هل ترك الحمل بما يحمل و غادر الرئيس السوري السابق.. أم ثار على الشعب السوري لمدة اربع عشر عاما و تحرر ..؟
أم خرج من مأزق التخلي عن الجولان و القبول برفع علم الكيان على سفارته القادمة في دمشق و هو ما كان قادما لا محالة كثمن لبقائه في السلطة و رفض..؟
ام قرر قلب الطاولة على الاعداء و الحلفاء يتقاذفون كرة النار السورية المُستعصية على ان تخمد....؟
ام هو عناده و ثقته الزائدة بنفسه و حب السلطة ام اعتماداً على وعود الحلفائه. الذين ابتعد عنهم طالبا ود و حماية و دعم (الاشقاء العرب) أي تعرض للخديعة..؟
ألم يتعلم من نظرائه الاخرين ، ألا يعلم ان قرارات الغرف السوداء العظمى غير قابلة للنقاش..؟؟
و هل ضاق زرعاً بالحلفاء الذين أثنوه مرتين عن الدخول إلى إدلب و استرجاعها ، ربما أرادوا ان يوصلوه إلى مرحلة اليأس..؟
هل تأكد ان بلده لن يتم فك اسرها مهما طال بقاؤه في الرئاسة و ان مشروع إنهاك سورية و حلفائها هو ما تم العمل عليه للوصول إلى الوضع الراهن..؟
هذه الحرب المركبة ليست عن عبث, إلى ان تُقرر دوائر القرار العالمي (مطبخ) نهايته السياسية و نهاية اي سلطة بالتعاون مع أدواتها الإقليميين ، دقت ساعة الصفر حين صرح المكلف بإسم هذه الدوائر التحذير من (اللعب بالنار) في الحرب الاخيرة على لبنان أي نتنياهو ، فحسب كل المعطيات و لحزب الله الكلمة الفصل تاكيد او نفي استمر قرار دمشق مد المقاومة بالذخائر و الأسلحة على مدى شهرين ....
اين تكمن الحقيقة و الخطيئة القاتلة ام كلاهما سر قرار التخلص على النظام السابق...؟
لاشك انه على علم و دراية بما كان قادم و ما وصلت إليه سورية كان قد قاله بالتفصيل في احد خطاباته في مجلس الشعب بعد انتاخبه خلال الحرب.
الرجل له ماله و عليه ما عليه و لكن حاول كل ما في استطاعته للحفاظ على مؤسسات دولة و وحدة الأرض أو ما كان تحت سلطته و صان السلم الاهلي و منع الاقتتال عندما اكثر من اربعة مليون نازح من مناطق الميلشيات السورية للعيش بين إخوتهم السوريين (المولاة) بكل أمان و محبة و من بينهم الكثير من عائلات المسلحين و المعارضين في اوج المعارك بين الدولة و المسلحين على الحكم..
لم يتنازل عن مواقف ثابتة في الاستراتيجية السورية منذ عقود ، رفض التطبيع ،التخلي عن الجولان و قطع علاقة دمشق مع المقاومات من العراق إلى فلسطين و ليذكر اهل فلسطين وجماعة حماس بالاخص شروط واشنطن الذي حملها مؤلم بحاول بعد احتلال العراق إلى الاسد و كيف جاء الرد م بشهادة اهلها و ليس شعارات كما يروج الطابور الخامس العربي المسيطر على الاعلام . هذه كانت ثوابت النظام السابق و صعب أن تصمد عكس تيار جارف انصاع له بني جلدته من الحكام باعوا كل شيء لكسب رضا واشنطن و تل أبيب من أجل البقاء على كرسي الحكم بمرتبة مدير اعمال نشيط يتفانى في الخدمة..إلا ان يفقد القدرة على ذلك او لسبب آخر فيتم خلعه.
عقد و نصف في حرب متشابكة داخلية عربية و إقليمية إعلامية ، طائفية و مذهبية و حصار مالي و اقتصادي غير مسبوق تحمله الناس حتى نفط مقابل الغذاء كان ممنوع لانهم بآيادي سورية سطو على سلة البلاد الزراعية و موارد الطاقة ، تعلموا من تجربة العراق ربما ليس شعب سوري بل شعب أيوبي نسبة لنبينا أيوب عليه السلام.
لاشك زاد من تفاقم الوضع اكثر دواعش الداخل من فساد بعض رجال النظام و التجار و القادة العسكريين ، اضف كنتيجة حتمية جيش وصل أفراده الى اليأس و العوز و التعب الإقتصادي ثم لا افق ايجابي يلوح ، في كل الحروب هناك طبقة من المنتفعين تبيع كل شيء من اجل المال على حساب سواد الشعب فإزداد فقرا و جوعاً.
