ماذا لو قدر سورية و القرار
مقالات
ماذا لو قدر سورية و القرار " سوريسلافيا"...؟
علي وطفي
5 أيار 2025 , 21:11 م


ربما قضي الأمر و ما يجري مع السوريين و سوريتهم السايكسبيكية إلى إعادة التشكيل ، قد تكون مسالة وقت إلى ان يعلن دفنها بعد ان تثبت الخرائط الجديدة بغياب و عجز حكام العرب و بتغيب السوريين أنفسهم ، فهم في حالة انتظار اي شيء يوقف موتهم البطيء , كفروا بكل خطوط بلدهم الحمراء و المحرمات يبحثون عن اي امل للعيش الآمن. و الأمريكي و معه جيوشهم المحلية السورية بدأ ينتشر من قاعدته في التنف حيث يتمركز (جيشه السوري الحر ) الى مدينة"الضمير" ما بين تدمر و الشام و قرب سد تشرين و منطقة "كسب" بجوار الحدود مع تركيا و ليس بعيد عن قاعدة "حميميم" الروسية ، هو سلّف اردوغان الانقلاب في سوريا و أثنى على نجاحه في السيطرة تقريبا على البلد و اليوم استحق على اردوغان إعادة الدين لواشنطن التي غطت انقلابه على اتفاق"أستانا" و طعنه حلفائه روسيا و إيران .

هو سرطان يتمدد في الجسد السوري المتهالك الدامي، الجنوب السوري يمكن نسيانه بعد ان تركته السلطة المؤقتة بين انياب الكيان الإسرائيليد هرباً من بطش (دولته) المليشيوية و الشمال الشرقي خارج الجغرافية السورية منذ زمن و عمليا اصبح مستقل في الواقع ، يبقى الساحل المغدور به يعاني الموت البطيء أمنيا و اقتصاديا ما بين الوجود الروسي و ميلشيات تركية الاجنبية التي لاتعرف الرحمة و لا الإسلام يعيش معاناة و ضياع لا يحسد عليهما ، إلى أن يتم الاتفاق و على من سوف ترسو المناقصة، لان الصراع روسي- تركي في الكواليس و مع رغبة و حنين الى تراث الماضي و احتمال ضعيف ان تحصل على قطعة من جزء جزء الكعكة السورية إلا بقبول روسي وأمريكي ، ، وتذهب العاصمة دمشق مع جيب خغرافي باتجاه الشمال اي (جمهورية الشرع )/ ولاية تركيا فعلياً.

إنه السيناريو الاسود الذي يلوح في الافق اذا ما تم تثبيت خطط النفوذ القادم .. و لكم ان تتخيلوا وضع الشعب السوري بين كل هذه التجاذبات و مواقع النفوذ المتعددة الجنسيات لاشك هو الخاسر و التائه الاكبر .

نعايش اليوم نزعة جديدة في علم السياسة الدولية اي دخلنا في مصطلح جديد استراتيجي من تعدد القطبية الإستعمارية كل قطب له حسب قوة نفوذه متناسبة طرداً مع حالة تعدد الاقطاب الناشئة ، الفرق هو انهم يتقاسمون إرث الاستعمار الفرنسي البريطاني بعد تفرد امريكا و هيمنتها الكونية منذ تلاشي منظومة المعسكرين التي آمنا شي من التوازن و الحماية للانظمة الضعيفة في القرن الماضي.

سوريا موقع جيوستراتجي في قلب العالم ، اي ميزان النفوذ العالمي و عقدة التحكم بطرق الطاقة و الموارد منذ القدم تؤكدها مقولة روزفلت : "سورية الجغرافية عبارة عن حاملة طائرات طبيعية و غير قابلة الغرق ومن يقودها يتحكم بثروات العالم و نفوذه"

هذا كله يلخص ما يدور و يخطط له ما بين جلسات الامن الدولي التي قد تصل إلى خمس جلسات بينما تكون الكواليس قد حسمت توزع مناطق السيطرة ، الرعب و الخشية ان يتم رسمها بالدم و الدموع السورية من خلال تصاعد العمليات الانتقامية في مناطق معينة بهدف تثبيت هذه الحدود الجديدة السورية اي السبب و الحجة المباشرتين( سعيا ) لوقف حمام الدم المفتعل ، لان الادوات جاهزة لتلقي الاوامر

