بمثابة خنجرا ساما في خاصرة الأربعة عشر مليون كيلو متر مربع.

مع الأسف الشديد أن نسمع جعجعة بلا طحين وصيحات تنديد واستنكار كالزوابع في الفنجان.. من بعض أصحاب الكراسي المتشدقين بالعروبة والإسلام دون تحريك ساكن للجم هذا العدو وكبح جماحه.

السواد الأعظم من الشعوب بات يعلم أيضا كيف صنعت وفبركت الإدارة الأمريكية والصهيوغربية أعرابية لشعوبنا العربية والإسلامية وخصيصا للأشقاء في الخليج عدوا وهميا جعلوا منه شماعة وبعبعا يخوفون به شعوب دول الجوار تماشيا لنوايا خبيثة خسيسة تخفيها صدورهم تكون بمثابة الورقة الرابحة بيد حكومات الصهيوأمريكي لإبتزاز حكومات بعض دول الخليج والأغرب والأنكى من ذلك أن تقوم تلك الزمرة الرجعية المتخاذلة والمتواطئة مع هذا العدو بتخوين الشريف المقاوم وتشريف الخائن.

إنهم يترجمون حرفيا وعلى أرض الواقع ماتم تحضيره من سيناريو شيطاني داخل سراديب وجحور هذا المحتل ومن يدور في فلكه..

لافتا الأنظار أيضا أن الهدف من وراء صنع عدو وهميا مزيف ومفبرك هو تشتيت الأفكار وصرف الأبصار عن العدو الحقيقي المحتل لفلسطين والمدنس لحرمات مسرى الإسراء والمعراج والمعتدي حتى على مقدسات أشقائكم المسيحيين ككنيسة القيامة وبيت لحم مهد إبن واحدة من خيرة نساء العالمين ( السيدة مريم البتول) عليها السلام.

لقد صوروا الجمهورية الإسلامية الإيرانية كعدو مخيف تحت ذريعة الخطر القادم من هذا البلد الحضاري الضارب جذوره في أعماق التاريخ صاحب المواقف الساطعة الناصعة والمشرفة من خلال وقوفه ومؤزرته الحركات الفدائية في فلسطين العربية وكذلك مع الإخوة والأشقاء في لبنان.

تكمن الغاية من هذه التصرفات السيئة بحق هذا البلد لابتزاز ثروات وعائدات الحح والعمرة والنفط والغاز وماتتمتع به أرض الحرمين الشريفين من ثروات هائلة من المفروض أن يتنعم بها معظم فقراء أبناء الشعوب العربية والإسلامية. لافتا نظركم أيضا إلى مبلغ (الترليون دولار) هذا الرقم الفلكي المقدم إلى الحكومة الإمريكية.

مع الأسف أن يقوم المتشدقين بالعروبة بتخريب أوطانهم بإسم الدين الواحد إضافة أننا لم نرى أو نسمع أنهم قد وجهوا قذيفة أو صاروخا أو حتى رصاصة أو أرسلوا حشودهم من أصحاب اللحى المزيفة صوب الحدود لملاقة العدو الحقيقي والمحتل الغاصب..

غير آخذين أيضا بعين الإعتبار حجم الكارثة التي يعيشها أهلنا وأشقاءنا فوق تراب غزة. لابد للجميع من معالجة روح الانهزامية التي طغت ولابد من التغلب عليها بدأ بالنفس.

مهما حاول الأعداء أن يخمدوا روح الفكر الجهادي المطالب بالتحرر لكنهم لم ولن ينجحوا في إخماد لهيب جذوة هذا الفكر...

تذكروا أيها السوريون صرخة فيصل إبن الحسين المشهورة.

(طاب الموت ياعرب) تذكروا أيضا كيف تم توحيد صفوفكم تحت راية قائد الثورة السورية الكبرى ضد الإستعمار الفرنسي المجاهد البطل (سلطان باشا الأطرش).

آن الآوان أن ننفض الغبار عن كتب سيرة الأولين التي لم ولن تكن نهاية بل إمتدادا لهذا الكفاح البطولي..

