هل يمكن تجنب الحرب الأهلية في لبنان؟
مقالات
هل يمكن تجنب الحرب الأهلية في لبنان؟
حليم خاتون
24 نيسان 2025 , 05:22 ص

كتب الأستاذ حليم خاتون:

ربما السؤال الأهم هو هل يوجد شعب لبناني واحد؟

لكي يوجد شعب لبناني واحد، يجب أن يكون عدو البلد في نظر الجميع واحد...

هل هذا هو واقع البلد؟

لو سألنا نائب رئيس تحرير صحيفة نداء الوطن رامي نعيم عن إسرائيل؛ لو سألنا طوني بولس، أو مكرم رباح...

هل سوف يملكون نفس إجابة ميشال شيحا، الذي يُعتبر أحد أهم منظري قيام الكيان اللبناني، والذي صنّف إسرائيل عدوا وجوديا للبنان؟

بدون الذهاب بعيدا...

الناطق الرسمي الإعلامي لحزب القوات اللبنانية شارل جبور يقول علنا أن كل عدو لحزب الله هو رفيق له...

هكذا يصبح نتنياهو رفيقا لشارل جبور، بغض النظر عن نظرة نتنياهو نفسه لشارل جبور الذي لا يختلف بنظره عن أي مسيحي فلسطيني حتى لو كان من عبيد السبت اليهودي...

نائب رئاسة الحكومة السابق عن حزب القوات اللبنانية في لبنان غسان حاصباني يعلن على الملأ إنه ينتظر من إسرائيل او جماعة جبهة النصرة أن يقوموا بغزو لبنان من الجنوب ومن الشرق لتنفيذ ما يعجز هو والذين خلفوه عن إتمامه...

ليس الأمر محصورا بإسرائيل...

ماذا عن داعش وجبهة النصرة؟

إذا سألنا صالح المشنوق عن جماعات التكفير والذبح؛ ماذا سوف يجيب؟

ومع صالح المشنوق أبوه نهاد والكثيرون من شيوخ ب"الذبح جيناكم" المنتشرين في الشمال وفي خلدة وإقليم الخروب، وبعضهم يعشعش في الطريق الجديدة وفي المخيمات...

خرجت أمس الكثير من التعليقات على رئيس سلطة بالكاد تتواجد في أقل من واحد في المئة من أرض فلسطين محمود أبو كرش...

يتكلم محمود عباس عن اكثر من خمسين ألف شهيد في فلسطين يحمّل حركة حماس مسؤولية قتلهم قبل أن يحمل كرشه لزيارة أحمد الشرع المسؤول عن إبادة اكثر من ثلاثين ألف سوري من كل الطوائف في أقل من ثلاثة أشهر...

امير قطر الذي يجلس مع بوتين يطالب بالعدالة للفلسطينيين بينما يشارك هو وإردوغان في هذه المذابح بفضل دخولهم في المشروع الأميركي الروسي الاسرائيلي الذي أسقط الدولة السورية وسمح لاسرائيل بالعربدة من جديد في غزة وفي لبنان...

طبعا، كما أن احدا لا يستطيع ملاحقة نتنياهو وغالانت، كذلك لن يستطيع احد ملاحقة إردوغان وتابعه صبي قطر المسؤوليْن بشكل غير مباشر عن كل المجازر سواء تلك التي تحصل في غزة، او تلك التي تحصل في سوريا...

عندما حارب الحزب الشيوعي الصيني إلى جانب الحزب الوطني بقيادة تشان كاي تشيك ضد الغزو الياباني واحتلال منشوريا أثناء الحرب العالمية الثانية رغم كل الخلاف الايديولوجي بينهما كان الجامع الوحيد هو وحدة النظرة إلى عدو البلد الذي غزا واحتل...

حزب القوات اللبنانية الذي حارب يوما إلى جانب القوات الإسرائيلية وكان مقاتلوه يمنعون حتى مرور ربطة خبز إلى القسم الغربي من العاصمة بيروت، ويصادرون حتى عبوات مياه الشرب؛ هذه القوات لم ولن تنظر إلى الاسرائيلي على إنه عدو حتى لو احتل لبنان كله، وحتى لو قتل مئات الآلاف من اللبنانيين...

جماعات التكفير في لبنان يتواجدون موضوعيا في نفس الخندق مع إسرائيل...

كل الكلام الفارغ عن فلسطين الذي يصدر عن هؤلاء لا يساوي شيئا لأنهم يستنفرون ضد المقاومة في لبنان منذ نشوئها...

هم خرجوا يوزعون البقلاوة حين نجحت إسرائيل في اغتيال القائد العربي الوحيد تقريبا الذي خرج يناصر اهل غزة...

