سواء أطلقنا عليها "الكرش" أو "انتفاخ منتصف العمر"، فإن معظم الناس يلاحظون زيادة في محيط البطن مع التقدم في السن، رغم ممارسة الرياضة أو اتباع الأنظمة الغذائية. واليوم، يكشف العلم عن السبب الخفي وراء هذه الظاهرة.
- الخلايا الدهنية الجديدة: اكتشاف يغيّر المفهوم القديم
أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون في مركز "سيتي أوف هوب" الطبي بالتعاون مع جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس (UCLA) أنّ 80٪ من الخلايا الدهنية التي تم تحديدها لدى الفئران في منتصف العمر كانت خلايا جديدة كليًا. وهذا يناقض النظرية التقليدية التي تفترض أنّ الخلايا الدهنية القديمة فقط هي التي تكبر مع التقدم في السن.
- ظهور نوع جديد من الخلايا المسببة للسمنة
أثناء دراسة الفئران التي تبلغ 12 شهرا (ما يعادل 40 عاما بشريا تقريبا)، اكتشف العلماء نوعا جديدا من الخلايا الأولية الدهنية أطلقوا عليه اسم CP-A. تبدأ هذه الخلايا في الظهور خلال منتصف العمر وتتكاثر بسرعة لتتحول إلى خلايا دهنية ناضجة.
الخلايا CP-A موجودة أيضا لدى البشر
والمثير في الأمر أنّ العلماء وجدوا نفس الخلايا لدى البشر، إذ تبدأ بالازدياد مع التقدم في السن وتبلغ ذروتها في منتصف العمر قبل أن تبدأ بالانخفاض في مراحل لاحقة. هذه الخلايا تتركّز في الدهون الحشوية العميقة المحيطة بالأعضاء الداخلية، وهي الأخطر صحيًا.
- مستقبل LIFR: المفتاح المحرك لنمو الدهون
اكتشف الباحثون أنّ مستقبلا خلويا يُعرف باسم "مستقبل عامل تثبيط اللوكيميا" (LIFR) هو المسؤول عن تحفيز نشاط خلايا CP-A. وعند حجب هذا المستقبل بالأدوية لدى الفئران، توقفت عملية تراكم الدهون الحيوية.
- أمل جديد لمكافحة السمنة المرتبطة بالعمر
نُشرت نتائج الدراسة في مجلة Science، ما قد يمهّد الطريق لتطوير علاجات جديدة للوقاية من السمنة الناتجة عن التقدم في العمر، وتُعد الدهون الحشوية عاملا أساسيا في تطور متلازمة الأيض، وهي مجموعة من الحالات تشمل ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع السكر في الدم، زيادة الدهون حول الخصر، واضطرابات الكوليسترول – وجميعها تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري.
- دهون البطن: خطر يتجاوز المظهر الخارجي
تشير الدراسات إلى أنّ الأشخاص الذين يملكون نسبًا عالية من الدهون الحشوية يواجهون خطر الوفاة المبكرة، حتى وإن كان وزنهم العام ضمن المعدلات الطبيعية. لذلك، فإن مراقبة دهون البطن وإدارتها أمر بالغ الأهمية للصحة طويلة الأمد.
- آفاق علاجية واعدة في المستقبل
قد تتطلب بعض الحالات تدخلات طبية متخصصة، حيث يمكن أن تسهم الأدوية المستهدفة للدهون الحشوية أو لمساراتها الأيضية في إحداث فارق حقيقي. ويأمل العلماء أن يؤدي فهمهم المتزايد لدور خلايا CP-A ومستقبل LIFR إلى تطوير خيارات علاجية جديدة وفعالة
اقتباس من الباحثة:
قالت الدكتورة كيونغ (أنابيل) وانغ، الباحثة الرئيسية المشاركة في الدراسة وأستاذة في علم الغدد الصماء الجزيئية والخلوية في معهد أبحاث السكري والتمثيل الغذائي:
"تُبرز نتائجنا أهمية التحكم في تكون الخلايا الدهنية الجديدة للحد من السمنة المرتبطة بالعمر. وقد يؤدي فهم دور خلايا CP-A في الاضطرابات الأيضية إلى حلول طبية جديدة لتقليل دهون البطن وتحسين الصحة وطول العمر."