لطالما ارتبط الزواج بصحة أفضل وحياة أطول للرجال، ولكن دراسة بولندية حديثة تقلب هذه الفرضية رأساً على عقب، فقد كشفت أبحاث أجراها "المعهد الوطني لأمراض القلب" في وارسو أن الرجال المتزوجين معرضون لخطر السمنة بمعدل يزيد ثلاث مرات مقارنة بالرجال غير المتزوجين.
حلل الباحثون بيانات طبية لـ2,405 أشخاص في بولندا، بمتوسط عمر يبلغ 50 عاماً، ووجدوا أن الرجال المتزوجين كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسمنة بنسبة 3.2 مرات مقارنة بنظرائهم غير المتزوجين.
- النساء المتزوجات: معادلة مختلفة
المثير في الأمر أن هذا الاتجاه لم يُلاحظ بنفس الحدة لدى النساء المتزوجات. فقد أشار الباحثون، الذين سيعرضون نتائجهم في "المؤتمر الأوروبي للسمنة" في مالقة بإسبانيا خلال مايو، إلى أن الفروق الثقافية في النظرة إلى السمنة لدى الرجال والنساء قد تفسر هذا التفاوت.
ورغم ذلك، فقد وُجد أن الزواج يزيد من احتمالية الوزن الزائد لدى كلا الجنسين: بنسبة 62% للرجال و39% للنساء. كما أن التقدم في السن لعب دوراً ملحوظاً، إذ تزيد كل سنة إضافية من خطر الوزن الزائد بنسبة 3% لدى الرجال و4% لدى النساء، في حين ترتفع احتمالية السمنة بنسبة 4% لدى الرجال و6% لدى النساء مع كل سنة إضافية من العمر.
- الزواج والصحة: نتائج متناقضة
تتناقض هذه النتائج مع دراسات سابقة أظهرت أن الرجال المتزوجين أكثر صحة وأقل عرضة للأمراض مقارنة بغير المتزوجين. فعلى سبيل المثال، ربطت دراسة كندية شملت 7,000 رجل بين الزواج و"الشيخوخة المثلى"، مؤكدة أن الزواج يعزز العادات الصحية مثل الإقلاع عن التدخين، وتقليل شرب الكحول، وتحسين التغذية، وزيادة اللجوء إلى الرعاية الطبية.
كما وجدت دراسة نُشرت في مجلة American Journal of Epidemiology عام 2011 أن الرجال المتزوجين كانوا أقل عرضة لأمراض القلب ويتمتعون بمعدلات نجاة أعلى بعد النوبات القلبية مقارنة بالعزاب، مما دعم الفكرة الشائعة بأن الزواج يوفر فوائد صحية وقائية.
- السمنة: خطر صحي عالمي متفاقم
تُعد السمنة مشكلة صحية عالمية متزايدة، ووفقاً لدراسة نُشرت في مجلة The Lancet، فإن انتشار الوزن الزائد والسمنة قد تضاعف بين عامي 1990 و2021 لدى البالغين (فوق سن 25) وكذلك الأطفال والمراهقين (من سن 5 إلى 24). وبحلول عام 2021، تم تصنيف 2.11 مليار بالغ و493 مليون شاب حول العالم على أنهم يعانون من الوزن الزائد أو السمنة.
- أسباب السمنة: تفاعل بين الوراثة والبيئة
بدأ العلماء في النظر إلى السمنة كنتاج لمزيج من العوامل الوراثية والبيئية. وعلى الرغم من استمرار البحوث في محاولة فهم أفضل لطرق فقدان الوزن والمحافظة عليه، إلا أن هناك توافقاً عاماً على بعض النصائح الأساسية:
تجنب الكربوهيدرات المعالجة: فهناك أدلة قوية تربط بين السكريات والحبوب المكررة وزيادة الوزن.
زيادة استهلاك الألياف: من خلال تناول الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات.
ممارسة الرياضة بانتظام: فهي تساعد في الحفاظ على الوزن بعد فقدانه.
طلب المساعدة الطبية: فالسمنة تُعد الآن مرضاً يستوجب العلاج.
- كيف يتم تعريف السمنة؟
يُعرّف الشخص بأنه مصاب بالسمنة إذا كان مؤشر كتلة الجسم (BMI) لديه يساوي أو يزيد عن 30. أما من يتراوح مؤشره بين 25 و29.9 فيُعتبر في فئة الوزن الزائد. ويمكنك حساب مؤشر كتلة الجسم عبر حاسبة WebMD المتوفرة على الإنترنت.


