كتب مصطفى عواضة:
مقالات
كتب مصطفى عواضة: "جمهور المـقـاومة يستقبل لاريجاني، ودعم إيرانَ ثابت".
مصطفى عواضة
13 آب 2025 , 16:55 م


منذ ساعات الصباح، بدت الطريق المؤدية إلى جسر الكوكودي على جادة الإمام الخميني (قدس) أشبه بسيل بشري يتدفق من مختلف المناطق.

رجالًا ونساءً، كبارًا وصغارًا، توافدوا حاملين رايات المـقـاومة وأعلام لبنان والجمهورية الإسلامية الإيرانية، لتأكيد موقفهم الداعم للعلاقة مع طهران ورفض أي مساس بسـ.لاح المـقـاومة.

على طول الطريق، ترددت هتافات مؤيدة للمـقـاومة وداعميها: "هيهات منا الذلة"، و"الموت لـ"إسرائيل""، انطلقت الأناشيد الحمـ.ـاسية عبر مكبرات الصوت، فيما ارتفعت التكبيرات كلما علت صور الشهـ.ـداء وقيادات المـقـاومة فوق الحشود.

من بين المشاركين، كان الحاج أبو علي الذي حضر من الضاحية، مؤكّدًا أنّ "السـ.لاح الذي ردع الطا ئرات الإسرائيلية في عزّ الـ.ـعـ.ـدوان جاء بدعم إيراني، وهذا الدعم جزء من تاريخنا". إلى جانبه، تحدّثت أم محمد القادمة من الجنوب بعينين دامعتين عن "أخوة الدم" التي ربطت المـقـاومة بإيران، مذكّرة بالدعم العسـ.ـكري والطبي وإعادة الإعمار، وصولًا إلى إرسال النفط خلال الأزمة الاقتصادية.

في الجهة المقابلة، رفع الشاب حسن لافتة كتب عليها: "سـلاح المـقـاومة كرامتنا"، وقال بثقة إنّ "الحملة على السـلاح امتداد للحرب على وجودنا، وأي محاولة لنزعه هي استهداف مباشر لأمننا ومستقبلنا". أما أبو أحمد ، فحمل صورة للشهــ.ـيد قاسم سليـ.ـماني وإلى جانبها صورة الإمام الخامنئي، معتبرًا أنّ "هؤلاء وقفوا معنا حين غاب الآخرون، وهم شركاء في الميدان وفي الانتصار".

لم تقتصر المواقف على الجيل الأكبر سنًا، فالشابة سارة من بيروت أوضحت أن دعم إيران شمل مشاريع التعليم والصحة والبنية التحتية، مضيفة: "نحن جيل لمس هذه النتائج، وندرك أن من يريد نزع السـ.لاح يسعى أيضًا لقطع هذا السند". كذلك تحدّث أبو مهدي، مزارع من الجنوب، عن استفادته من مشاريع زراعية مدعومة إيرانيًا، مؤكدًا أن "الدعم لم يكن يومًا مقتصرًا على السـ.لاح".

في موازاة المشهد، انتقد المشاركون تصريحات وزير الخارجية اللبناني التي أعلن فيها عدم استقبال لاريجاني رسميًا. البعض سخر منها، وآخرون عبّروا عن استيائهم، ورأوا أنّ الموقف يعكس ضغوطًا خارجية. أبو حسن علّق قائلًا: "إذا كانت المواقف الرسمية تتحفظ، فإن الشارع يفتح أبوابه للضيوف بلا تردد".

مع وصول الموكب، ارتفعت الهتافات من جديد، لتختصر الرسالة التي أرادها الحاضرون: العلاقة مع الجمهورية الإسلا مية الإيرانية راسخة، وسـ.لاح المـقـاومة ليس ورقة للتفاوض. مشهد الكوكودي اليوم أعاد التأكيد أن البندقية التي حمت الأرض ستبقى ما بقي الاحتـ.ـلال.

لم يكن مشهد الكوكودي صباح اليوم مجرد استقبال لضيف إيراني، بل كان فصلًا جديدًا من فصول المواجهة المفتوحة التي يخوضها جمهور المـقـاومة في السياسة والإعلام. الجموع التي اصطفت على جانبي الطريق لم تكن فقط تحتفي بمسؤول إيراني، بل كانت تردّ على أصواتٍ محلية وخارجية تحاول، منذ سنوات، تقويض الركيزة الأساسية التي حمت لبنان من مشاريع الاحتـ.ـلال والتفتيت: سـ.لاح المـقـاومة.

في لحظة يحاول فيها الـ.ـعـ.ـدو وأدواته تحويل السـ.لاح إلى عبء، جاء الحـ.ـشد الشعبي ليؤكد أنه رصيد وطني وأمان استراتيجي، وأن العلاقة مع إيران ليست خاضعة لمواسم السياسة ولا لمزاج العواصم البعيدة، بل هي ثابتة بثبات الدماء التي امتزجت على هذه الأرض.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري