كتب الأستاذ حليم خاتون:
رغم الضربة القاصمة التي تعرض لها جمال عبد الناصر في الخامس من حزيران يونيو ٦٧؛ إلا أن الهزيمة تمت عند ركوب محمد أنور السادات الطائرة وذهابه إلى القدس المحتلة لتقديم فروض الطاعة لفراعنة العصر الأميركي ومندوبهم في منطقتنا العربية، إسرائيل...
كما قَبِل عبدالناصر بالضربة يوم قَبِل بعدم البدء بالحرب؛ كذلك فعل السيد نصرالله يوم قبِل بمبدأ عدم الذهاب إلى الحرب الشاملة رغم ذهاب إسرائيل وأمريكا اليها منذ اليوم التالي للسابع من أكتوبر...
كما قبِل عبدالناصر بوقف النار بعد الضربات العسكرية القوية بحجة أن مصر تحارب الغرب كله الذي يقف بكامله خلف إسرائيل، كذلك فعل السيد نصرالله حين خضع للابتزاز والتهديد الأميركي بقصف بيروت ودمشق وطهران وقم...
لكن كما رفض عبدالناصر الهزيمة وذهب إلى الخرطوم ليرفع اللاءات الثلاث:
لا تفاوض، لا إعتراف، لا استسلام...
كذلك فعل السيد نصرالله يوم رفع الشعار الحسيني قائلا:
لقد ركز الدعي إبن الدعي بين السلة والذلة...
هيهات منا الذلة!
مات عبدالناصر؛ فخان بقية النظام الرسمي العربي فلسطين...
ذهب السادات إلى كامب ديفيد...
وصل الأمر أن تشارك مصر في حصار وتجويع الفلسطينيين في غزة...
أُستشهد السيد نصرالله فماذا يحدث في لبنان؟
من تابع المقابلة التي أجراها وليد عبود مع النائب السابق نجاح واكيم، يستطيع رؤية الأمور في لبنان بكل الوضوح اللازم...
مرة أخرى؛ العمالة والخيانة في لبنان وجهة نظر...
وليد عبود لا يحتاج أن يلعب دور محامي الشيطان؛ وليد عبود وأمثال وليد عبود من الاعلاميين والسياسيين في لبنان هم الشيطان نفسه...
طبعا، شيطان المنطقة هم الأميركيون وكلب حراستهم في هذه المنطقة...
لكن ماذا عن كلاب الأميركيين من المولودين في لبنان دون كرامة ولا شرف ولا عزة، حتى لو حملوا جواز سفر لبناني...
التأمرك ليس تهمة في وجه وليد عبود؛ المتأمركون في لبنان كُثُر...
قد يكون وليد عبود أقلهم تطاوُسا مقارنة مع مي شدياق مثلا، او حتى وضاح الصادق كسرا للطائفية في العمالة...
لكن الرجل يلف ويدور محاولا عن قصد بالتأكيد، تبرئة الأميركيين والإسرائيليين من كل المصائب التي ترزح تحتها منطقتنا منذ ال ٤٨ والى يومنا هذا...
لماذا يستضيف وليد عبود النائب السابق الوطني نجاح واكيم ليست هي السؤال...
السؤال هو إلى متى يجب على الشعب اللبناني القبول بوجود هكذا أناس، وهكذا أفكار...
النيل من فكر وليد عبود او سمير جعجع او إبن الجميل او غيرهم من طواويس لبنان ليس هو المهم...
المهم هو إجراء محاكمة لمن كان يجب أن يخلٍص البلد من كل هذه الرموز عبر ضرب المشروع الاستعماري في المنطقة، ولم يفعل...
هي ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها وليد عبود وأمثال وليد عبود عن "الحقبة الذهبية!!" في لبنان قبل وجود مقاومة...
