هل بدأت الحرب بين مافيا إعلام التطبيع ومافيا تهريب الدواء؟
مقالات
هل بدأت الحرب بين مافيا إعلام التطبيع ومافيا تهريب الدواء؟
حليم خاتون
24 أيار 2025 , 09:31 ص

كتب الأستاذ حليم خاتون:

بثت تلفزيون الجديد في لبنان أمس تحقيقا عن عمليات تهريب وفساد بطلتها على ما يبدو سيدتان تعملان في مجال استيراد الأدوية وأدوات التجميل الى لبنان...

قام بمتابعة القضية على الهواء الإعلامي هادي الأمين في محاولة للإيحاء بعدم وجود اية صلة بين الحرب القائمة منذ فترة بين جماعة التطبيع في تلفزيون الجديد، وجماعات احتكار البث الفضائي في مناطق الضاحية والجنوب والبقاع...

الإعلامي هادي الأمين ليس سوى الواجهة التي تخفي فريق كرمى الخياط وجوزيفين ديب وزوجها الكاوبوي رياض قبيسي...

بدأت القضية مع إقفال قناة الحرة التابعة للمخابرات المركزية الاميركية أبوابها بعد فشلها في استقطاب شريحة مهمة من المشاهدين العرب أمام نجاحات شاشات عربية أخرى مثل "الحدث" و"العربية" السعوديتان، وال MTV اللبنانية والى حد ما الجزيرة القطرية( التي تضرب ضربة على الحافر وضربة على المسمار) في قيادة قاطرة التطبيع والسلام مع إسرائيل...

اراد تلفزيون الجديد فتح خط على واشنطن للفوز بحصة في كعكة هذا التطبيع وهذا السلام الإبراهيمي المغمس بدم الفلسطينيين واللبنانيين بعدما شعر بأن نتائج الحرب كانت انتصارا كبيرا لمعسكر إسرائيل وحلف الناتو على محور إيران وحلفائها في المنطقة، على الأقل حتى اليوم...

كعربون على صدق نوايا تلفزيون الجديد بالتخلي النهائي عن اية صلة بالقضية الفلسطينية الا بما يرضي أميركا ولوبي التطبيع والإبراهيمية، قامت السيدة كرمى الخياط إبنة صاحب تلفزيون الجديد، تحسين الخياط، بالطلب إلى السيدة جوزيفين ديب زوجة الكاوبوي رياض قبيسي، المعروفة بصلاتها بجهات أميركية غير محددة ببث مقابلة مع الداعية الى السلام مع إسرائيل طوني بولس تطاول فيها على الطائفة الشيعية في لبنان وحاول الدس في مسألة ضريح الشهيد السيد حسن نصرالله وفقا لطلب من قائدة قافلة التطبيع والإبراهيمية والخراب في عالمنا العربي، دولة الإمارات التي تقول إنها عربية...

كان هذا البث مجرد عربون قبل أن تقوم السيدة جوزيفين ديب بتمهيد زيارة لكرمى الخياط إلى واشنطن وتكريس انتقال شركات الخياط التي تسيطر على نسبة من الإعلام الخاص وشركات الكهرباء الخاصة المنتشرة حيث يوجد نفوذ طاغي أميركي مثل العراق ولبنان؛ انتقال هؤلاء الى الضفة الأميركية...

لقد اعتبر تلفزيون الجديد ان شركات احتكار البث الفضائي المذكورة أعلاه جزء من جماعات تتبع بشكل غير مباشر إلى حركة أمل، وتحديدا إلى الوزير الأسبق السيد علي حسن خليل، وإن هذه الشركات قد بدأت حربا على الأخطبوط المالي الفاسد التابع لتحسين الخياط، لذا وحب الرد...

إلى أين سوف تقود هذه الحرب؟

الرجاء الشعبي هو في توسع هذه الحرب، وقيام الطرفين بنشر غسيلهما الوسخ على الملأ...

الطرفان يرتبطان بشكل من الأشكال بمنظومة الفساد التي قادتها الولايات المتحدة الأميركية عبر النظام اللبناني، ورياض سلامة وحفنة من رجال المصارف والاعمال في لبنان والعالم العربي، والتي وقع فيها أناس وطنيون أرادوا الربح السريع دون خيانة فكانت النتيجة أن تقول لهم أورثاغوس أن كعكة المال الحرام تتضمن الخيانة حكما...

كرمى وتحسين الخياط حسما الأمر وقررا الإنضمام إلى منظومة الخيانة باسم العروبة الحضارية والحضن العربي الذي يضم اطفال غزة الى صدره بقدر من القوة تؤدي الى خنقهم حتما...

بعض جماعات الفساد المالي في التهريب في لبنان لا تزال تتمسك بحب المال الحرام وتحاول جاهدة عدم الوقوع في حبل الخيانة والتطبيع...

هذا لا يستوي...

يكفي هنا اقتباس أقوال المناضل الأممي أرنستو تشي غيفارا الذي ترك السلطة والوزارة والجاه والمال وراح يتنقل من قارة إلى أخرى لمحاربة الامبريالية إلى أن ارتقى خلال احد الاشتباكات مع عملاء المخابرات المركزية الأميركية...

بين الموت في سبيل الوطن، وركوب قطار الخيانة، اختار تشي الوطن...

تحسين وكرمى اختارا هما أيضا الانضمام الى قافلة عملاء اميركا في المنطقة رغم علمهما ان لا فرق بين أميركا واسرائيل كما دلت الحرب الاخيرة...

ماذا عن مافيا التهريب؟

اللجوء إلى جورجيا، وكر المخابرات الأميركية لا يبشر بحسن الفطنة والتدبير...

مصير الخونة لن يتأخر...

هناك دائما رودريغيز على المفرق...

بعد كارلوس وأوكاموتو وغيرهم من المناضلين الأمميين،

هناك وديع حداد آخر على الطريق...

حليم خاتون

المصدر: موقع إضاءات الإخباري