اما اليوم كما يقال( تحرر) الشعب و انتهى القتال و عاد افراد الجيش الى منازلهم بعد ان تركوا مراكزهم وخنادقهم ليدخل (الفاتحون) فالقتال لا يعرفون الى متى قد يستمر بدون نتيجة و حسم ... و ربما هناك أمر حصل يتعلق بالتكنولوجيا و تجهيل مصدر الأوامر العسكرية بالانسحابات ..!!
الايام سوف تكشف كيف تخلى الجنود عن مواقعهم و من اين اتتهم تلك الاوامر ..
بالمقابل من اختار البديل ليتسيد قرار دمشق ولو بالشكل و لماذا وقع الاختيار على هذا الفصيل بالتحديد و زعيمه مع كثرة الخيارات المتاحة..؟!
أين بقية المعارضين و هم مدنيون و بمستوى افضل على جميع الصعد و من خلفيات متنوعة فكريا و سياسيا و لم يساهموا في قتل السوريين..؟؟
لماذا تم تدمير كل البنية التحتية العسكرية والعلمية و كل انواع أسلحة الجيش الدفاعية...؟
افهم أن يغادر الجنود الميدان و لكن من الذي طلب من بقية قطاعات القوات المسلحة ترك مقراتهم و مراكز إدارة العمليات و الاسلحة الاستراتيجية من وسائط الدفاع الجوي ، الطيران و مراكز اطلاق الصواريخ الذي مهمتها حماية البلد من اي اعتداء خارجي ..؟!
و هل كان ليجرؤ نتنياهو ان يقوم بعدوانه و يتجول جنوده حتى حدود دمشق هذا و لماذا لم يفعلها في بداية او خلال الحرب ...؟
على كل ننتظر لنرى ، هل كل ما رفضه رئيس النظام السابق من مطالب سيصبح امر واقع برسم الحكام الجدد..؟
هل مشروع-السلطة الجديد هو بقاء سورية الموحدة كما عرفناها يوماً ، ام سوريات متعددة ..
أين الفصائل الفلسطينية اليوم التي هللت و رحبت بالعهد الإسلامي (الرفيق) لماذا لم تعود مكاتب حماس الى دمشق مثلا بمعية حليفها التركي صاحب قصر الشعب وحامي الرئيس المؤقت..؟
و لماذا تم إبعاد بقية المنظمات التي بقيت حليفة للنظام السابق إلى ان سقط ..؟
لماذا الاولوية الاشتباك مع حزب الله و قطع طرق امداده وهو الذي خاص حرب مساندة غزة وفقد اكبر. اكثر قادره ..؟
لماذا السعي في اليوم الاول لتطمين الكيان بانه لا نية بالحرب او المطالبة بالخروج من الاراضي السورية المحتلة مؤخراً..؟
لماذا كان حرام ان يتحالف النظام السابق مع قوى إقليمية و دولية
بينما حلال على نظام مؤقت ان يمنح قوة إقليمية اجلسته في الحكم ، رعته و ما تزال و قابضة على كل شيء من داتا المواطنين الشخصية الى المطارات مؤسسات البلد العسكرية و الامنية و سوق سورية الإقتصادي مستباحة لها بلا ضوابط ...؟
لماذا بعد منح الامان و انتهاء الحرب تم قتل الالاف المدنيين العزل بعيد دعوات الجهاد ضد ابناء الوطن و حرام هذا ضد الإسرائيليين الذي سيطروا على جنوب سورية ...؟
و هل الممارسات الحالية فصائل السلطة الجديدة في مناطق سورية محددة و التي فرقت السوريين نفسيا و اجتماعيا من اجل التقسيم الجغرافي الكامل في نهاية المطاف و كما يريد الكيان الإسرائيلي و مشروعه القديم الجديد..؟
في النهاية يبقى علينا الانتظار نتيجة هذا الزلزال المفاجئ و تبعاته و نحصل تباعا على أجوبة لكل هذه الاسئلة من خلال خطوات السلطة المؤقتة الحاكمة في دمشق و نقارن بين ما كان و ما سيكون و ما هو ثمن استمرار السلطة الحالية وهل الفاتورة ابتداءا من الجولان و سيادة سورية على مقدراتها و استقلال قرارها الوطني حينها تتبد كل علامات الاستفهام المرسومة و نعترف اننا أخطأنا الظن و نرسو على بر الحقيقة ، رغم المشهد المستقبلي سوداوي الذي بدا بالدم و لا يبشر بخير .