هاقد بدأ التاريخ يعيد نفسه لكن الصراع هذه المرة سيكون مع أقذر عدو عرفته المنطقة والوطن والعالم بأجمعه، عدو ينشر في الأرض الفساد عدو يروح للشواذ والنشاذ والمثلية القذرة... هل أتاكم حديث مهرحان تل أبيب السنوي والذي تربع على عرش المركز الإبليسي الأول للشواذ والذي يشارك به معظم شواذ ونشاذ ومثليي العالم.. هل يرضينا ذلك؟! أيها السوريون ياأبناء الشهامة والكرامة والشرف هل تريدون لأبنائكم وبناتكم تلك الثقافة القذرة فيما إذا تم الإنبطاح لهذا العدو؟! هل نرضى بفساد أجيالنا.. من المؤكد أن لانقبل ذلك حيث أن تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف لاتتماهى أو تتماشى مع قذارتهم التي تتضارب مع الفطرة البشرية هذه الأعمال القذرة التي يهتز منها عرش الرحمن.

لن يكتفي أعداء أمتنا بالسيطرة على خيرات بلادنا وثرواتها ومواردها من بترول وغاز ومياه وغيرها من ثروات حبانا الله بها بل يريدكم أن تكونوا ضعفاء راضخين أزلاء عبيد له كما يريد لإخوانكم في فلسطين ولجميع أبناء شعوب البلدان المدرجة في أجندته.

نتأسف كثيرا أن يكون الكثير من أبناء مجتمعنا العربي إما غائبا أومغيبا.. يجب طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة بيننا جميعا أيها الإخوة..

فالمعركة هي معركة جغرافية جيوسياسية ديموغرافية، لانريد وعد بلفور آخر في سوريا وليعلم الجميع أنه في حال إحترق جزء من الرداء فستأتي النار على كامل هذا الرداء وكذلك الحي الذي تشتعل النار في أحد عمارته سينال اللهب أيضا من جميع بيوت هذا الحي إن لن تطفأ هذه النار. الوضع الأشبه ببلدان الوطن العربي.

يكفي من قوى الرجعية والعمالة توجيها لأصابع الإتهام للغير فالقضية قضية عربية أولا وآخيرا ولايجب وضع دائرة اللوم على غيرنا ! فالغير بذل الكثير الكثير دفاعا عن هذه القضية فالدور القادم يقع على عاتق جميع من يتشدق بالعروبة وبالإسلام وبالتقية. لابد من ساعة نخلع فيها عنا عباءة الصبر الإستراتيجي فالنهاية ستكون تراحيدية..

معظمنا بات على علم ودراية مايتمتع به كلا المعتوهين ننتنياهو ودونالد ترامب من شخصية نرجسية وعدائية.

كفاحنا لايشكل صراعا إسلاميا_ يهوديا فمشكلتنا ليست مع أبناء الديانة اليهودية بل هو صراع عربي _صهيوني.. صراع وجود أو عدم وجود. حان الوقت لتفطنوا قبل فوات الآوان يوم لاينفع الندم..

إن بعض القوى الرجعية مستعدة للتخلي عن أية أشقاء أو أصدقاء والتودد لأي أعداء في سبيل بقاء كراسيها أو عروشها حتى ولو تطلب ذلك أن تتسبب وتساهم بتدمير بلدان أخرى وتقتل وتباد شعوبها (ألا لعنة الله على تلك الكراسي والمناصب التي مادامت ولن تدوم لإحد).

هاهو العدو يهاجمكم في عقر داركم..ولقد أصبحت منطقتكم على شفا حفرة من نار وعلى صفيح ساخن، فإما الإنتصار وإما الإندثار والإنصهار في محرقة هذا الآثم المختل المحتل.. مذكرا أيضا”

إن المعادلات التي يرسمها الشهداء ستخلد إلى مابعد التاريخ لقد ضغى هذا العدو وتجبر فالمنية ولاالدنية وإما النصر والدحر لهذا المعتدي وإما نيل مرتبة الشهادة، فمن لم يمت شهيدا في سبيل الدفاع عن أرضه وعرضه مات بأنواع أخرى وجميعنا ميتون راحلون وما الحياة الدنيا سوى متاع الغرور وكل نفس ذائقة الموت. وكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام. يد الله تجمعنا أيها الأشقاء لن تفرقنا الإختلافات العقائدية أو المذهبية أو الطائفية فالدين لله والوطن يتسع لجميع أبناءه.

