إعدام ميت... فيلم أم حقيقة
مقالات
إعدام ميت... فيلم أم حقيقة
حليم خاتون
17 أيار 2025 , 10:43 ص

كتب الأستاذ حليم خاتون:

من سوف يقوم بإعدام العميل محمد صالح؟

لم يكن محمد صالح أول عميل؛ ولن يكون الأخير بكل تأكيد...

لكن ضربة محمد صالح كانت موجعة جدا لأنه من قلب حزب الله، ومن الذين استطاعوا الصعود على ظهر الدين والعقيدة للنيل من الدين والعقيدة...

إنها قصة الكشميري في إيران تعيد نفسها بشكل أكثر بشاعة...

من سوف يقوم بإعدام عشرات، مئات وحتى آلاف العملاء في لبنان؟...

نحن نعيش في زمن سيادة ثقافة العمالة...

زمن الهزيمة يتواءم مع زمن العمالة؛ هذه هي المعادلة...

نحن دخلنا عصر زمن الهزائم، فإذا العملاء منتشرون في كل بلاد العرب:

من الخليج إلى المحيط...

كميات من أولاد العهر لا حصر لهم...

المشكلة الأساسية لا تكمن فقط في ثقافة العمالة على الرغم من استفحال هذا الأمر في لبنان والعالم العربي الى درجات لا مثيل لها في الأمم الأخرى...

اذا صدقنا أن الكراهية للشيعة وصلت عند العرب إلى درجة عشق إسرائيل ونتنياهو وبقية السفاحين، فإن ما يحدث في فلسطين من إبادة مع كل الاحتفالات في الخليج بترامب وكأن الدنيا بألف خير يحمل على وضع مليون علامة استفهام على نهائية تكوين هذه الأمة الملعونة...

أمة ملعونة أجلست على رأسها كلاب التكفير من جماعة ب"الذبح جيناكم"...

الجولاني ليس التكفيري الوحيد...

الجولاني نسخة مشوهة من أهل التكفير في النظام الرسمي العربي المشبع بالكفر والتكفير...

بشار "المجرم" لم يوقع!...

لكن الجولاني "النبيل" إبن النبلاء!سوف يوقع...

كما كل حكام العرب من أهل الذل والنخاسة...

بالذبح جيناكم...

شعار حكام العرب العلني منذ اليوم...

أين هي خير الأمم التي أخرجت إلى الناس؟

اذا كان العرب هم المقصودون بذلك؟

فبئس العرب، وبئس الخير في الأمم...

أما إذا كان المسلمون هم المقصودون بذلك، فلا كان المسلمون، ولا كان هناك إسلام يذكر...

إذا كانت مورغان أورثاغوس تجد في لبنان من أولاد الزانية ما يكفي من المصفقين، فإن كثرة أولاد الزانية من المحتفلين في العالمين العربي والإسلامي بالسيد الأميركي يبعث على الغثيان...

المشكلة الاساسية هي فعلا في سياسة التهاون مع ظاهرة العمالة اكثر منها في فعل العمالة نفسه...

العميل عند العرب، ملكا كان أم رئيسا أو مجرد ضابط كلب إبن كلب لم تلده أم، ولا جاء من نطفة أب...

عملائنا هم كبار الأمة منذ عهد من خان النبي وأهل بيت النبي إلى اليوم...

تعيش بيئة المقاومة في لبنان أزمة حادة جدا لم يقم اكتشاف خلايا العملاء إلا بزيادة حدة هذه الأزمة...

رغم كل المظاهر الخارجية التي توحي بسير الأمور بشكل طبيعي، وتصرف حكومة نواف سلام وكأن العالم بألف خير، إلا أن هذا يشبه إلى حد بعيد هدوء ما قبل العاصفة، هدوء ما قبل الانفجار الكبير...

الكل ينفخ في الوضع...

الغرب؛ العرب؛ حكومة ما تحت الاحتلال الأميركي...

عملاء حزب القوات، حكومة فيشي لبنان، نواف سلام...

الكل يفترض أن المقاومة ماتت...

