هل يمكن للتوتر أن يسبب السكتة الدماغية؟
منوعات
هل يمكن للتوتر أن يسبب السكتة الدماغية؟
24 أيار 2025 , 13:15 م

تُعدّ السكتة الدماغية واحدة من أبرز أسباب الوفاة والإعاقة في الولايات المتحدة، وغالبا ما ترتبط بعوامل خطر شائعة مثل ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، والتدخين. غير أن هناك عاملا آخر غالبا ما يُغفل عنه: التوتر المزمن.
يقول الدكتور كيرتس بينيش، المدير الطبي لمركز السكتات الدماغية الشامل في جامعة روشستر: "من الصعب رسم خط مباشر بين حدث مرهق وسكتة دماغية، لكن عند دراسة أعداد كبيرة من الناس، نجد ارتباطًا إحصائيًا واضحا بين التوتر المزمن وزيادة خطر السكتة الدماغية".
- كيف يزيد التوتر المزمن من خطر السكتة الدماغية؟
نعم، يمكن للتوتر المزمن أن يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وإن لم يكن بشكل مباشر. يوضح الدكتور بينيش أن التوتر طويل الأمد يسهم في عوامل الخطر الشائعة مثل:
ارتفاع ضغط الدم
ضعف جودة النوم
العادات الصحية السيئة
الالتهابات الجهازية المزمنة
هذه العوامل، بمرور الوقت، تؤدي إلى تصلب الشرايين (تصلب الأوعية الدموية)، مما يزيد من خطر السكتة الدماغية الإقفارية، وهي النوع الأكثر شيوعا.
ويضيف الدكتور بينيش: "ليس لدينا جهاز لقياس التوتر كما هو الحال مع جهاز ضغط الدم، لكننا نعلم أن المستويات المرتفعة من التوتر المزمن ترتبط بمعدلات أعلى من السكتة الدماغية وأمراض القلب".
- ماذا يحدث في جسمك عند التعرّض للتوتر؟
عندما تشعر بالتوتر، يفرز جسمك هرمونات التوتر مثل الإبينفرين (الأدرينالين) والكورتيزول، هذه الهرمونات مفيدة على المدى القصير، فهي تساعدك على الاستجابة للخطر، لكنها تصبح ضارة عند ارتفاعها بشكل دائم. إذ يمكن أن:
ترفع ضغط الدم
ترفع مستويات السكر في الدم
تعزز الالتهاب
تزيد من ميل الدم للتجلط
جميع هذه العوامل تسهم في تلف الأوعية الدموية، وبالتالي زيادة خطر السكتة الدماغية.
- هل يمكن لحدث مفاجئ أو صادم أن يسبب سكتة دماغية؟
على الرغم من أن التوتر المزمن يرتبط أكثر بالسكتات الدماغية الإقفارية، إلا أن هناك أدلة على أن التوتر الحاد المفاجئ—مثل التعرض للعنف أو حوادث السير أو الكوارث الطبيعية—قد يزيد من خطر الإصابة بسكتة دماغية نزفية (نزيف في الدماغ).
يقول الدكتور بينيش: "نشاهد هذه الاستجابات الحادة بشكل أكبر في الحالات القلبية، مثل النوبات القلبية أو متلازمة القلب المنكسر، أما في السكتات الدماغية، فهي أقل شيوعا، لكن في حال وجود ضغط دم مرتفع وأوعية دموية هشة، يمكن أن يُحدث التوتر الشديد حدثا نزفيًا".
من هم الأشخاص الأكثر عرضة لمخاطر التوتر؟
تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص من الطبقات الاجتماعية والاقتصادية المنخفضة قد يكونون أكثر عرضة لخطر السكتة الدماغية المرتبطة بالتوتر، بسبب عوامل مثل:
عدم الاستقرار المالي
السكن غير الآمن
محدودية الوصول إلى الرعاية الصحية
يقول الدكتور بينيش: "الشخص الذي لا يقلق بشأن ثمن البيض قد لا يشعر بالضغط ذاته، لكن الشخص ذو الميزانية المحدودة يعاني من قلق يومي متكرر، وهذا التوتر المزمن يؤدي إلى مضاعفات صحية مع مرور الوقت".
- كيف يؤثر التوتر على نمط حياتك ويزيد من خطر السكتة؟
يتسلل التوتر إلى تفاصيل الحياة اليومية، مما يدفع البعض إلى تبني عادات غير صحية تزيد من خطر السكتة الدماغية، مثل:
اتباع نظام غذائي غير صحي
قلة النشاط البدني
التدخين أو الإفراط في شرب الكحول
النوم السيئ
عدم الالتزام بالأدوية
تجنّب زيارة الطبيب
كل هذه العادات تؤدي إلى تفاقم عوامل الخطر الرئيسية، كارتفاع ضغط الدم والسكري وارتفاع الكوليسترول.
- هل يمكن لتقليل التوتر أن يمنع السكتة الدماغية؟
رغم أن التوتر لا يُدرج عادة كعامل خطر رئيسي في الإرشادات الطبية الخاصة بالسكتة الدماغية، إلا أن التحكم فيه ضروري لصحة القلب والأوعية الدموية.
يقول الدكتور بينيش: "إذا لم تكن تنام جيدا، ولا تتناول طعامًا صحيًا، ولا تهتم بنفسك، فذلك يعني أن التوتر يؤثر على صحتك بوضوح".
- نصائح عملية لإدارة التوتر والوقاية من السكتة الدماغية
يوصي الخبراء بالبدء بخطوات بسيطة تُحدث فرقا كبيرا، مثل:
ممارسة هواية تجلب لك السعادة، كالمطالعة أو البستنة أو قضاء الوقت مع العائلة
تجربة تقنيات التأمل أو اليقظة الذهنية
التحدث إلى طبيب أو مختص نفسي إذا كان التوتر خارج السيطرة
ويضيف الدكتور بينيش:"لا يمكنك السيطرة على كل شيء، لكن يمكنك التحكم في قراراتك اليومية الصغيرة التي تدعم صحتك".
سواء أكان ذلك عبر المشي، أو الحصول على قسط كافٍ من النوم، أو الحديث مع شخص موثوق، فإن إدارة التوتر تمثل جزءا أساسيا من رعاية القلب والدماغ والجسم ككل.

المصدر: sciencealert