فلنأخذ العبرة من أعمال التطهير العرقي الذي تستهدف أشقائكم الفلسطينيين الصامدين صمود الجبال الشامخات والقلاع الفولاذية. لم ولن يقبل شعبنا السوري العظيم الوصاية أو الإبتزاز أو الرضوخ لهذا العدو ومايدور في فلكه. ياأبناء الأربعة عشر محافظة سورية ياشعب الجود والشهامة والطيبة والكرم ياأبناء بلد الحضارات الإنسانية ياأبناء الشيخ المجاهد (صالح العلي ويوسف العظمة وابراهيم هنانو والشيخ المجاهد سلطان باشا الأطرش) مفجر الثورة السورية الكبرى بوجه المحتل الفرنسي وغيرهم من مجاهدين وشهداء أبرار، يأبناء الغوطتين ياأبناء حلب الشهباء ودمشق الفيحاء ومدينة أبي الفداء والساحل السوري العظيم وجميع المدن والقرى والأرياف السورية.. لادين يفرقنا ولامذهب ولاطائفة جميعنا إخوة وأشقاء. تذكروا أن سورية كانت المثال الأعلى الذي يحتذى ويقتدى به للتعايش السلمي بين جميع أبناء لوحتها الموزايكية. تلك اللوحة الساحرة التي تجمع جميع أبناءها.. بلدكم يمر بأحلك الظروف وأخطرها.. تذكروا دائما أن بعد المحنة منحة. آن الأوان للإتحاد والتآخي كما آن أوان اللمة لرفع الغمة...ستعيدون أدبيات التآخي دون تراخي.. بات من الضروري أيضا النظر بشكل سريع بالصراعالصهيوني_العربي. صراع وجود أو عدم وجود، عدوكم وعدو الإنسانية قد تجاوز الحدود ضاربا عرض الحائط كل المواثيق والعهود.. بوحدتكم بصفاء نواياكم ونقاء قلوبكم وسرائركم.. بنضالكم بجهادكم الحقيقي ستبوء بالفشل جميع مخططات هذا الورم السرطاني الذي بدأ يستشري ليصيب الجميع. ستذهب محاولاته اليائسة البائسة أدراج الرياح. يجب دق ناقوس الخطر. فالمعضلة كبيرة والأمر جلل..

فلنسير على إيديولوجية الكفاح والنضال للتعافي ولتفادي شظايا أزمتنا الفكرية. الخطب الأعظم قادم لالبس فيه ولاشك.

لايجوز لنا أن ننسى أو نتجاهل وقفات مشرفة لدولة تشاطرنا ديننا وإسلامنا كانت قد ضحت بالكثير من خيرة أبناءها وبناتها في سبيل القدس في سبيل المسجد الأقصى وفي سبيلنا وكان لها فضلا في مواجهة وإيقاف مخططات التقسيم والتقظيم عن بلدكم. وقفات تلك الدولة لم تكن بهدف الدفاع عن نظام حكم سابق تنحى ورحل وارتحل.. بل دفاعا عنكم ياأبناء سورية الحضارة.

الدولة التي صوروها ولايزالوا يصورها على أنها العدو اللدود لكم وحاولوا ولايزالوا يحاولوا تلطيخ سمعتها وتشويه صورتها عن طريق آلة إعلامهم المأجور وأياديه الأخطبوطية وأزلامه ومرتزقته حيث لم تفتر ماكينتهم الإعلامية الحاقدة عن كيل أطنان من التهم الباطلة واتخاذ الذرائع والحجج الواهية وتصنيع الفيديوهات والمقاطع المفبركة إعتمادا على تكنولوجيا الذكاء الإصطناعي المتطور ومن خلال توجيه جميع وسائل قواهم الظلامية الظالمة لمهاجمة هذا البلد الشقيق وليس الصديق الذي لعب دورا محوريا واستراتيجيا دفاعا عن قدس الأقداس والمقدسات والذي لم يسلم من عواء ذئاب الحقد وخفافيش الظلام وسهام حملات التضليل الإعلامي المسموم وإطلاق سهام الحقد الطائفي ضد هذا البلد العريق العتيق وضخ سيول من الأكاذيب الإعلامية في سبيل التلاعب بعقول الجهل والأميين والبسطاء إضافة إلى الرجم والتنمر والتراشق اللفظي الجارح والخادش للحياء وبث الخطابات التي تحض على الكراهية والبغض ضد أبناءه وضد جميع أصحاب الطوائف والديانات الأخرى من أبناء شعبكم السوري الواحد. وضد كل من يناكف ويتصدى للعدو الإسرائيلي إضافة لقيام أبواق إعلامية رجعية بمحاولات شيطنة وتكفير وزندقة المدافعين عن شرفكم وعرضكم وكرامتكم من المنضوين تحت لواء المقاومتين اللبنانية والفلسطيينية وأجنحتها الدول المحورية الأخرى..

