كشفت دراسة علمية حديثة عن دور محوري لإنزيم ADAM19 في تنظيم الإشارات الالتهابية الناتجة عن الخلايا الهرمة داخل الأمعاء، وأظهرت النتائج أن تثبيط هذا الإنزيم في ذباب الفاكهة والفئران والخلايا البشرية أدى إلى تقليل الالتهاب ومظاهر الشيخوخة الخلوية، مما يمهّد الطريق لعلاجات جديدة تستهدف تعديل سلوك الخلايا بدلاً من القضاء عليها.
- اكتشاف علمي من معهد باك لأبحاث الشيخوخة
قاد البحث كل من الباحث سوديبتا بار، والمؤلفين المشاركين أميت شارما وبانكاج كاباهي من معهد Buck Institute، ونُشرت النتائج في مجلة Aging المتخصصة. وقد أظهرت الدراسة أن تثبيط ADAM19 خفّض الضرر المعوي والالتهاب في نماذج حيوانية وبشرية، مما يشير إلى استراتيجية علاجية واعدة تعتمد على قمع الإشارات الضارة الصادرة عن الخلايا الهرمة.
- الشيخوخة الخلوية وآثارها على الأمعاء
مع تقدم العمر، تتراكم أضرار الحمض النووي في الجسم مما يؤدي إلى تراكم خلايا هَرِمة تتوقف عن الانقسام وتُطلق جزيئات التهابية تعرف باسم الظاهرة الإفرازية المرتبطة بالشيخوخة (SASP). وفي هذه الدراسة، استخدم الباحثون ذباب الفاكهة لتحديد الجينات التي تؤثر على تلف الأمعاء الناتج عن الإشعاع، حيث تم اكتشاف جين يُدعى meltrin (النظير لإنزيم ADAM19 البشري). وعند تثبيطه، لاحظ العلماء انخفاضاً في نفاذية الأمعاء ومؤشرات الالتهاب والشيخوخة.
- تثبيط ADAM19: نهج "سينومورفي" واعد
من خلال التحليل البروتيني، وجد الباحثون أن إنزيم ADAM19 يسهم في تحرير بروتينات SASP من خلال شقها على سطح الخلية، مما يدل على دوره المباشر في تنظيم الإشارات الالتهابية. وعند تثبيطه، انخفضت مستويات 12 بروتيناً مرتبطاً بـالاستجابة المناعية، والالتهاب، وإعادة تشكيل الأنسجة، وهي عوامل مشتركة في أمراض مثل التهاب الأمعاء وداء كرون.
- نتائج مؤكدة على الفئران والخلايا البشرية
وللتأكد من النتائج على كائنات أخرى، استخدم الفريق دواء batimastat لتثبيط ADAM19 في الفئران، فلاحظوا تقوية لحاجز الأمعاء وانخفاضاً في مؤشرات الالتهاب بعد التعرض للعلاج الكيميائي. وتم تأكيد هذه النتائج على الخلايا البشرية، حيث أدى التثبيط إلى خفض علامات الشيخوخة مثل بروتينات SASP وإنزيم بيتا-غالكتوسيداز، أحد أبرز مؤشرات الشيخوخة.
- نحو مستقبل علاجي جديد لأمراض الشيخوخة
ما يميز هذا النهج أنه لا يقتل الخلايا الهرمة كما تفعل العلاجات "السينوليتية"، بل يحوّل سلوكها ويمنعها من إطلاق جزيئات ضارة، مما يجعله استراتيجية "سينومورفية" مبتكرة. ويعتقد الباحثون أن استهداف إنزيم ADAM19 قد يكون بوابة لعلاجات تحافظ على صحة الأمعاء وتقلل من التدهور المرتبط بالتقدم في العمر أو بالعلاجات القاسية.