التمهيد لمثل هذا السيناريو الذي يؤدي بالضرورة إلى عزل او فصل المجتمع السوري جماعات و اعراق او مذاهب داخل كونتونات على الطريقة اليوغسلافية في مرحلة افول الحليف السوفيتي في بداية القرن الحالي و ضعف الوريث القانوني له اي روسيا الاتحادية حينها، التي رغم ضعفها قامت موسكو تحت ضغط من اللوبي العسكري الروسي الذي هدد الرئيس الروسي آنذاك إن لم يوافق على هذه العملية الخاطفة التي فاجأت الغرب و بيل كلينتون تحديداً الذي اعتبر ان روسيا اصبحت في الجيب الامريكي آنذاك ، تم الإنزال المظلي في مطار "برشتينا" قرب ما يعرف الان بالدولة الصريبة و بسبب هذا الحدث تدهورت بشكل غير مسبوق العلاقات الشهر عسلية مع نظام الرئيس بوريس يلتسين و إلى يومنا هذا.

بدأنا نلاحظ في مناطق الساحل السوري حركة دقيقة و حذرة من قبل القوات الروسية حيث بدات تخرج دوريات آلية و تتمدد في مساحتها الجغرافية بخطوات محسوبة و قابلة للتوسع مع غطاء جوي و مراقبة ما و على ما يبدو ستكون لموسكو اليد العليا في مناطق الساحل مع احتمال الصدام مع تركيا عبر ميليشيات مدعومة و ممولة منها التي بدات تتلقى انواع جديدة من السلاح بالمقابل هناك تواصل و تجهيز لوحدات من العسكريين السوريين السابقين مع قاعدة حميميم اي ان هناك شيء ما يتكون المرحلة المقبلة.

اما العرب و حكامهم و ما أدراك حالهم.. !؟ كالعادة ، مجرد صندوق تمويل و الاستثمار في التخريب و كوبارس أو صدى لكل ما يدور من حولهم ، مسلحين بمواقف و أسلحة من اناشيد و بيانات بمفاعيل نووية من الرفض و الاستنكار الانشائي الذي اصبح " تريندهم"بلا منافس و ثم التأكيد على وحدة سورية كغيرها من الدول (الشقيقة) و هذا إقرار منهم انها سوف تقسم و تتمزق هكذا اكدت لنا التجارب معهم الغير بعيدة إن في ليبيا ،الصومال ،السودان و اليمن وصولاّ إلى سورية ، تبين ان غالبيتهم يعملون جنود مجهولين في تفتيت الامة.

أما خرافة و وهم الحضن العربي الذي لم و لن يلد إلا العاهات السياسية وقراراتها الخلبية المخادعة ،كل يفتش عن مصالحه بين مشاريع السياسة الدولية يتنافسون على خدمة اجندة الاخرين يتصارعون و يحضرون المكائد فيما بينهم ، هذا الحضن قتل سورية (آخر الضحايا)و هم يشربون في السر نخب ضحيتهم و هذا المصير الكارثي الذي حل بها، لأن الاولوية بالنسبة لأصحاب هذا الحضن هو العمل ليل نهار حماية رؤوسهم السياسية من التدحرج بين أرجلهم ، لكن لن ينفعهم هذا الانبطاح و التذلل لأنه ببساطة ، عندما يؤذن الموذن لن ينفع هؤلاء الاغاني في الخدمة مثال (حسني مبارك في مصر وابن علي في تونس) عند العراب الخارجي.

كما انه من المفيد ان نسترجع الذاكرة القريبة لعلهم يعتبرون و لكن لا أمل في الاموات روحا حين نتذكر كلمات الراحل القذافي في قمة دمشق اعتقد في آذار 2008 عندما رسم العقيد ما هو آت علينا و المصير ينتظره مع أقرانه من الرؤساء و الحكام المزعجين بالنسبة لخطط "واشنطن و تل أبيب" كأولوية ، بينما هم جالسيين يستهذؤون و يقهقهون ما بين كلماته الموجهة إليهم و تكشف عن مصيرهم بالمباشر و بينما يحذرهم ،، اليوم تبين للجميع صحة قراءته الأحداث و صحة نبوآته لقد كان إما على علم أم انه (نوستراداموس) المنطقة ، عندما قرأ في فنجان هذه الامة المتهالكة التي نخر جسدها كل أوبئة الفرقة و العمالة و الخنوع ، أصحاب النوايا و خطط قوى النفوذ لإعادة السيطرة على العالم التي هي ايضاً تراكم قواها للوصول إلى ما رسمته لنا و للبقية في هذا الصراع المارثوني.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري