مزار سيدة لبنان في حريصا.. جوهرة روحية
منوعات
مزار سيدة لبنان في حريصا.. جوهرة روحية
20 أيار 2025 , 14:29 م

يقع مزار سيدة لبنان في حريصا على تلة مشرفة على خليج جونيه شمال العاصمة بيروت، وهو واحد من أهم المراكز الدينية والسياحية في لبنان والعالم العربي، يمثّل هذا المزار تكريمًا خاصًا للسيدة العذراء مريم، وهو مقصد للمؤمنين من مختلف الطوائف والأديان، كما يُعدّ رمزا للسلام والتلاقي الروحي والثقافي في لبنان.
- موقع استراتيجي يطل على الجمال اللبناني
يرتفع المزار حوالي 650 مترا فوق سطح البحر، ويوفر إطلالة بانورامية خلابة على البحر الأبيض المتوسط والجبال المحيطة. يمكن الوصول إليه بعدة طرق، أبرزها التلفريك الشهير من جونيه إلى حريصا، والذي يمنح الزائر تجربة سياحية رائعة تجمع بين المشهد الطبيعي وروحانية المكان.
- تمثال سيدة لبنان: رمز روحي وهندسي
يتوسط المزار تمثال ضخم للسيدة العذراء مصنوع من البرونز المطلي باللون الأبيض، يبلغ ارتفاعه حوالي 8.5 أمتار، ويرتفع مع قاعدته الحجرية إلى أكثر من 20 مترا، تمّ تشييده عام 1908 بمبادرة من البطريرك الماروني إلياس الحويك، احتفالًا بخمسين عامًا على إعلان عقيدة الحبل بلا دنس.
التمثال يتخذ شكل العذراء مريم باسطة ذراعيها نحو مدينة بيروت، في رمز للحماية والسلام، وقد أصبح نقطة حجّ سنوية للمؤمنين الذين يتوافدون من مختلف أنحاء لبنان والعالم.
- الكنائس المحيطة والمنشآت الدينية
حول التمثال، توجد كنيسة صغيرة قديمة تقع داخل قاعدة التمثال، تُقام فيها القداديس والصلوات اليومية، كما يضم المجمع بازيليك سيدة لبنان الحديثة، وهي صرح معماري رائع بُني لاحقا لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الحجاج.
يُشرف على المزار رهبان جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة، الذين يسهرون على صيانته وتنظيم الفعاليات الروحية والثقافية فيه.
- دور مزار سيدة لبنان في السياحة الدينية
يشكل المزار محطة رئيسية في السياحة الدينية في لبنان، إذ يستقطب سنويًا مئات الآلاف من الزوار، لا يقتصر استقبال المزار على المسيحيين فقط، بل يعتبر أيضا مقصدا للعديد من المسلمين والملحدين والباحثين عن السكينة الروحية أو الاستمتاع بالمناظر الخلابة.
تُقام فيه احتفالات وطنية ودينية كبرى، أبرزها عيد سيدة لبنان في أول أحد من شهر مايو، حيث تُقام مسيرات وصلاة المسبحة بمشاركة حشود غفيرة من الزوار.
- الأهمية الوطنية والرمزية
يُعتبر مزار سيدة لبنان في حريصا رمزا للوحدة الوطنية والعيش المشترك، وقد زاره العديد من الشخصيات العالمية، من بينهم البابا يوحنا بولس الثاني عام 1997، والرئيسات والملوك من مختلف البلدان.
كما يمثل المزار نقطة التقاء بين الأديان، وتجسيدا لرسالة لبنان التاريخية كأرض للحوار والانفتاح والتسامح.
- تجربة الزائر: ما الذي يمكن فعله في حريصا؟
إضافة إلى الزيارة الروحية، يقدم مزار سيدة لبنان للزوار تجارب متنوّعة تشمل:
ركوب التلفريك من جونيه وصولا إلى حريصا
الاستمتاع بالمطاعم والمقاهي المطلة على البحر
زيارة المتاجر الصغيرة التي تبيع تذكارات دينية ومصنوعات يدوية
التأمل في الحدائق الهادئة المحيطة بالكنيسة
التقاط الصور البانورامية من على الشرفة المطلّة على خليج جونيه.
- الوصول إلى مزار سيدة لبنان
بالتلفريك: من محطة جونيه الساحلية إلى أعلى التلة في حريصا
بالسيارة: عبر طريق جبيل – بيروت السريع، ثم صعودا نحو تلة حريصا
سيرًدا على الأقدام: لمسافات قصيرة من الموقف العام القريب من المزار.
- خاتمة: زيارة لا تُنسى بين الروح والجمال
إنّ زيارة مزار سيدة لبنان في حريصا ليست مجرد تجربة دينية، بل هي رحلة تأملية في قلب الجمال اللبناني، حيث يلتقي التاريخ بالإيمان، وتخاطب الأرض السماء في مشهد قلّ نظيره. سواء كنت مؤمنا أو سائحا أو باحثا عن السكينة، فإن هذا المزار سيمنحك تجربة استثنائية تُخلّد في الذاكرة.


المصدر: Yajnoub