كشفت دراسة حديثة تم عرضها في مؤتمر الجمعية الأوروبية لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية (ESCMID Global 2025)، أن تقنية الذكاء الاصطناعي المعتمدة على فحص الرئة بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound) تتفوق على الخبراء البشريين بنسبة 9% في تشخيص مرض السل الرئوي (TB).
- ULTR-AI: بديل سريع وخالٍ من البلغم للفحص التقليدي
تستخدم مجموعة أدوات ULTR-AI تقنيات التعلم العميق لتحليل صور الموجات فوق الصوتية المأخوذة من أجهزة محمولة متصلة بالهواتف الذكية، تمثل هذه التقنية بديلاً مبتكرا وسريعا وخالياً من البلغم لفحص السل، ما يجعلها قابلة للتطبيق على نطاق واسع، خصوصاً في المناطق ذات الموارد المحدودة.
وقد تجاوزت نتائج ULTR-AI المعايير المرجعية التي وضعتها منظمة الصحة العالمية (WHO) لتشخيص السل الرئوي، مما يعكس إمكاناتها الكبيرة في تحسين إجراءات الفحص والكشف المبكر.
- التحديات العالمية وأهمية التشخيص المبكر
رغم الانخفاضات السابقة في أعداد الإصابات، شهدت معدلات السل ارتفاعاً بنسبة 4.6% بين عامي 2020 و2023. ويمثل التشخيص المبكر والفحص السريع ركيزتين أساسيتين في استراتيجية "إنهاء السل" التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية، ومع ذلك لا تزال العديد من الدول ذات العبء المرتفع تعاني من نسب تسرب مرتفعة للمرضى خلال مرحلة التشخيص، بسبب ارتفاع تكاليف أجهزة الأشعة السينية ونقص الأخصائيين في التصوير الطبي.
- رؤية مستقبلية: تقنيات مدعومة بالذكاء الاصطناعي للمناطق الريفية
قالت الباحثة الرئيسية في الدراسة، الدكتورة "فيرونيك سوتلز":
"تسلط هذه التحديات الضوء على الحاجة الماسة لأدوات تشخيصية أكثر سهولة في الوصول".
وأضافت: "تستفيد أدوات ULTR-AI من خوارزميات التعلم العميق لتحليل صور الرئة بالموجات فوق الصوتية في الوقت الفعلي، مما يجعلها أداة مثالية للفحص الأولي حتى من قبل العاملين في القطاع الصحي ذوي التدريب المحدود، خصوصا في المناطق الريفية".
- نماذج ULTR-AI الثلاثة: دقة تتجاوز المعايير العالمية
تتضمن مجموعة أدوات ULTR-AI ثلاث نماذج مدعومة بالذكاء الاصطناعي:
ULTR-AI الأساسي: يتنبأ بالإصابة بالسل مباشرةً من صور الرئة.
ULTR-AI (العلامات): يتعرف على الأنماط التي يكتشفها الخبراء البشريون عادة.
ULTR-AI (الأقصى): يستخدم أعلى درجة خطر من النموذجين السابقين لزيادة الدقة.
- نتائج ميدانية مشجعة من غرب إفريقيا
أُجريت الدراسة في مركز حضري متخصص في بنين (غرب إفريقيا)، وشملت 504 مريضاً بعد استثناء الحالات غير المؤهلة، تأكد إصابة 192 منهم (38%) بالسل الرئوي. كان 15% من المشاركين مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، و13% لديهم تاريخ سابق للإصابة بالسل.
اُستخدم بروتوكول فحص بالموجات فوق الصوتية مكون من 14 نقطة، تم تفسير نتائجه من قبل خبراء، بينما استخدم اختبار جزيئي للبلغم (MTB Xpert Ultra) كمعيار مرجعي.
وقد حقق نموذج ULTR-AI (الأقصى) نسبة حساسية بلغت 93% ونسبة نوعية 81%، متجاوزاً الأهداف المرجعية لمنظمة الصحة العالمية والتي حددت الحساسية بـ90% والنوعية بـ70% للاختبارات غير المعتمدة على البلغم.
- استشراف المستقبل: رؤية دقيقة ونتائج فورية
قالت الدكتورة سوتلز:
"نموذجنا قادر على اكتشاف العلامات المعروفة للخبراء، مثل التكثفات الكبيرة والتغيرات بين الأنسجة، ولكن ما يميزه هو قدرته على التقاط مؤشرات دقيقة لا تستطيع العين البشرية ملاحظتها، كالتغيرات الصغيرة تحت السطح أو العقيدات الصغيرة جداً في غشاء الرئة".
كما أشارت إلى أن التكامل الفوري لهذا النظام في التطبيقات الذكية يتيح الحصول على النتائج في الوقت الفعلي، مما يحوّل الموجات فوق الصوتية إلى أداة تشخيص مباشرة وفعالة ضمن نقطة الرعاية، وبالتالي تحسين ربط المرضى بالخدمات الصحية وتقليل احتمالية فقدانهم خلال المتابعة.



