كشف فريق من العلماء عن وجود صدع جيولوجي غير مرئي يمتد لمسافة تقارب 1500 كيلومتر من جنوب شرق تركيا إلى إيران، حيث يقع على عمق يتراوح بين 3 و4 كيلومترات أسفل سلسلة جبال زاغروس شمال العراق، هذا الاكتشاف يُعد خطوة كبيرة نحو فهم تحركات الصفائح التكتونية التي قد تُغير شكل الخارطة الجغرافية مستقبلاً.
- تركيا على مفترق صفائح: الموقع يحدد المصير
تقع تركيا في موقع فريد بين ثلاث صفائح تكتونية رئيسية: صفيحة الأناضول، والصفيحة العربية، وصفيحة أوراسيا. وبسبب تصادم هذه الصفائح، تتعرض تركيا لضغوط جيولوجية متواصلة تسبب نشاطاً زلزالياً ملحوظاً في المنطقة.
ويؤدي هذا الضغط إلى انزلاق صفيحة الأناضول نحو الغرب بمعدل يتراوح بين 2 و3 سنتيمترات سنوياً مما يعني أنه على المدى البعيد، تبتعد تركيا تدريجياً عن الشرق الأوسط وتتحرك صوب البحر الأبيض المتوسط.
- إغلاق البحر الأبيض المتوسط ... والتقارب مع ليبيا
حسب توقعات الجيولوجي البروفيسور جلال شنغور، فإن استمرار هذا التحرك الجيولوجي سيفضي إلى إغلاق البحر الأبيض المتوسط خلال نحو 10 ملايين سنة، وهو ما سيجعل تركيا وليبيا دولتين متجاورتين فعلياً.
شنغور أوضح أن هذه الظاهرة ليست معزولة، بل تأتي في سياق تحولات كونية أوسع تشهد فيها الأرض تكوّن قارات موحدة على فترات زمنية طويلة.
- أوروبا في مهب التحول ... وأمريكا وآسيا على مسار تصادم
لم تقتصر نتائج هذه التحولات على منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إذ توقّع شنغور أن تكون أوروبا من أكثر المناطق تأثراً، مشيراً إلى احتمالية تفكك القارة إلى جزر متباعدة، مع تحوّل أوروبا الغربية إلى جزيرة منعزلة.
أما على الجانب الآخر من الكرة الأرضية، فقد أشار إلى احتمال تصادم قادم بين قارات أمريكا وآسيا في العصور الجيولوجية المقبلة.