وليد عبود لم يكن تلميذا في مدرسة الأمريكان ( الانجيلية الوطنية) في صيدا مقابل مخيم عين الحلوة؛ لذلك لم ير وليد عبود غارات إسرائيل التي كانت شهرية على هذا المخيم تقتل الأطفال والنساء...
وليد عبود ترك الجنوب منذ زمن طويل ونسي أن هناك أناس يواجهون الاسرائيلي ببندقية صيد كما فعل المناضل عبد الأمير حلاوي في كفركلا يوم كانت حكومة بيروت مشغولة تعمل قوادا في ملاهي شارع الحمرا وكازينو لبنان...
وليد عبود وُلد وفي فمه ملعقة أميركية من ذهب... هو مضطر أحيانا للاعتراف بوحشية إسرائيل في غزة والضفة، فالإبادة تجري على الشاشات؛ لكنه يصر دوما على تحميل المسؤولية للشعب الفلسطيني لرفضه الموت بصمت حتى لا ينزعج هو وأمثاله...
وليد عبود وأمثاله مثل علي مراد او مكرم رباح او صالح المشنوق؛ (أيضا لكسر احتكار العمالة في الطائفية)؛ كل هؤلاء يريدون معاقبة الناس في جنوب لبنان والبقاع والضاحية بتهمة مقاومة المحتل...
هؤلاء مثلا، تماما كما الأميركيين والسعوديين يرفضون إعادة إعمار ما دمره الاحتلال؛ ليس لنقص في الأموال؛ بل هكذا... سلبطة!
هم يرفضون مجرد فكرة إعادة الإعمار حتى لو كانت الأموال سوف تأتي من غيرهم...
حتى اليوم لا يفهم المرء كيف يسكت هؤلاء الناس ولا يذهبون لاحتلال بيوت من يرفض إعادة إعمار بيوتهم...
هل هم مردوعون بالطبيعة، أم أن حزب الله يمنعهم تحت رايات السلم الأهلي؟
مرة أخرى؛ يجد المرء نفسه مضطرا لانتقاد حزب الله والمقاومة على ما نتعرض له من سلبطة نواف سلام وجوقة وليد عبود ووضاح الصادق...
جماعة الدفاع عن حزب الله ينشرون المنجزات التي حققها الحزب بتدمير أكثر من ثمانية آلاف وحدة سكنية في شمال فلسطين المحتلة؛ فترد أبواق شيعة السفارة الأمريكية أن عدد الوحدات السكنية المدمرة عندنا في لبنان يزيد على خمسين الف وحدة سكنية...
يشير جماعة حزب الله إلى تكبيد العدو أكثر من ٢٥٠٠ قتيل وحوالي ثلاث أضعاف هذا العدد من الجرحى على هذه الجبهة في شمال فلسطين؛ فيذكّرهم شيعة السفارة الأميركية أن عدد شهداء الحزب بما في ذلك القادة، قد يصل إلى أكثر من ٣٥٠٠ شهيد من الحزب وعدة آلاف من المدنيين بالإضافة إلى أكثر من عشرين ألف جريح...
يخرج جماعة حزب الله ليقولوا إن خسائر الإقتصاد الاسرائيلي جراء الحرب مع حزب الله تزيد على عشرين مليار دولار...
فيقفز الأستاذ محمد شمس الدين في برنامج بديبلوماسية على ال OTV، ليقول لنا أن خسارة عشرين مليار دولار هي لا شيء في اقتصاد اسرائيلي تزيد قوته على خمسمائة مليار دولار سنويا، ويملك احتياط نقدي اكثر من ٢٩٠ مليار دولار بينما نهبت المصارف في لبنان كل اموال المودعين، وإن كانت ديانا منعم من جماعة كلنا ارادة التابعة لنواف سلام لم تقل لنا بعد كيف خلطت حزب الله مع مصارف أميركا في لبنان (بين ظالم وجربوعة عند زياد الرحباني، ضاعت الست ديانا منعم، وضيعت البلد)...
