المعمرون يتمتعون بقدرة فريدة على تجنب الأمراض أو تأخيرها
دراسات و أبحاث
المعمرون يتمتعون بقدرة فريدة على تجنب الأمراض أو تأخيرها
11 آب 2025 , 13:13 م

على الرغم من أن متوسط العمر المتوقع للبشر قد ارتفع في العقود الأخيرة، إلا أن قلة قليلة فقط تصل إلى سن المئة. وتبقى الأسباب التي تمنح هؤلاء "المعمرين" قدرة استثنائية على الحياة طويلا لغزا علميا يثير اهتمام الباحثين.
تشير أحدث الدراسات، التي أجراها فريق بحثي بقيادة كارين موديج ونشرت عبر The Conversation، إلى أن المعمرين يمتلكون قدرة فريدة على تجنب الأمراض أو تأخير ظهورها لسنوات، وهو ما يمنحهم عمرا أطول وجودة حياة أفضل.
- هل السر في تجنب المرض أم النجاة منه؟
لطالما تساءل العلماء: هل يتميز المعمرون بقدرتهم على تأجيل الأمراض الكبرى، أم أنهم ببساطة أكثر قدرة على النجاة منها، أم أنهم يتجنبون الإصابة بها تماما؟
للإجابة، أجرى الباحثون دراستين كبيرتين قارنت بين من عاشوا حتى سن 100 عام وأقرانهم الذين عاشوا أعمارا أقصر، مع متابعة حالتهم الصحية لعقود طويلة.
- نتائج الدراسة الأولى: أمراض أقل وتطور أبطأ
الدراسة الأولى شملت 170,787 شخصا ولدوا بين عامي 1912 و1922 في مقاطعة ستوكهولم بالسويد، وتابعتهم لمدة 40 عاما منذ سن الستين وحتى الوفاة أو بلوغ المئة.
النتائج أظهرت أن:
في سن 85، أصيب 4% فقط من المعمرين بسكتة دماغية، مقابل 10% ممن عاشوا حتى 90–99 عاما.
في سن 100، أصيب 12.5% فقط من المعمرين بنوبة قلبية، مقارنة بأكثر من 24% ممن توفوا بين 80 و89 عاما.
هذا يشير إلى أن المعمرين لا ينجون من الأمراض فحسب، بل يؤخرونها أو يتجنبونها تماما.
- نتائج الدراسة الثانية: نطاق أوسع للأمراض
في الدراسة الثانية، تم تحليل 274,108 مشاركا ولدوا بين 1920 و1922، مع متابعة حالتهم منذ سن 70 وحتى الوفاة أو بلوغ المئة.
حتى عند شمول 40 حالة طبية مختلفة، من ارتفاع ضغط الدم والسكري إلى أمراض القلب، تبين أن المعمرين:
يصابون بأمراض أقل.
يواجهون بطءًا أكبر في تراكم الأمراض عبر حياتهم.
غالبا ما تقتصر إصاباتهم على جهاز عضوي واحد، مما يسهل العلاج والسيطرة على الحالة.
أمراض القلب أقل انتشارا بين المعمرين
في سن 80، تم تشخيص أمراض القلب والأوعية لدى 8% فقط من المعمرين، مقارنة بأكثر من 15% من نظرائهم الذين توفوا في سن 85، هذا الانخفاض الملحوظ قد يكون من أهم أسباب بقائهم على قيد الحياة لفترة أطول.
كما أظهر المعمرون مقاومة أكبر للأمراض العصبية والنفسية مثل الاكتئاب والخرف، ولم يشهدوا الانحدار الصحي الحاد الذي يعاني منه غير المعمرين في السنوات الأخيرة من حياتهم.
- النمط الفريد للشيخوخة لدى المعمرين
تشير النتائج إلى أن طول العمر الاستثنائي لا يقتصر على تأجيل الأمراض، بل يعكس نمطًا مميزًا من الشيخوخة الصحية، ومع أن السبب الدقيق قد يكون مزيجا من العوامل الجينية، ونمط الحياة، والبيئة، إلا أن فهم هذه العوامل قد يمنح البشرية مفتاحًا لحياة أطول وأكثر صحة.

المصدر: The Conversation