شهدت الأيام الاخيرة تصعيدا إسرائيليا كبيرا على لبنان، من خلال سلسلة عمليات الاغتيال في اكثر من منطقة لبنانية، أو عبر عمليات القصف التي طالت مناطق عديدة ، إضافة لِلِاستمرار باستهداف القرى الحدودية وتدمير البيوت الجاهزة والمراكز الصحية والمنتجعات السياحية.
فما هي اسباب التصعيد الإسرائيلي على لبنان ؟ وهل لذلك علاقة بتقدم المفاوضات الأميركية الإيرانية ؟ او لجر لبنان وحزب الله الى حرب جديدة ؟ او ان التصعيد مرتبط بالحملة اللبنانية الداخلية لنزع سلاح الحزب، والمواقف التصعيدية التي اطلقها مسؤولو الحزب ردا على هذه الحملة ورفضهم مقولة نزع السلاح؟
مصادر سياسية وأمنية لبنانبة تعتبر ان التصعيد الإسرائيلي مرتبط بالعديد من الاهداف الامنية والسياسية، داخليا وخارجيا ، فمن الواضح ان هذا التصعيد، وخصوصا عمليات الاغتيال تهدف اولا لضرب اية بنية عسكرية أو امنية لقوى المقاومة في لبنان ، سواء لحزب الله او حركة حماس، وهي تطال شخصيات فاعلة في العمل المقاوم، وخصوصا بعض الشخصيات التي لها علاقة بالمقاومةفي الداخل الفلسطيني اضافة لمنع الحزب من إعادة ترتيب بنيته العسكرية والامنية، بعد ان تلقى ضربات عسكرية في الحرب الأخيرة، لكنه نجح في تجاوز هذه الضربات واعادترتيب بنيته العسكرية والامنية والسياسية والشعبية والحزبية.
وتضيف المصادر: ان التصعيد الإسرائيلي يتلاقى ايضا مع الضغوط، الخارجية والداخلية، من اجل وضع روزنامة محددة لنزع سلاح حزب الله، وكذلك استهداف سلاح المخيمات الفلسطينية، وجاء التصعيد الإسرائيلي الأخير بعد المواقف والتصريحات التصعيدية التي اطلقها مسؤولو الحزب، وفي مقدمتهم الامين العام الشيخ نعيم قاسم، والتي رفض فيها مقولةنزع السلاح، ودعوته لوضع استراتيجية دفاعية لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك وضعه عدة شروط قبل اطلاق الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية.
والملاحظ أن هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير لم يلق اية ادانة من العديد من القوى السياسية والحزبية اللبنانية، باستثناءبعض المواقف الرسمية للمسؤولين، والتي ادانت الاعتداءات، وتحدثت عن الاتصالات لوقفها، ولكن دون تحديد اية الية لوقف هذه الاعتداءات، او لجم التصعيد الإسرائيلي او البحث في انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية المحتلة، في ظل اطلاق مواقف اسرائيليةٍ تصعيدية،تؤكد البقاءَ في هذه المناطق المحتلة، واحتمال العودة الى الحرب واحتلال اراضي جديدة.
وتتخوف بعض المصادر السياسية والامنية اللبنانية من عودة الكيان الإسرائيلي الى شن حرب جديدة واسعة على لبنان، وذلك تزامنا مع التقدم الحاصل في المفاوضات الأميركيةالإيرانية والتخوف الإسرائيلي من وصول ايران واميركا الى اتفاق حول الملف النووي، وانعكاسات ذلك الاتفاق ايجاباً على وضع ودور حزب الله في لبنان.
وعلى ضوء هذه الاجواء تتخوف هذه المصادر من زيادةالتصعيد الإسرائيلي في المرحلة المقبلة، مما يتطلب تحركا لبنانيا سياسيا ودبلوماسيا، والعملَ لتوحيد الموقف اللبناني، من مختلف التطورات، كي لا يستغل العدو الإسرائيلي الخلافات اللبنانية الداخلية، ويقوم بتصعيد العمليات، تحت عنوان استكمال الحرب لنزع سلاح حزب الله.
وتؤكدالمصادرالسياسيةوالامنية ان المطلوب اليوم رؤية لبنانية مشتركة،لان اي تصعيدإسرائيلي، او اية حرب اسرائيلية جديدةعلى لبنان لن تستهدف الحزب فقط، بل تستهدفُ كل الدولة والعهد الجديد والحكومة، وسيكون لها انعكاساتٌ سلبية على كل الواقع اللبناني، وستطيح باي مشروع لبناني للنهوض واعادة بناء الدولة ومؤسساتها.
فهل سيتوحدُ اللبنانيون في مواجهة التصعيد الإسرائيلي الجديد ؟ ام ان هناك من يراهن على حرب اسرائيلية جديدة على لبنان لانهاء حزب الله ونزع سلاحه بالكامل بعد ان فشلت الحرب الأخيرة والضغوط الداخلية والخارجية في تحقيق هذا الهدف ؟



