كتب الأستاذ حليم خاتون:
كل الكلام الذي يقوله إردوغان عن فلسطين وغزة ليس اكثر من قنابل صوتية لا يبدو ان لها اي أفق جهادي كما يدّعي البعض، أو كما يعتقد البعض الآخر من المخبولين العرب...
مرة أخرى، الكلب الذي يعلو صوت نباحه، لا يعض... هذا هو إردوغان...
فرح الكثيرين من العرب بما جرى في سوريا ليس اكثر من فرح الجاهل قليل الشرف باغتصاب ابنته العانس...
أخيرا يستطيع العرب قتل المُغتَصَبة تحت بند جريمة الشرف...
لا يعرف المرء مدى دور هؤلاء العرب او الأتراك في كل الذي حصل والذي تسبب بتسليم سوريا إلى مجموعات من الوحوش البشرية الآتية مباشرة من عصور الإنسان الحجري...
لكن الأكيد أن سقوط سوريا وجه ضربات إلى كامل محور المقاومة إلى درجة أن إسرائيل لم تعد تحسب أي حساب لأية قوة في المنطقة، بما في ذلك تركيا نفسها...
سقوط سوريا سمح لإسرائيل بخرق اتفاق غزة والعودة إلى حرب الإبادة بهدف الوصول إلى تهجير الفلسطينيين من فلسطين التاريخية وإتمام عملية السيطرة والتهويد...
سقوط سوريا، سواء اعترف الجاهليون في الإسلام أم لم يعترفوا، شكّل نقطة إنطلاق لتنفيذ مشروع إسرائيل الكبرى بدعم مباشر وغير مسبوق من الولايات المتحدة الأمريكية...
سقوط سوريا سمح لإسرائيل خرق اتفاق وقف النار والانسحاب من لبنان خلال ستين يوما...
سقوط سوريا سمح لإسرائيل التقدم إلى كل المناطق التي عجزت عن السيطرة عليها خلال حرب طاحنة ضد مجاهدي حزب الله طيلة أكثر من شهرين، وقامت بتدمير البيوت وجرف البلدات وخلق منطقة عازلة تمهيدا لتنفيذ إكمال خطط الغزو في ضم مزيد من الأرض ونشر المزيد من المستوطنات وتهجير فلسطينيي الجليل الى لبنان وجنوب سوريا ...
بفضل سيطرة منظمة اللوبي اليهودي الصهيونية (الأيباك) على معظم أجهزة السلطة في أميركا عبر الرجال الذين زرعتهم هذه المنظمة في كل مكان؛ تقوم إسرائيل بالتحضير للقضاء المبرم على محور المقاومة عبر القضاء على المركز المسؤول عن منع نجاح القضاء على القضية الفلسطينية بشكل كامل...
بسبب عدم يقين ترامب من التمكن من القضاء المبرم على إيران في الحرب، دخلت أميركا في مفاوضات من غير المعروف اذا ما كانت إسرائيل سوف تسمح بنجاحها...
بل يمكن حتى طرح أسئلة عن مدى جدية أميركا في هذه المفاوضات في ظل جسر جوي لا يتوقف يحمل إلى الكيان عشرات الطائرات يوميا محملة بالذخائر والقنابل الثقيلة المخصصة لأعماق تزيد على عشرات الأمتار تحت الأرض...
كل هذا يؤدي بنا إلى الشك بكل ما يجري في لبنان وفي فلسطين وفي إيران...
من جهة تزداد الحملة داخل فلسطين من قبل سلطة أوسلو العميلة بالشراكة مع عملاء محمد دحلان في الإمارات لمحاصرة المقاومة في داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها...
من جهة أخرى يقوم عملاء أميركا وإسرائيل في لبنان بالضغط على بيئة المقاومة للوصول إلى إضعاف حزب الله وحصاره لإجباره على تسليم السلاح الذي تعتبره إسرائيل خطرا عليها...
في لبنان، تمادى عملاء إسرائيل وخرقوا كل الخطوط الحمر في الهجوم ليس فقط على حزب الله؛ بل حتى على الطائفة الشيعية لما تختزنه هذه الطائفة من مبادئ والتزامات عقائدية تضع فلسطين في مقدمة أولوياتها...
أمس، خرج الشيخ نعيم قاسم يحاول طمأنة الناس إلى عزم المقاومة عدم تسليم السلاح ومحاولة تهدئة الخواطر والنفوس، خاصة بعد نكسات سياسية اجهضت كل البطولات التي صنعها مئات من مجاهدي الحزب طيلة شهرين من حرب طاحنة على الحافة مع فلسطين المحتلة...