طبعا لو كان تم إطلاق الصواريخ وتدمير الكيان كما وعد السيد نصرالله لما كنا نتحدث عن عشرين مليار دولار؛ بل ربما ما كنا نتحدث عمن يتجرأ في لبنان لمنع إعادة إعمار بيوت الناس...
في لبنان اليوم Trend...
طواويس لبنان لا يتوقفون عن الكلام عن "نزع سلاح حزب الله"...
سمير جعجع، بعد اجتماعه إلى أورثاغوس يمهل السلطة في لبنان ستة أشهر لنزع السلاح وإلا سوف يتم تلزيم هذا الأمر إلى إسرائيل أو أبو محمد الجولاني وفق نائبه غسان حاصباني...
يرد الدكتور قاسم قصير على الجديد غاضبا أن الشيعة لن يسلموا السلاح حتى لا تُرتكب المجازر بحقهم كما كان يحصل هذا على مدى التاريخ؛ منذ المماليك والعثمانيين وصولا إلى الفرنسيين وحتى بعد الاستقلال حين ذبح الصهاينة ثمانين قرويا في بلدة حولا، فسجنت السلطة أهل البلدة لأنهم "دبوا الصوت" بدل الموت بصمت...
خرج أمس الأستاذ وليد جنبلاط يتحدث عن عصر اسرائيلي في لبنان والمنطقة...
إلى أي مدى يمكن أن يكون الأمر كذلك؟
منذ وقف إطلاق النار، ارتفعت نسب التدمير من حوالي ٧% لتصل في قرى الحافة إلى أكثر من ٧٠%...
كل ذلك جرى تحت أعين السلطة اللبنانية التي تطبٍل ليل نهار عن وجوب احتكار السلطة للسلاح في البلد...
احتكرت السلطة السلاح جنوب الليطاني فقامت إسرائيل بالتقدم إلى حيث لم تكن تستطيع قبل وقف النار واستباحت الأخضر واليابس...
ما أن استلمت هذه السلطة السلاح حتى قامت بإتلافه بحجة إنه سلاح شرقي بينما سلاح الجيش اللبناني سلاح غربي...
أتلفوا صواريخ الكورنيت المضادة للدروع، وكل ما حصلوا عليه من عتاد أميركي هو أحذية وبعض الجيبات الخردة من ثكنات ألمانيا...
في النهاية، حِذار...
رامي نعيم يهدد حزب الله!!!
هذه ليست نكتة...
في لبنان، طواويس كثيرة لأن حزب الله مشغول في الحديث مع الرئيس عون حول استراتيجية للدفاع...
لكن السؤال هو عن اية استراتيجية يتحدثون طالما القرار الأميركي هو أن الجيش اللبناني يساوي حذاء زائد مئة دولار تأتي من قطر لشراء الذمم والولاءات...
بعد المعاندة، خرج بعض من في الحزب يعترف بالهزيمة؛ على الأقل ما حصل بعد وقف النار...
كما كان الانتصار في حرب تموز ٢٠٠٦ قرار، سوف تقع الهزيمة علينا حين يقرر حزب الله إكمال السير على نهج الهزيمة الذي يسير عليه حتى اليوم...
نحن لم نُهزم حتى يأتي إبن فرحان يقرأ مزامير داوود الاسرائيلي علينا...
نحن لم نُهزم حتى يطلع علينا كل يوم إبن زانية، مسؤولا كان، أم إعلاميا، أم مجرد كلب سفارة يهدد ويتوعد...
المقاومة في لبنان أكبر من أن يضمها اي حزب، بما في ذلك حزب الله...
لذلك، حِذار من الغضب الآتي...
يوم سوف نخرج لتأديب كل كلب لم تؤدبه أم او أب...
حينها لن تلوموا إلا أنفسكم...
النصر قرار...
نحن قررنا أننا انتصرنا...
واللي مش عاجبوا يتفضل يجرب ينزع السلاح...



