المبادرة الوطنية الأردنية
جورج حدادين
المجتمعات تتعافى وتتقدم وتحمى وتتطور بتطبيق فلسفة
" الأمن الاجتماعي"،
تبنّي فلسفة الأمن الاجتماعي مقابل فلسفة الأمن والأمان،من قبل الدولة، يعني في الفكر الاستراتيجي، تأمين متطلبات بناء الدولة الحديثة، وشرط ومقدمة بناء الدولة الحديثة، هو بناء دولة منتجة مستقلة، والتي تبنى من خلال إنجاز مهمات التنمية الوطنية المتمحورة حول الذات الوطنية.
وهذا بدوره يتطلب حشد طاقات المجتمع، الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والثقافية والحضارية لتحقيق هذا الهدف.
هل إثارة الرعب والخوف في صفوف المجتمع، عند كل صغيرة وكبيرة، وعند كل حدث عادي يحصل في كل الدول، وفي كافة الأزمنة، يخدم بناء الدولة؟
هل طرح مشاريع خارج الواقع وفوق قدرة المواطن، وفوق ما يتحمله المجتمع، وخاصة الشرائح الكادحة والمنتجة، مشروع الضرائب، يخدم بناء الدولة ويخدم الإنتماء؟
هل تزامن الحدثين صدفة؟
هل فسح المجال أمام العوام والإنتهازين ببث الفتنة والكراهية بين صفوف الشعب الواحد، يخدم بناء الدولة؟
هل توظيف كتاب التدخل السريع في تأجيج إنقسام يخدم بناء الدولة؟
الأمن الاجتماعي، يعني تأمين الحياة الكريمة للمجتمع:
العمل والسكن والصحة والتعليم، وهذا يتأتي، فقط وفقط ، عبر بناء دولة منتجة ومجتمع منتج منتمٍ موحد.
الأمن الاجتماعي، يعني تعميم الثقافة الوطنية المنتجة التقدمية، والإنتماء الحقيقي للوطن.
الأمن الاجتماعي، يعني تعريف أبناء الوطن بتاريخ وحضارة ممتدة في عمق التاريخ، منه خرجت أول حضارة بشرية، أي تحصين المجتمع.
لماذا يتم تجهيل المجتمع بتاريخه وحضارته؟
لماذا يتم تعطيل فعل قانون التراكم؟ المعرفي والإنتاجي
لماذا يتم تزييف الوعي الجمعي؟،
من خلال مقولة أن بلدنا هذا ليس أمامه طريق سوى الاعتماد على المساعدات الخارجية والقروض الميسرة، لإدارة شؤون الدولة والمجتمع.
لماذا يتم الترويج لمقولة "الأمن والأمان" مقابل تغييب فلسفة الأمن الاجتماعي؟
على الشرائح الاجتماعية، الوطنية الكادحة والمنتجة، عدم الانزلاق في مشاريع تخدم إدامة التبعية وإدامة حجز التطور الطبيعي للدولة والمجتمع الأردني.
" كلكم للوطن والوطن لكم "