هل نجح الأمين العام الجديد لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم في هذا المسعى؟
بصراحة، لا...
ما جرى في جنوب الليطاني وقبول حزب الله باتفاق جعل من الأميركيين والفرنسيين حكما وسطا هو موضع يفوق بكثير كلمة انتقاد ويصل الى مستويات من الغضب التي لا يمكن لا وصفها ولا التقليل من قوتها العارمة؛ زيادة على ذلك، تهاون إيران خلال الحرب وعدم التزامها مبدأ الرد الشامل على الهجوم الشامل الذي شنته أميركا وبريطانيا وحلف الناتو على محور المقاومة...
لقد برهن محور المقاومة خلال هذه الحرب عن ضعف في التصميم، وعدم الاستعداد للذهاب الى حيث يجب في التصدي...
حُسينيون في الشكل فقط...
إما أن محور المقاومة لا ثقة عنده بنفسه، وإما أن لا ثقة عنده بقوة الالتزام بعقيدته...
في الحالتين، لا يسع بيئة المقاومة التي يغلب عليها الطابع الشيعي، لا يسع هؤلاء الثقة بالقيادة التي اوصلتنا إلى المآزق التي وصلنا اليها...
تتذكر بيئة المقاومة في لبنان دعوات السيد الشهيد عباس الموسوي بحفظ المقاومة وحماية سلاحها بأشفار العيون...
تتذكر المثل الذي أعطاه السيد الشهيد نصرالله عن المختار الثقفي الذي سلم رجاله السلاح ليذبحوا كالنعاج فيما بعد...
لذلك، رغم اللغة التصعيدية المرحب بها في بيئة المقاومة ضد نظام أسلو اللبناني تحت رئاسة نواف سلام، لا يزال الفأر يلعب في حضن بيئة المقاومة...
الحديث المسرب على لسان وفيق صفا عن أن السلاح الذي سُلٍم إلى جيش مورغان أورثاغوس ليس اكثر من خردة هو حديث مرفوض ويُظهر كم كانت غبية تلك القرارات بتسليم السلاح والمنشآت إلى ذلك الجيش الأعرج...
اذا كان هناك أغبياء في صفوف الحزب، رجاء لا تستغبوا باقي الناس...
يكفينا مصيبتنا بقراراتكم المشلولة أثناء الحرب...
لذلك عندما ياتي الكلام الى السلاح، ليس لدينا اي استعداد للقبول بأي حلول تدعّي الوسطية او الهدوء...
الناس سوف تقطع بالفعل كل يد تمتد إلى سلاح المقاومة، والقيادي من حزب الله الذي يمكن ان يحاول التغطية على هكذا أمر سوف تقطّعه الناس بأسنانها...
السلاح يجب أن يظل في أيدي المجاهدين حتى قيام دولة عادلة قوية تحتضن كل أبناءها بمساواة...
على هذه الدولة أن تكون على استعداد للقتال والدفاع عن القيم الإنسانية والدينية التي تؤمن بها الجماهير التي ولدت على وقع ما يحدث في فلسطين، وعاشت على وقع اغتصاب فلسطين، ولا يمكن ان تنفصل عن الإيمان بوجوب عودة الارض الى اصحابها من عرب فلسطين...
في وجه أي محاولات، يجب على الشيعة القيام بتمرد حتى لو أدى هذا إلى الحرب الأهلية لمنع عملاء أميركا وإسرائيل ليس في لبنان فحسب، بل في عالم الجاهلية العربية... من ذبحنا كالنعاج...
وصلت الرسالة الى الشيخ نعيم، فقال أمس ما قاله...
الذي لا يصدق قوة عزيمتنا في إرادة القتال ضد كل ما يمثله محمود عباس أو نواف سلام ما عليه سوى قراءة تاريخ الشعوب في النضال ليعرف أن إزالة إسرائيل ليس مجرد شعار...
اذا تطلب هذا الأمر اقتلاع قلوب العملاء في لبنان من الصدور؛ كونوا على ثقة، سوف نفعلها...
إن الدعي إبن الدعي قد ركز بين اثنتين،
بين السِلة والذلة...
هيهات عند أمة محمد وعلي أن يطالها الذل بعد أن طالها عار النكسة الذي تسبب به التردد والشك بدل قصف وتدمير الكيان مرة والى الأبد...


