صعقة كهربائية خفيفة.. سلاح ضد السرطان
منوعات
صعقة كهربائية خفيفة.. سلاح ضد السرطان
24 نيسان 2025 , 12:27 م

كشفت دراسة جديدة من معهد فرالين للأبحاث الطبية الحيوية في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا، عن إمكانية استخدام النبضات الكهربائية منخفضة الكثافة كإستراتيجية مبتكرة لمكافحة السرطان، تركز على تحفيز الجهاز المناعي بدلاً من إتلاف الورم بشكل مباشر.

- ثورة في المفهوم التقليدي لعلاج الأورام

خلافاً لتقنيات الصعق الكهربائي عالية الكثافة التي تُستخدم لتدمير الأورام مباشرة، تعتمد هذه الطريقة الجديدة على نهج لطيف، يحفّز تفاعلات مناعية شاملة دون التسبب بأضرار كبيرة لأنسجة الورم، وقد بُنيت هذه النتائج على تطبيق معدل من تقنية H-FIRE (الصعق غير القابل للعكس عالي التردد)، التي أظهرت قدرة مذهلة على تعديل البيئة الدقيقة للورم.

- إعادة تشكيل بيئة الورم لتعزيز المناعة

تبيّن أن استخدام H-FIRE منخفض الكثافة لا يؤدي إلى موت مباشر لخلايا الورم، بل يُحدث تغييرات هيكلية في الأوعية الدموية واللمفاوية المحيطة بالورم، ففي تجربة على حالات سرطان الثدي، لوحظت زيادة ملحوظة في الأوعية الدموية خلال 24 ساعة من العلاج، تلتها طفرة في نمو الأوعية اللمفاوية في غضون 72 ساعة، مما يشير إلى إعادة تنظيم دقيق لبنية الورم الداخلية.

- من تدمير الورم إلى تحويله إلى "ساحة معركة مناعية"

بحسب الدراسة المنشورة في مجلة حوليات الهندسة الطبية الحيوية، لم يعد الهدف الأساسي تدمير الورم، بل تحويله إلى "ساحة اشتباك مناعي"، تسهّل وصول الخلايا التائية السامة ومؤثرات الجهاز المناعي الأخرى إلى قلب الورم، مما يعزز فعالية الدفاعات المناعية ضد السرطان.

- دور الجهاز اللمفاوي في فتح أبواب العلاج المناعي

أحد الجوانب الفريدة التي أبرزتها الدراسة هو التفاعل العلاجي مع الجهاز اللمفاوي. فمن خلال تتبع العقد اللمفاوية ومواقع الورم الأولية، تمكن الباحثون من اكتشاف آلية محتملة لتعزيز الاستجابة المناعية الجهازية، وهو مسار لم يُستثمر بعد بشكل كافٍ في علاجات السرطان الحالية.

- آفاق واعدة للعلاج التكاملي

أشارت الباحثة الرئيسية الدكتورة جينيفر مونسون إلى أن هذه التقنية لا تستهدف استئصال الورم، بل إعادة توجيه الخلايا المناعية بدقة نحو بؤرة الورم عبر المسارات اللمفاوية المعاد تشكيلها. وتؤكد أن هذه النتائج قد تمهد الطريق لدمج H-FIRE منخفض الكثافة مع مثبطات نقاط التفتيش المناعي أو علاجات الخلايا المتبناة، مما يفتح المجال لتطوير علاجات تكاملية أكثر دقة وفعالية.

- خارطة مستقبلية لتحفيز الجهاز المناعي

يخطط الفريق البحثي في المرحلة القادمة إلى رسم خرائط استجابة مناعية مفصلة وتوسيع تجارب الدمج بين H-FIRE والعلاجات المناعية الحديثة، ما يعزز من إمكانيات السيطرة على المرض وتحويل الورم من مأوى للخلايا السرطانية إلى نقطة انطلاق لهجوم مناعي قوي.

رغم أن هذا النهج لا يشكل علاجاً شافياً بذاته، إلا أنه يمثل خطوة ثورية في تغيير قواعد المواجهة مع السرطان، من خلال دعم الجهاز المناعي وتعزيز فعاليته في القضاء على الورم من الداخل.

المصدر: interestingengineering.com