إستطلاعات مضللة فضحت عدم إحترافية هذه الوسائل الإعلامية التي دأبت على تقديم التقارير المنافية لأخلاقيات المهنة ناهيكم عما تفعله تلك الأبواق والمنصات المحسوبة على عالم السلطة الرابعة من تدخلات سافلة سافرة في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة حيث تلعب تلك التقارير دور الضحية..حملات دعائية مدروسة مدسوسة.. لايجب أيها الإخوة والأشقاء أن نكون بمثابة (الكنود) الجاحد والمنكر لفضل من رمى لنا طوق النجاة يوما وفي أحلك الأوقات..

هذه التقارير الكاذبة لاتعتبر مجرد إنحراف عن المهنة الصحفية فحسب بل إمتدادا للعديد من المناورات الإعلامية الصهيوأمريكية رجعية ضد جمهورية إيران الإسلامية. آن الأوان أيضا وأكثر من أي وقت مضى أيها الإخوة للتقريب بين مذاهبنا الإسلامية ردا على عدونا الحقيقي المغتصب لفلسطين من خلال النقاش والحوار المتمدن البناء وإفساح المجال للتعبير عن رأي جميع الأطراف والإعتماد على العقل أكثر من الإعتماد على النقل يجب التعبير عن أجمل صور التآزر والتآخي والتحابب..

أذكركم مرة ثانية وثالثة ورابعة ياأبناء سورية الشهامة بمساويء الإنبطاح أو الإنشراح لهذا العدو الذي لايؤمن له جانب على الإطلاق.. عدو يروج القذارة بحجة الحضارة...

أنتم أمام مفترق طرق ومنعرج خطير.. كما أذكر الأشقاء في أم الدنيا أن السفارة لاتزال في العمارة والفاهم يفهم..

يجب التحليل السريري للخطب الجلل، يجب رفع المعنويات..

يتعمد هذا العدو إيذائكم وإيقاع الضرر بكم بين الفينة والأخرى بأساليبه وعملائه الإبلبسية..

آن الأوان للتشمير عن السواعد وبناء المداميك الصلبة التي سيرتفع فوقها بنيان التحرر والنصر والظفر.. لايجب أن نجافي الواقع ولن يكتب للحقيقة أن تطمس فالحقيقة تلمع كالعقيقة...لن يستطيع أحد أن يغطي الشمس بالغربال والذي يحمل المظلة يحجب ضياء الشمس عن نفسه فقط...

فرق كبير بين السلام والإزتزلام والإستسلام.. نعم للعقد والحزم فإما الميمنة وإما المشأمة وإن شاء الله أن نكون من أصحاب اليمين وما أصحاب اليمين في سدر مخضود وطلح منضود وسدر ممدود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لامقطوعة ولاممنوعة وفرش مرفوعة...... هذه الآيات العطرة المباركة التي أثلج بها الحق عز وجل صدورنا ووعدنا بها فالجهاد هو في التصدي للعدو الغاصب المعتدي وليس جهاد القتل وسفك الدماء وسبي النساء والذبح الطائفي للأبرياء على الهوية كما حصل لأهلنا وأشقائنا المسلمين العلويين في الشمال السوري مترحما على أرواحهم الطاهرة الأمر الأشبه بالهلوكوست الحقيقي ضد أولائك المكلومين الأبرياء وما حل بهم من إجرام تقشعر له الأبدان من قبل عصابات الفجور والإرهاب والتكفير التي إنغدقت وانسكبت على سورية من كل صوب وحدب متجاوزة كل الاعراف والقيم وحدود الله موجهة أيضا سهام الحقد والتهديد والوعيد حتى لأبناء المسلمين السوريين السنة الوسطية...تماهيا مع التجاوزات الصهيونية ضد بلدكم دون أدنى مراعاة للأعراف ومواثيق حقوق الإنسان الدولية..

