أعلن فريق من الباحثين في جامعة "تشيرنيشيفسكي" الحكومية الوطنية الروسية عن تطوير خلية عصبية اصطناعية منخفضة التكلفة، قادرة على محاكاة آلية عمل الخلايا العصبية الحقيقية، وقد جاء هذا الإعلان عبر المكتب الإعلامي لوزارة التعليم والعلوم في روسيا، مشيرا إلى أن هذا الابتكار قد يُحدث نقلة نوعية في مجالات الذكاء الاصطناعي وعلوم الأعصاب.
- محاكاة النبضات الكهربائية الدماغية
وأوضح الفريق البحثي أن الخلية العصبية الجديدة تعمل على توليد نبضات كهربائية تماثل تلك التي تستخدمها الخلايا العصبية البيولوجية للتواصل فيما بينها، ويعتمد الابتكار على دائرة إلكترونية فريدة من نوعها، تضم وحدة ديودات غير متناظرة تتيح إمكانية تعديل تردد النبضات وتشكيل الإشارات بحسب الحاجة، وتتميز هذه الخلية ببساطة تصميمها، إذ تتألف من 7 عناصر فقط، وهو ما يجعلها أبسط مرتين من النماذج السابقة التي تتطلب 14 عنصراً.
- تطبيقات واعدة في الطب والروبوتات
وفقا للبروفيسور فلاديمير بونومارينكو، قائد الفريق البحثي، فإن هذا الابتكار لا يقتصر على دراسة الشبكات العصبية فحسب، بل يمتد إلى تطوير الأطراف العصبية الاصطناعية، حيث يمكن استخدام هذه الخلايا كغرسات تحل محل الخلايا العصبية التالفة. كما تُعد الخلية الجديدة خطوة متقدمة في تصميم أنظمة استشعار ذكية للروبوتات، مما يعزز من قدراتها التفاعلية والمعرفية.
- التوازن بين التعقيد والدقة
وأشار المطورون إلى أن النماذج الإلكترونية المتوفرة حالياً إما أنها بسيطة جداً ولا تحاكي العمليات البيولوجية بدقة، أو أنها معقدة ومكلفة، أما الخلية العصبية الروسية الجديدة، فهي تمثل "الحل الوسط" المثالي، حيث تجمع بين دقة المحاكاة وسهولة الإنتاج والتكلفة المنخفضة.
يعمل الفريق حالياً على تطوير شبكة متكاملة من هذه الخلايا العصبية الاصطناعية، ما يتيح لهم محاكاة الحالات العصبية المعقدة في الدماغ البشري، ويأمل العلماء أن يسهم هذا التطور في فهم أفضل للأمراض التنكسية العصبية مثل الزهايمر والباركنسون، بالإضافة إلى دعم تصميم حواسيب عصبية أكثر كفاءة وتقنيات طبية مستقبلية متقدمة.
- دعم حكومي للبحث العلمي
وقد حظي هذا المشروع بدعم مالي من صندوق العلوم الروسي، في خطوة تعكس التزام الدولة بتعزيز الأبحاث العلمية الرائدة في مجالات الذكاء الاصطناعي والطب العصبي.