التحالفات الخليجية... بين مصالح الدولة ومآلات الأمة: قراءة استقصائية في الدور الإقليمي للسعودية والإمارات وقطر
مقالات
التحالفات الخليجية... بين مصالح الدولة ومآلات الأمة: قراءة استقصائية في الدور الإقليمي للسعودية والإمارات وقطر
16 أيار 2025 , 00:27 ص


إعداد: بدور الديلمي -اليمن

مقدمة:

تشهد المنطقة العربية والإسلامية منذ عقود سلسلة من التحولات الجذرية، كان من أبرز فصولها تزايد النفوذ السياسي والاقتصادي لدول الخليج، وعلى رأسها السعودية، الإمارات وقطر. تحالفاتٌ متشابكة، علاقاتٌ متقلبة، واتجاهاتٌ متناقضة أحياناً، أثارت تساؤلاتٍ عميقة لدى كثير من المراقبين حول الأدوار الحقيقية التي تلعبها هذه الدول: هل هي حريصة على وحدة الأمة ومصيرها؟ أم تُوظف إمكانياتها الضخمة في سياقات تتقاطع مع أجندات خارجية؟

السعودية والإمارات: من قيادة العالم الإسلامي إلى تقاطع المصالح مع واشنطن وتل أبيب؟

منذ سنوات، اتجهت السعودية والإمارات إلى تبني سياسات خارجية أكثر حدة، تجلت في تدخلات مباشرة وغير مباشرة في عدد من الدول العربية، من اليمن إلى السودان وليبيا. تحت عنوان "محاربة الإرهاب"، دعمت هذه الدول أطرافاً بعينها في الصراعات الإقليمية، في وقتٍ بدأت فيه علاقاتها بإسرائيل تأخذ طابعاً علنياً، سياسياً واقتصادياً.

في عام 2020، وقعت الإمارات اتفاق التطبيع الكامل مع إسرائيل، تبعها تقارب سعودي-إسرائيلي معلن، وإن لم يُترجم حتى الآن إلى اتفاق رسمي. يصف منتقدون هذا الانفتاح بأنه انخراط في "المشروع الصهيوني الغربي" لتفكيك البنية العقائدية والسياسية للعالم الإسلامي، بينما تراه الحكومات خطوات ضرورية نحو الاستقرار والتنمية.

قطر: لاعب مزدوج أم صوت مغاير؟

على النقيض من السعودية والإمارات، تبنت قطر سياسة خارجية أكثر مرونة، عبر دعم حركات الإسلام السياسي، والانخراط في وساطات إقليمية. يرى البعض في قطر دولة تسعى لموازنة القوى الخليجية، بينما يعتبرها آخرون شريكاً غير مباشر في المشاريع الغربية عبر منصات إعلامية وسياسات ناعمة.

المخطط الماسوني: حقيقة أم نظرية مؤامرة؟

يُكثر الخطاب الشعبي من الحديث عن "مخطط ماسوني" لتفكيك الأمة الإسلامية ونهب ثرواتها. وبينما تفتقر هذه الادعاءات إلى وثائق رسمية تؤكد وجود تنظيم عالمي بهذا الاسم ينفذ مخططاً منظماً، فإن واقع السياسات الغربية، وخاصة الأمريكية، في الشرق الأوسط يظهر نمطاً من الاستغلال الممنهج للثروات والاضطرابات.

نهب الثروات: شراكات اقتصادية أم تبعية؟

من مبيعات الأسلحة إلى الاستثمارات الأجنبية، تبدو اقتصادات الخليج منفتحة على الغرب أكثر من أي وقت مضى. بينما تُبرر هذه الدول ذلك بضرورة تنويع الاقتصاد والتحول عن الاعتماد على النفط، يرى محللون أن الصفقات الكبرى، خاصة في مجال الطاقة والتكنولوجيا، تُدار لصالح الشركات الغربية العملاقة، فيما تتراجع استفادة المواطن الخليجي والعربي.

خاتمة:

يبقى التساؤل مشروعاً: هل تتجه بعض الدول الخليجية نحو إعادة تعريف مفهوم "الأمة الإسلامية" وفقاً لمصالحها الضيقة؟ أم أن التحديات العالمية تفرض تحالفاتٍ اضطرارية؟ في غياب الشفافية والمساءلة الشعبية، تبقى الشعوب هي الضحية، وثرواتها هي الثمن في لعبة المصالح الكبرى.

بقلم الاعلامية /بدور الديلمي -اليمن

المصدر: موقع إضاءات الإخباري