خطاب نتنياهو يكشف عن نواياه الحقيقية...هي حربه الشخصية
مقالات
خطاب نتنياهو يكشف عن نواياه الحقيقية...هي حربه الشخصية
فراس ياغي
20 نيسان 2025 , 16:24 م

كتب الأستاذ فراس ياغي:

رغم معرفة الغالبية العظمى في إسرائيل والعالم بأن نتنياهو ليس في وارده وقف حرب الإبادة على قطاع غزة، بل لا يفكر في وقف اي حرب في منطقة "غرب آسيا"، الا أن الشيء المهم هو أنه يعتبر هذه الحرب هي حربه الشخصية وليست حرب دولة إسرائيل، وكونه القائد والأعلم والأعرف بمصلحة دولة إسرائيل، فيجب على الدولة ومواطنيها إعتبار الحرب أيضا حربها*

*وبعد ان فرح وحضر حفلة "الجنة" لإبنه أفنير وخطيبته، خرج ليعلن أن اي صفقة شاملة تطرحها حماس وتؤدي لتحقيق هدف الحرب بالافراج عن الاسرى والمحتجزين، تعني الإستسلام أمام حماس كونها تطالب بضمانات دولية تضمن الإلتزام ببنود الصفقة أي وقف الحرب، ونتنياهو هدفه الأسمى هو القضاء على حماس "ولن يستطيع" وليس الإفراج عن الأسرى، ولأجل ذلك يجب الإستمرار في الحرب*

*نتنياهو في خطابه بالامس كشف نواياه الحقيقية وانه كان يريد صفقات جزئية لا توقف حرب الإبادة المستمرة منذ اكثر من سبعة عشرة شهر، حماس كشف تلك النوايا، وكشفت ان كل ما يطرح من الوسطاء، وكل ما يسمى ضمانات، لا يساوي الحبر على الورق امام كذب نتنياهو، لذلك طالبت بصفقة شاملة وضمانات دولية عبر قرار واضح بهذا الخصوص من مجلس الأمن، اي مشاركة الصين وروسيا في الضمانات وبما يؤدي ذلك لوضع حد لنوايا نتنياهو وكشف حقيقتها*

*بعد الخطاب، أصبحت الخيارات لوقف الحرب محدودة، وأرى انها تتمثل بالتالي:*

*موقف دولي تتبناه الولايات المتحدة يؤدي لوقف الحرب بقرار أممي*

*ثورة داخلية في إسرائيل تسقط نتنياهو،*

*تطورات دراماتيكية في المنطقة تقلب الطاولة رأسا على عقب "اي حرب مع إيران" وهذا هو المفضل عند نتنياهو، نتائجها ستحدد كل شيء، ولكن إن حدثت فهذا يعني حرب طويلة وطويلة لا زمن محدد لوقفها*

*اما لدى نتنياهو وحرب نهضته "القيامة" والتي كما قال اهالي الاسرى "كيف تكون حرب نهضة بدون الإفراج عن الأسرى والمحتجزين"، فليس لدى نتنياهو وزاميره وكاتسه وسموريتشه وبن غفيره وحريديمه، سوى الذهاب لإحتلال قطاع غزة، وهذا يعني إستدعاء مئآت الآلاف من جنود الإحتياط الذين في أغلبهم لا يريدون حربه*

*اما قصة الضغط العسكري التي يحبذها نتنياهو، ويريد عبرها تقسيم قطاع غزة إلى خمسة أقسام وخمسة محاور وخنق سكان قطاع غزة في ما يسمى وحدات إنسانية، فهذا سيرتد عليه دوليا واستنزافا في جنوده، وضغطه واضح انه يهدف للتهجير وليس للإفراج عن أسراه، "عفوا أسرى دولته"، ولكن وكما قال الجنرال غيورا آيلاند حول الضغط العسكري "في اللحظة التي قررت فيها إسرائيل إستخدام مفهوم الضغط العسكري فقد خسرت المعركة*

*نقول إسرائيل لم تخسر المعركة فقط، بل خسرت نفسها وتعرضت لأكبر هزيمة إستراتيجية في تاريخها، والمستقبل المنظور سوف يكشف واقع الدولة التي كانت تحارب لأجل شخص وتتغطى حكومتها بمفاهيم ايديولوجية وأمنية*

*كما يقول المثل اللبناني "ذاب الثلج وبان المرج" ونتنياهو أخير أفصح عن نواياه، لا أسرى لأن ذلك يعني وقف الحرب، وحرب النهضة وتغيير معالم الشرق الاوسط، تحتاج للتضحية بهم، لأن ذلك اعلى درجة واسمى هدف، نتنياهو يعلن بوضوح ان هذه حربه الشخصية ولن يضحي فيها حتى لو كان ذلك على حساب الأسرى*

المصدر: موقع إضاءات الإخباري