رحم الله الشاعر المصري(علي محمود طه) القائل ” أخي لقد جاوز الظالمون المدى فحق الجهاد وحق الفدا“ نعم للإباء بوجه العداء.. أيها السوريون الأشراف يامن تعلمتم الإباء من الجدود والآباء.. فالحق يقال في رسالتي هذه وفي كل مقال.. ونعم من قال:

(وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة بالدم يدق) بالكفاح والجهاد أيها الأشقاء نلتزم ولاننهزم.. طابت الشهادة ياسادة.. وستصدح الحناجر كالخناجر حي علي الفلاح حي على الجهاد... للمواجهة ثمن لكنها تقود إلى الحرية.. نعم للملمة الجراح ومتابعة الكفاح..للتعافي من هذة النكسة والوكسة.

لابد أن يأتي التعمير بعد الخراب والتدمير..

لايجب أيضا على جميع الجيوش والشعوب الحرة أن تنعي القضية المركزية الفلسطينية.. آن الآوان للهبوب كالرياح والأعاصير..

بارك الله بلهيب صواريخ أشاوس اليمن الأصيل التي تنال من أهداف شيطانية صهيوإمبريالية.. تلك الصواريخ التي أصبحت تشكل كابوسا مرعبا للقوات المعتدية فوق مياه البحر.. رحم الله سيد وشهيد المقاومة الوطنية في لبنان الشقيق أبو الشهيد هادي وجميع العظماء الذين روا تراب القطاع الغزاوي بدمائهم الطاهرة. وكذلك شهداء المقاومة اليمنية الباسلة..

سكين العدو الإسرائيلي أصبحت على الرقبة أيها الأشقاء.. ستشعل جرائم المحتلين جذوة الإعتكاف في المسجد الأقصى، كما ستضيء شعلة كفاحكم ضد المعتدي على أراضيكم فاليوم ينالوا من الأرض وغدا العرض.. ذراعكم غير قابل للكسر بإذن الله.. أوهام قوتهم لن تساعدهم في النيل من إرادتكم. فلتكن قدراتكم الروحية المتراكمةجاهزة للإظهار أيها الأطهار.. كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله.. أنتم الأعلون.. ينسجون ويحيكم المكائد ضدكم جهارا نهارا.. لقد إتضح للجميع أخيرا حجم المخطط والمؤامرة الكبرى التي غطت سحبها القاتمة السواد سمائكم.. كل جرائم هذا العدو تعبر عن إفلاسه وفشله.. أوهام القوة لن تكون بمثابة حجر عثرة أمامكم.. الطريق أصبح سالكا وواضحا لكل من يتمنى ملاقاة العدو.. روح القتال والإرادة والتصميم عالية لديكم..الجهاد ضد المحتل الغاصب والمعتدي بمثابة تجديد إيمان مع الله سبحانه.. فلنسمع أزيز الرصاص ولحن الرشاش ونشيد المدافع ولتضوي السماء بلهيب الصواريخ ولتهدر أصوات القذائف. بيان ناري لابد أن تتخذوه قيادتكم الباسلة.

فلتعلموا أيضا أن هذه المرحلة يعاد فيها هندسة النفوذ الإستعماري السياسي والعسكري ضمن خريطتكم الوطنية.. إتخذوا الحيطة وتوخوا الحذر من فئة العملاء والخونة الذين لابد من إنزال أشد وأقوى العقوبات بحقهم إن ظهروا دون أدنى شفقة أو رحمة فاؤلائك الخونة هم الاشد فتكا وخطرا.. برباطة جأشكم وصبركم سيتم إحباط جميع مخططات عدوكم..فلنتذوق من طعم الشهادة.. إما النصر وإما الشهادة في سبيل الله وتراب الوطن..

فلنعلموا أبها الأشقاء أن العالم العربي أصبح ضميرا منفصلا تجاه معاناة الأشقاء في فلسطين.. لنكن نحن الضمير المتصل عوضا عن الضمير المنفصل..

صوت الإخوة في درعا ونوى وحوران يستجير فهل من مجير؟! أسفي على عالم يتفرج وأمريكا تؤيد وبعض الأعراب يلومون المقاومة ويبدون للعدو المساومة! أنتم مدعوون للتحرك ومطالبون لوقف هذه الانتهاكات بحق تراب أرضكم الذي أصبح يدنس وينجس بأقدام العدو.. آن الآوان لعبقرية التدبير لثورة الحرير والتطهير.. لابركة لعيد يحل تحت العدوان والذل...

راجيا من المولى سبحانه وتعالى أن يكللكم بالنصر وأن يدخل أرواح شهدائكم الأبرار مقاعد صدق.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري