حسب المشهد العربي الراهن، فان العرب هم الذين يقومون بذبح امنهم القومي بايديهم، لصالح الامن القومي الصهيوني، على خلاف كل شعوب الدنيا التي تعمل من اجل حماية امنها القومي ومستقبلها، وذلك على خلاف ما كان المشهد العربي في زمن الراحل الخالد جمال عبد الناصر الذي حمل على كاهله المشروع النهضوي الوحدوي العربي التحرري ومناهضة الصهيونية والاستعمار...وهنا ايضا نتساءل عن الالتزام الامريكي الذي لا يتزعزع مع الامن القومي الصهيوني، ما يستدعي جملة لا حصر لها من الاسئلة والتساؤلات الملحة دائما على كل الاجندات العربية والدولية مثل : - لماذا يكون "امن اسرائيل" دائما وابدا على قمة الاجندة السياسية والاستراتيجية الامريكية والغربية ...؟!!! -
لماذا كل هذه الحروب الامريكية ضد امتنا واوطاننا وحضارتنا وعلمنا وتقدمنا من اجل "امن اسرائيل"...؟! - لماذا تقترف المجازر والجرائم المستمرة بالجملة والمفرق في فلسطين والعراق وسورية...ولماذا تذبح شعوبنا دون ان يهتز للعالم جفن هكذا ..."من اجل امن اسرائيل"...؟! -
لماذا ينتهك الامن القومي العربي برمته "من اجل امن اسرائيل"...؟! - والاهم والاخطر دائما : لماذا يتفرج العرب هكذا على ذبح امنهم القومي مسلوبي الارادة والقرار والقدرة حتى على "الدفاع عن النفس"...؟! -
ولماذا تنهار المناعة القومية العربية هكذا، وكأن العرب في مأساة اغريقية...؟! - بل واخطر الاسئلة: لماذا يقوم العرب بذبح امنهم القومي بانفسهم "خدمة للامن القومي الصهيوني"...؟!
رحمة الله عليك ابا خالد الخالد في الذاكرة الوطنية والقومية العربية...تحتاجك الامة في هذا الظرف النكبوي العصيب ونحن في أسوأ مرحلة في تاريخ الامة، حيث يصول ويجول المطبعون مع العدو بمنتهى الوقاحة وبدون اي رادع.....!
وفي السياق ذاته الادارات الامريكية تتبنى ذات الخطاب الصهيوني لصالح الامن القومي الصهيوني، حيث يعلنون تباعا رئيسا وراء الآخر"انهم على استعداد لاستخدام القوة العسكرية لحماية امن اسرائيل ". في هذه العلاقة الاستراتيجية ما بين الادارتين الامريكية / الصهيونية كتب قطب السلام الاسرائيلي اوري افنيري سابقا يقول :" العبرة من قضية العراق هي ان العلاقة الامريكية –الاسرائيلية تصل الى ذروتها عندما تمتزج المصلحتان الامريكية والاسرائيلية فيما بينهما كوحدة واحدة ..
تستخم امريكا اسرائيل للسيطرة على الشرق الاوسط وتستخدم اسرائيل امريكا للسيطرة على العالم ". ولذلك نثبت بدورنا في ضوء كل ذلك انه اذا كانت هناك وراء الحروب الامريكية على العراق وسوريا وبالوكالة في بلدان عربية اخرى أهداف استراتيجية أمريكية تتعلق بامركة المنطقة والعالم ، فان هناك بالتأكيد بنك أهداف استراتيجية صهيونية ايضا، يستند الى أرضية عريضة من الأدبيات الأيديولوجية الدينية والسياسية الصهيونية التي تتحدث عن " أرض إسرائيل " و /أو عن " إسرائيل الكبرى " و/أو عن " إسرائيل العظمى " و/أو عن " إسرائيل الكبرى والعظمى معاً " وكافة همبكات واضاليل السلام لا تلغي هذه الحقائق الكبيرة ...! .
ولا نبالغ ان قلنا واكدنا - وتأكيدنا هنا معزز بالوثائق الغزيرة- ان كل قصة "مشروع الشرق الاوسط الكبير" او "الاكبر" او "الصغير الذكي" انما هي قصة "اسرائيل" وامن وبقاء واستمرار ليس وجود اسرائيل فحسب وانما هيمنتها الاستراتيجية المطلقة على المنطقة برمتها ايضا. لا نبالغ ان قلنا كذلك ان كل قصة "الحرب على الارهاب" و"ضرب وتدمير وغزو العراق وبعدها سوريا" انما هي قصة "اسرائيل" في الجوهر والصميم والابعاد الاستراتيجية.
ولذلك نتساءل دائما : - اين العرب من هذه الاجندة الاستراتيجية الامريكية الشرق اوسطية التي تستهدف اهدارالامن القومي العربي والاسلامي بلا رحمة واستباحة كافة الحرمات العربية والاسلامية لصالح "امن اسرائيل" الى ابد الآبدين...؟! - واين المجتمع الدولي كذلك من هذه الحروب والانتهاكات الامريكية لكافة المواثيق والاعراف والقوانين الدولية ....؟!! ولكن الاهم من ذلك: ألم يئن الاوان ليقوم العرب بمسؤولياتهم التاريخية والحضارية والمصيرية ...؟!! وباعادة صياغة المشهد العربي برمته ...وإعادة صياغة الاجندات والسياسات والارادات السياسية العربية.. ؟!
نواف الزرو
nzaro22@hotmail.com



