تحذير من مرض رئة الفشار التي تهدد حياة مستخدمي السجائر الإلكترونية
منوعات
تحذير من مرض رئة الفشار التي تهدد حياة مستخدمي السجائر الإلكترونية
29 نيسان 2025 , 13:12 م

أطلق الأطباء تحذيرا صارخا بشأن مرض نادر وخطير يُعرف باسم "رئة الفشار"، والذي أصيب به مراهق أمريكي بعد استخدامه السجائر الإلكترونية بشكل سري لمدة ثلاث سنوات.
الاسم العلمي لهذا المرض هو التهاب القصيبات المسدّ (Bronchiolitis Obliterans)، وهو مرض نادر لكن خطير يصيب أصغر الممرات الهوائية في الرئتين، ويتسبب في أعراض مزمنة تشمل السعال المستمر، الأزيز، الإرهاق، وضيق التنفس.
- من الفشار إلى الرئة: قصة التسمية
يرجع مصطلح "رئة الفشار" إلى أوائل العقد الأول من القرن الحالي، عندما أُصيب عدد من عمال مصانع الفشار الميكروي بأمراض رئوية بعد تعرضهم المستمر لمادة كيميائية تُدعى الدياسيتي، وهي مادة تُستخدم لإضفاء النكهة الزبدية الشهيرة على الفشار.
لكن استنشاق هذه المادة - التي تُعرف علميا باسم 2,3-بوتانديون - يحولها إلى مركب سام يتسبب في التهابات وتندبات في القصيبات الهوائية الدقيقة، مما يُعيق تدفّق الهواء ويُحدث ضررا دائما لا يمكن علاجه.
مواد كيميائية قاتلة في بخار الفيب
رغم أن الدياسيتي هو أشهر المتهمين، فإن مرض رئة الفشار قد ينجم أيضا عن استنشاق مواد كيميائية سامة أخرى، مثل الفورمالديهايد والأسيتالديهايد، وهما مركبان تم رصدهما كذلك في بخار السجائر الإلكترونية.
والأمر الأكثر رعبا أن هذا المرض لا علاج له، فبمجرد إصابة الرئتين، تقتصر المعالجة على تخفيف الأعراض باستخدام موسعات الشعب الهوائية أو الستيرويدات، وقد تتطلب الحالات الشديدة زراعة رئة.
- لماذا لا تُعد الوقاية سهلة لدى المراهقين؟
يُقبل المراهقون بشكل خاص على الفيب، وذلك بفضل تنوع النكهات الجذابة التي تتراوح بين العلكة والمانجو والقطن الحلو. إلا أن هذه النكهات تخفي وراءها كوكتيلا كيميائيا معقدًا، غالبًا ما يُستخدم في الصناعات الغذائية، لكنه غير آمن عند الاستنشاق.
فعند تناول هذه المواد، تمر عبر الجهاز الهضمي والكبد، حيث يتم تنقيتها جزئيا. أما عند استنشاقها، فتدخل مباشرة إلى الرئتين ثم إلى الدم، وتصل إلى أعضاء حيوية مثل الدماغ والقلب خلال ثوانٍ.
- الفيب أكثر خطورة من الفشار
في حالة الفيب، تكون الأمور أكثر غموضا، فخبراء الصحة يُقدّرون أن هناك أكثر من 180 مركبا كيميائيا مختلفا مستخدما في نكهات السجائر الإلكترونية، والعديد منها يتحلل عند التسخين إلى مركبات جديدة لم يتم اختبارها أبدا على السلامة التنفسية.
وبينما أُزيلت مادة الدياسيتي من بعض المنتجات، لا تزال موجودة في أخرى، ويُعتقد أن البدائل مثل الأسيتوين و2,3-بنتانديون قد تكون بنفس الخطورة.
- أزمة متكررة: من مصانع الفشار إلى غرف الطوارئ
قصة الفتاة الأمريكية تُعيد إلى الأذهان أزمة عام 2019 المعروفة باسم "إيفالي" (إصابات الرئة المرتبطة باستخدام الفيب)، والتي أودت بحياة 68 شخصا وأدخلت أكثر من 2800 آخرين إلى المستشفيات في الولايات المتحدة. وقد تم ربط هذه الحالات بمادة أسيتات فيتامين E، المستخدمة كمادة مكثّفة في بعض منتجات فيب الحشيش، والتي تُطلق عند تسخينها غازا شديد السمية يُدعى الكيتين.
- نتائج مقلقة من الدراسات الحديثة
أظهرت دراسات حديثة متعددة الجنسيات أن المراهقين الذين يستخدمون الفيب يُبلّغون عن أعراض تنفسية أكثر، حتى بعد تعديل العوامل المتعلقة بالتدخين التقليدي، كما تبين أن نوع النكهة، واستخدام أملاح النيكوتين، وتكرار الاستخدام، ترتبط جميعا بتفاقم الأعراض التنفسية.
- ما الذي ينبغي علينا فعله؟
من الواضح أن التاريخ يعيد نفسه، كما تطلّب الأمر تغييرات تشريعية لحماية عمّال مصانع الفشار، فإن الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات صارمة تجاه صناعة الفيب لحماية الشباب.
التعلم من أخطاء الماضي يمكن أن يُجنبنا مآسي المستقبل، من خلال:
سنّ قوانين تنظيمية صارمة
وضع ملصقات تحذيرية واضحة
اختبار المكونات كيميائيًا على مستوى استنشاقي
إطلاق حملات توعية صحية موجهة للمراهقين.
رغم تصميمات الفيب الجذابة ونكهاتها اللذيذة، تبقى الحقيقة واحدة: استنشاق هذه المواد قد يؤدي إلى تلف دائم لا يُمكن إصلاحه.


المصدر: webmd