هل ماتت المقاومة فعلا؟

أم أن الذي مات هو نهج محاولة احتواء الأزمات ومنع الحلول والتردد المميت الذي سيطر على قيادة حزب الله طيلة الفترة السابقة...

بيئة حزب الله غاضبة جدا...

بيئة حزب الله إذا انفجرت هذه المرة لن يبقى إبن "مرا" في لبنان بمنأى عن التداعيات...

المجنون الذي سيحاول التروي في قصف حيفا وتل أبيب وكل فلسطين المحتلة سوف ترفسه أقدام الغاضبين...

المجنون الذي سوف يحاول تهدئة الخواطر سوف تمزقه رصاصات المجاهدين الذين يريدون محاكمة كل أولئك الذين هربوا من الميدان ولم يقاتلوا...

مع كل تصريح لقواتي او أي إبن زانية آخر، يندفع الوضع أكثر نحو الانفجار...

البيئة غاضبة ليس فقط من الآخرين...

البيئة غاضبة من القيادة التي تهاونت مع العملاء بعد التحرير سنة الفين...

البيئة غاضبة من القيادة التي تهاونت مع العملاء بعد السابع من أيار...

البيئة غاضبة من القيادة التي كانت تلقي القبض على الجواسيس بعد السابع من أكتوبر ثم تسلمهم للجيش الذي يسلمهم بدوره للسفارة الأميركية في بيروت التي تعيدهم معززين مكرمين إلى أوطانهم...

اذا كانت قصة العميل محمد صالح قد فعلت شيئا، فإنها قد دفعت المنطقة برمتها إلى عصر الانفجار الكبير...

حتى متى يمكن للوضع تحمل هذا الضغط الهائل...

هناك في لبنان من يراهن على اميركا؛ هؤلاء هم الأكثر سذاجة...

لكن هناك من يراهن على إسرائيل؛ بل هناك من يراهن على التكفيريين في سوريا...

عندها سوف يختلط الحابل بالنابل...

الوضع الطائفي هش إلى أبعد الحدود...

كلٌ ينفخ على أمل الوصول إلى الانفجار الذي يلائمه...

لكن الضغط الذي يُمارَس على الشيعة سوف يؤدي إلى انفجار كل الطوائف بلا استثناء...

الذي يعتقد أن المسيحيين سوف يكونون بمنأى عن هذا الانفجار العظيم واهم...

التشققات سوف تطال كل الطوائف، مسيحيين، وسُنّة ودروز...

انفجار الوضع في لبنان سوف يؤدي إلى انفجار كل المنطقة...

اذا كان حزب الله قد أخطأ حين حاول ضبط مستوى الحرب منذ السابع من أكتوبر وحتى وقف النار، فإن في حزب الله من يتمرد فعلا على هذه القرارات الهمايونية التي أدت الى الكارثة...

من يعتقد أن هذه الازمة سوف تنتهي إلى ما يشبه ظواهر الأمور مخطئ جدا...

المنطقة كلها على كف عفريت...

لو مهما فعل الأميركيون، ومعهم كل زبانية النظام الخليجي؛ سوف تنفجر في وجه الجميع ليس لأن الشعوب العربية سوف تنتفض...

الميت لا ينتفض...

سوف تنفجر الأمور لأن إسرائيل لا تعبأ بكل هذه الأموات، أنظمة وشعوبا...

لم يخطئ الدكتور جورج حبش حين راهن على صلف ورعونة إسرائيل التي لن تعطي العرب أي شيء حتى لو زحفوا على بطونهم استعطاء، وعلت أصوات تمجيد هؤلاء العبيد من العربان لأميركا وترامب...

لن تعطيهم إسرائيل ولا أميركا أكثر من بعض الشعير لكي يستمروا في خدمة النظام الصهيوني العالمي...

لكن الطباخ الذي يظن إنه يسيطر على سير الأحداث سوف يفاجأ...

قيادة الميدان الآن لم تعد في أيدي وزراء ونواب أثبتوا عقم التجربة الماضية التي لم تعرف ان تسير إلى الأمام حين وجب ذلك...

أميركا!

انتظري...

يا حكام العرب...

سوف ترون فعلا قبل ان تسمعوا...

إنا قادمون!

المصدر: موقع إضاءات الإخباري