عبد الحميد كناكري خوجة: حسن الخيار لختيار الأخيار لإخبار الأخبار
مقالات
عبد الحميد كناكري خوجة: حسن الخيار لختيار الأخيار لإخبار الأخبار


في زمن باتت فيه العديد من منصات ومنابر الإعلام مأجورة، والريش مسلوبة، لتصير السلطة الرابعة مرآة معكوسة، تعكس الزيف وتخفي النور. هناك من يبيع الحقيقة بثمن بخس، فيصنع الطابور الخامس صامتا لكنه فاعل، يلوث الوعي ويشوه صورة الشرفاء من أصحاب الضمائر، الذين جعلوا القلم سلاحا والضمير درعا، والأمانة رسالة لاتزول. أما الأخيار من الإعلاميين، فهم الحصن المنيع، صوت الحق الذي يزلزل قلوب المأجورين، ويزرع الرعب في النفوس المخطوفة. هم من يختارون الحقيقة على الهوى، ويخلدون الصدق، ويزرعون اليقظة في أركان المجتمع، وإذا أردنا أن نتحدث عن منارات العلم والحكمة، فلا يخفى على أحد رمزية عاصمة القرآن والزعفران والسجاد الأصيل والأدمغة والعلم والعلماء والطهارة،

تلك التي صارت منبعا للإشراق الفكري والنور الحضاري، ورمزا للصمود والحق، منارة للأخيار الذين يجعلون من البيان رسالة ومن المقال صرحا للضمير.

لذلك ترى رجال الدين المخطوفين فكريا الذين صمم لهم الإستعمار مذهبا راديكاليا ليسوا إلا أدوات في يد من يريد تفتيت الأمة، وإشاعة الإنقسامات وتمرير المخططات ليكون جينالوجيا للضمير، ميتافيزيقيا للحق و سيميولوجيا للإنصاف. حيث لايدخرون وسيلة للإضرار بسمعة طهران بأوامر من أسيادهم أصحاب الشكارات العامرة. فاليقظة واجبة، والصدق سلاح، والحق درع لايخترق.

كل مقال مشفر، كل بيان مرمز هو رعب للباطل، وتأديب للمأجورين، وتأكيد أن من يختار الحقيقة اليوم، يخلد الأخيار، ويزرع اليقظة في قلب كل مجتمع، ويزرع الخوف في قلب كل طابور خامد، وكل بوق مأجور يسعى لتزيف الواقع.

فلنختار الحق كما نختار النور، ولنزرع الوفاء حيث يزرع الزيف الخوف؛ ف لكوننا أخيار سنخلد، ونجم الباطل إلى أفول وصرحه إلى انهيار وسيبقى الضمير يرفرف خفاقا ومنارة، والحق حصنا، والباطل سرابا يتلاشى.

مفكر محلل سياسي وإعلامي سوري في الغربة

المصدر: موقع إضاءات الإخباري