الكشف عن مخاطر صحية جديدة لتدخين السجائر الإلكترونية
منوعات
الكشف عن مخاطر صحية جديدة لتدخين السجائر الإلكترونية
19 نيسان 2025 , 12:01 م

أجرت جامعة جونز هوبكنز دراسة موسعة شملت ما يقرب من 250,000 شخص، لتكون بذلك أكبر دراسة على الإطلاق حول تأثير السجائر الإلكترونية على الصحة. كشفت نتائج الدراسة أن استخدام السجائر الإلكترونية بشكل حصري يرتبط بزيادة احتمال الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) وارتفاع ضغط الدم، خصوصا لدى البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و70 عاما.

ورغم أن المخاطر الصحية المرتبطة بالسجائر الإلكترونية تبدو أقل من تلك المرتبطة بالسجائر التقليدية، إلا أن الباحثين أكدوا أن هذه المخاطر لا يمكن تجاهلها، ما يستدعي اتخاذ قرارات صحية وتشريعية مستنيرة.

- المخاطر الصحية المؤكدة للسجائر الإلكترونية

نشرت نتائج الدراسة في مجلة Nicotine & Tobacco Research، بدعم من المعاهد الوطنية للصحة (NIH). وتضمنت البيانات تحليلاً لحالات صحية ظهرت خلال أربع سنوات من المتابعة من بين النتائج البارزة:

ارتفاع خطر الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن لدى مستخدمي السجائر الإلكترونية.

ارتباط محتمل بارتفاع ضغط الدم، خاصة بين الأشخاص في سن الثلاثين إلى السبعين.

عدم وجود ارتباط مباشر مع مرض السكري من النوع الثاني، أو فشل القلب، أو أمراض القلب التصلبية.

ويشير الباحثون إلى أن العلاقة بين التدخين الإلكتروني والإصابة بـ COPD تُعد أقل من تلك المرتبطة بالسجائر القابلة للاحتراق، لكنها لا تزال موجودة.

- السجائر الإلكترونية: الاستخدام المتزايد والمخاوف المتصاعدة

في الولايات المتحدة، أصبحت السجائر الإلكترونية ثاني أكثر أنواع منتجات التبغ استخداما بعد السجائر التقليدية، والأكثر شيوعا بين الشباب والمراهقين. وتشير بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إلى ارتفاع معدل استخدامها بين البالغين الشباب من 3.7% في 2020 إلى 4.5% في 2021.

وتظهر الدراسات أن المواد المنبعثة من هذه السجائر تحتوي على مركبات عضوية خطرة وكميات مرتفعة من النيكوتين، ما يعزز من الإدمان ويعرض المستخدمين لمخاطر صحية جادة.

- سجلات مقارنة: السجائر التقليدية في ميزان العلم

لطالما أثبتت الدراسات الطبية أن السجائر التقليدية تسبب مجموعة من الأمراض القلبية والتمثيل الغذائي، بما في ذلك أمراض القلب والنوبات القلبية والسكتات الدماغية. وبحسب CDC، فإن مدخني السجائر القابلة للاحتراق يمثلون 80% من حالات الوفاة المرتبطة بمرض الانسداد الرئوي المزمن في الولايات المتحدة.

وقد ربطت دراسات سابقة استخدام السجائر الإلكترونية بزيادة خطر الإصابة بالربو وأعراض الجهاز التنفسي، لكن لم تتوفر بيانات طويلة المدى تربط الاستخدام الحصري لها بأمراض القلب والأوعية بشكل مباشر حتى هذه الدراسة.

- نتائج الدراسة بالأرقام

شملت العينة النهائية للدراسة 249,190 شخصًا، وتم تقسيمهم كما يلي:

203,932 لم يستخدموا السجائر الإلكترونية أو التقليدية.

3,164 استخدموا السجائر الإلكترونية فقط.

33,778 استخدموا السجائر التقليدية فقط.

8,316 استخدموا النوعين معا.

وخلال فترة المتابعة، ظهرت الحالات التالية:

23,745 حالة جديدة من ارتفاع ضغط الدم.

13,179 حالة سكري من النوع الثاني.

7,925 حالة جديدة من COPD.

9,801 حالة فشل قلبي.

6,139 حالة مرض قلبي تصلبي.

وقد أظهرت النتائج أن السجائر الإلكترونية لم تكن مرتبطة بشكل كبير بمرض السكري أو أمراض القلب، لكنها كانت مرتبطة بشكل واضح بمرض الانسداد الرئوي وارتفاع ضغط الدم في الفئة العمرية المتوسطة.

صرح الدكتور مايكل بلاها، أستاذ أمراض القلب والوبائيات بجامعة جونز هوبكنز، أن هذه النتائج تمثل خطوة مهمة نحو فهم الآثار الصحية طويلة الأجل للسجائر الإلكترونية. ورغم عدم وجود ارتباط بين التدخين الإلكتروني وأمراض القلب في هذه الدراسة القصيرة المدى، إلا أن العلاقة مع أمراض الرئة وارتفاع الضغط تستدعي مراقبة طويلة الأمد.

ويؤكد بلاها أن السجائر الإلكترونية تنطوي على مخاطر صحية واضحة، حتى وإن كانت أقل ضررًا من السجائر التقليدية، مما يستوجب توعية المستخدمين ووضع سياسات تنظيمية مناسبة لحماية الصحة العامة.


المصدر: SciTechDaily.com