مخاطر الذكاء الاصطناعي الحالية تتفوق على التهديدات المستقبلية
علوم و تكنولوجيا
مخاطر الذكاء الاصطناعي الحالية تتفوق على التهديدات المستقبلية
30 نيسان 2025 , 10:14 ص

كشفت دراسة جديدة أجرتها جامعة زيورخ أن الناس يبدون قلقا أكبر تجاه المخاطر الحالية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، مثل التحيز والمعلومات المضللة وفقدان الوظائف، مقارنةً بالمخاطر الوجودية المستقبلية التي طالما حذر منها بعض الخبراء. وتأتي هذه النتائج استنادًا إلى استطلاع واسع شمل أكثر من 10,000 مشارك من المملكة المتحدة والولايات المتحدة.
- القلق يتركز على المشكلات الملموسة لا النظريات المستقبلية
بحسب الدراسة، يميز المشاركون بوضوح بين السيناريوهات النظرية بعيدة المدى والمشكلات الحقيقية التي يلمسون آثارها في الوقت الحاضر، ويولون اهتماما أكبر بالأخيرة، وبينما هناك اتفاق واسع على أن الذكاء الاصطناعي يحمل مخاطر كبيرة، إلا أن تفسير هذه المخاطر وأولويات التعامل معها تختلف بين من يركزون على التهديدات البعيدة ومن يركزون على التأثيرات الفورية.
- خطر الانحراف عن المشكلات الآنية
يحذر بعض الباحثين من أن التركيز الزائد على المخاطر الوجودية المثيرة، مثل إمكانية تدمير البشرية على يد أنظمة ذكاء اصطناعي خارجة عن السيطرة، قد يُشتّت الانتباه عن مشكلات عاجلة تحدث حاليًا، كتعزيز الخوارزميات للتمييز العنصري أو فقدان فرص العمل بفعل الأتمتة الذكية.
- تجارب واسعة النطاق لتقييم الوعي العام
قام فريق من علماء السياسة بجامعة زيورخ بإجراء ثلاث تجارب واسعة النطاق عبر الإنترنت، استهدفت أكثر من 10,000 شخص في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. تم تقسيم المشاركين إلى مجموعات عرضت عليهم سيناريوهات مختلفة: مجموعة شاهدت عناوين كارثية عن الذكاء الاصطناعي، وأخرى قرأت عن تهديدات حالية مثل التحيز والمعلومات الكاذبة، وثالثة طُرحت أمامها فوائد محتملة للذكاء الاصطناعي.
الهدف كان معرفة ما إذا كانت التحذيرات من كوارث مستقبلية تقلل من وعي الناس بالمشاكل الفعلية.
- الحاضر أولى بالاهتمام … ولكن المستقبل أيضا مهم
صرّح البروفيسور فابريتسيو جيلاردي من قسم العلوم السياسية في جامعة زيورخ: "تُظهر نتائجنا أن المشاركين قلقون بدرجة أكبر تجاه المخاطر الحالية التي يطرحها الذكاء الاصطناعي، مقارنة بالمخاطر الافتراضية المستقبلية."
ورغم أن التحذيرات من الكوارث الوجودية أثارت بعض الخوف، فإن القلق الأكبر بقي موجها نحو مشكلات ملموسة، مثل التحيز المنهجي في قرارات الذكاء الاصطناعي وتأثيره على سوق العمل، وتؤكد الدراسة أن الجمهور قادر على التمييز بين المخاطر النظرية والمشاكل الواقعية، ويتعامل مع كلا النوعين بجدية.
- دعوة لحوار شامل ومتوازن
تسدّ هذه الدراسة فجوة معرفية مهمة، حيث يُخشى في النقاش العام أن التركيز على سيناريوهات مثيرة وبعيدة المدى قد يضعف الوعي بالمخاطر العاجلة. إلا أن نتائج الدراسة تُظهر أن الوعي بالمشاكل الحقيقية يبقى قائما حتى عند التعرض لتحذيرات مروعة.
تقول المؤلفة المشاركة إيما هوز: "دراستنا تُظهر أن النقاش حول المخاطر طويلة الأجل لا يُفقد الناس تركيزهم على القضايا الحالية."
ويضيف جيلاردي: "يجب ألا يكون الخطاب العام على شكل (إما – أو)، بل من الضروري تبني فهم متوازن يقدّر التحديات الفورية والمستقبلية على حد سواء."


المصدر: SciTechDaily.com