يوسف شرقاوي
على بلاطة، ولئلا ينشغل صحافيو المواسم بكتابة مقالات عن مايسمى التحرك العربي في هيئات الأمم المتحدة والعالم، والذي ستقوده دولا عربية إقليمة وتحديدا مصر، السعودية، و الأردن، و ربما السلطة الفلسطينية أيضا، للعمل على تحقيق حل "الدولتين" والذي أصبح خلف ظهر الشعب الفلسطيني، وأصبح أيضا في أرشيف التاريخ
تلك الدول، التي انشغلت "بفزاعة" تهجير الفلسطينيين، على حساب استمرار حرب الإبادة، وهذا أولا
أما ثانيا: إن كانت تعلم تلك الدول، والسلطة أيضا، أن تغيير ميزان القوى مع إسرائيل لصالح العرب هو الكفيل الأوحد لتحقيق أو فتح مسار حقيقي لتحقيق وتنفيذ هذا الحل المتآكل يوما بعد يوم، و تتجاهل ذلك، فالأفضل لها أن تعفي نفسها عناء هذا التحرّك
ثالثا : تلك الدول، زيادة على السلطة تعلم علم اليقين أن قوانين الصراع ومنذ الأزل ليومنا هذا الغير مدعومة وغير مسندة اسنادا حقيقيا بقوة عسكرية، أوقوة إقتصاد وازنة، وقوة صناعة حربية متقدمة مرتبطة بالذكاء الإصطناعي، وقوة إرادة، ستكون المعادلة مختلة لصالح القوة المحتلة أي إسرايل، ومن يتحالف معها عالميا، عسكريا واقتصاديا وسياسيا ودبلوماسيا
إن كان من ينوي القيام بهذا التحرك يعتقد بأن الصين وروسيا وبعض دول أوروبا التي وعدت قبل أشهر بالإعتراف بالدولة الفلسطينية، سيأتي عليها يوما ما تطالب دول العالم فرض تطبيق حل الدولتين بقوة البند السابع "للشرعية الدولية والأمم المتحدة ومجلس الأمن" بدون تغيير موازين القوى عربيا و اسلاميا، فهو يعلم علم اليقين أيضا أن اعتقاده هذا ضربا من التمني وفي غير محله
إن الصين، و روسيا، وبعض دول أوروبا عمليا وقفت موقف المتفرج اللا أخلاقي على إبادة الشعب الفلسطيني المستمرة الموثّقة والمتلفزة
أقول قولي هذا ردا على تفتق ذهن بعض وزراء عرب سبق وأن شغلوا في السابق مراكز سياسية ودبلوماسية مرموقة في بلداهم، ولهم خبرة متراكمة بتعقيدات الصراع العربي/الإسرائيلي، وتيقنوا سابقا باستحالة شق مسار حقيقي وجدي يؤدي لحل الدولتين، لكنهم حاليا يستسهلون امكانية رؤية نور هذا الحل
الواجب الحالي للسلطة الفلسطينية أن لا تبدد جهدها المتواضع بالوصول حلول افتراضية، بل عليها وتحت وطأة هذا الجحيم غير المسبوق والذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، أن تضع على رأس أولوياتها وقف حرب الإبادة أولا وفورا على الشعب الفلسطيني، وبعد ذلك لكل حادث حديث
على السلطة واجب مخاطبة التاريخ، فالسلطة الفلسطينية تعلم علم اليقين، وإن كانت لا تعلم عليها أن تعلم بأن مصر والسعودية قادرتان على وقف الحرب، ولكنهما غير راغبتان لأن الرسمية الفلسطينية وبرغم هول ماحدث، لا زالت لا تتجرأ على مخاطبة التاريخ