من بين ٤٥٠ مليون عربي، وملياري مسلم... من بين أكثر من مئة ألف إرهابي زحفوا من جميع أنحاء العالم لإسقاط النظام "النصيري الكافر" في سوريا لم ير أي من هؤلاء العميان ما يجري في غزة وفي الضفة، فتوجهوا لفتح الساحل السوري بدل التوجه لنصرة أهل السُنّة في فلسطين...

أما جهاد النكاح، فهو لا يثبت عند نساء المسلمين إلا اذا كان في الجهاد إلى جانب أميركا والغرب...

رغم الغضب من تآمر الروس وبيعهم سوريا من اجل كسب أوكرانيا الا ان الحق يُقال:

منذ أكثر من مئة عام والمسلمون الأشاوس يحاربون حتى اسقطوا الاتحاد السوفياتي ثم ذهبوا جحافل لمحاربة وتقسيم يوغوسلافيا...

يفجرون ويقتلون أينما كان إلا في فلسطين...

اذا صدقنا الأمن الأردني، فإن كل مجازر إسرائيل وأمريكا لم تستجلب اكثر من بضعة صواريخ ومسيرات بدائية ضد أمن الدولة الأردنية وليس ضد إسرائيل...

يشكل الإخوان المسلمون نسبة عالية من المصريين والاردنيين...

بعد أكثر من ثمانية عشر شهرا على الحرب ضد غزة والضفة، لم نر جماعات تقتحم سفارات الاحتلال او سفارات الدول التي تشارك في إبادة الغزيين...

نراهم فقط يرسلون كوماندوس لقتل الناس العزل في موسكو كما رأينا بطولاتهم في عشرية النار في الجزائر...

بعد كل هذا يخرج من يّحرّم الاشتباك مع هؤلاء بحجة عدم الإنجرار إلى حروب أهلية...

كيف يمكن الانتصار على الأعداء خارج حدودنا الوطنية وقد صار هؤلاء المتخلفين عقليا من وحوش السلفية داخل غرف نومنا...

اسمحوا لنا...

يجب محاربة هؤلاء حتى لو أدى ذلك إلى قيام حروب أهلية...

عودة إلى أولاد الكلب في لبنان حصرا من أصدقاء إسرائيل وأمريكا والسلفية...

تكثر هذه الأيام التعليقات على وزير خارجية لبنان يوسف رجي...

يوسف رجّي لا يحتاج إلى انتقادات...

يوسف رجي يحتاج إلى ركلة قدم ترسله إلى أسياده في أميركا...

عندما تقول مي شدياق أن أهل الجنوب والبقاع والضاحية لا يشبهونها، هي لا تقصد على الإطلاق نضارة بشرتها او جمال هيئتها هي...

هي تريد أن تشبه ملكة جمال الباذنجان مورغان أورثاغوس، مع فرق بسيط؛ أورثاغوس لا تريد ان تشبه مي شدياق الا بمقدار ما تنفذ مي أوامر السيد الاميركي الأبيض...

قد يشبه موقع وموقف الرئيس جوزيف عون موقف حكومة فيشي التي استلمت السلطة في فرنسا بعد استسلام هذا البلد أمام هتلر...

لكن إلى ماذا يمكن تشبيه مواقف القوات او الكتائب او من يحمل فكرهم وأيديولوجياتهم...

بصراحة...

اذا كنا لن نلتقي لمواجهة أعداء البلد؛ لماذا نلتقي أصلا...

لا أعرف كيف يفكر حزب الله؛

لا اعرف كيف تريد المقاومة مواجهة هؤلاء الأعداء...

لكني اعرف ان مواجهة أتباع العدو هي الخطوة الأولى في مسيرة الألف ميل كما قال ماو تسي تونغ...

لا يمكن مواجهة إسرائيل وهناك في الحكومة من يريد من إسرائيل البقاء في لبنان...

هذه ليست هلوسات؛

هناك وزراء في الحكومة اللبنانية يتلقون أوامرهم من الأميركيين...

كل وزير دخل إلى هذه الحكومة عليه إجراء فحص دم لمعرفة مدى تبعيته للأميركيين...

يوسف رجي أساسا من خدم السبت عند اليهود، وكذلك بقية المحسوبين على القوات من الذين ينتظرون ويطلبون من إسرائيل تجديد الحرب على البلد...

بعد كل ما سبق،

كيف يمكن الانتصار قبل تنظيف مجتمعاتنا من كل الطفيليات التي تعمل ليل نهار لهزيمة الوطن...

باختصار آن الأوان لعملية تنظيف شاملة حتى لو أسماها البعض حربا أهلية...

الحرب هي ذاتها سواء كانت ضد كلاب الخارج، أو ضد كلاب الداخل...

حليم خاتون

المصدر: موقع إضاءات الإخباري