كتب عصام سكيرجي:
لقد وصلت سلطة سايغون الفلسطينيه الى مازقها المحثوم , بجميع الاحوال هذا الامر كان متوقعا منذ بداية انخراط هذه الشريحه فى ما يسمى بمشاريع التسويه , فمنذ البدايه كان واضحا جدا غباء المفاوض الفلسطينى وغباء الشريحه التى يمثلها .
هذا الغباء الذى تجلى بالجهل الكامل لمعنى التفاوض والجهل بالقرارات الدوليه او ما يسمى بالشرعيه الدوليه , بدءا من قرار التقسيم ومرورا بقرارى 242 و 338 .
لقد قامت شرعية الكيان دوليا بناء على قرار التقسيم وبالحدود المقرره بقرار التقسيم , حيت جاء اعتراف الامم المتحده بالكيان على اساس هذه الحدود المقرره بقرار التقسيم , وكان الاعتراف مشروطا بالانسحاب الى هذه الحدود وعودة اللاجئين , هذا الشرط الذى لم يتحقق لغاية اليوم , وهذا بحد ذاته يطعن بشرعية الاعتراف الاممى بالكيان .
فماذا فعل المفاوض الفلسطينى , بدلا من الذهاب للمطالبه بتنفيذ الشق الثانى من قرار التقسيم , اى الاعتراف بالدوله الفلسطينيه وبالحدود المقرره بقرار التقسيم , ذهب هذا المفاوض ليفاوض على اساس قرار 242 والذى صدر بعد عدوان 67 ويتحدث هذا القرار عن مساحه تقل عن خمس مساحة الوطن الفلسطينى , وهذا كان اول الغباء . اما ثانى الغباء فياتى فى تفاصيل التفاوض حيث ان هذا المفاوض جعل سقفه لا يتجاوز حدود قرار 242 , والتفاوض من حيث المبداء يعنى الاستعداد المسبق للتنازل عن السقف المطروح , وهنا تبرز ملامح التنازل بدايه من الاستقلال المنقوص والمنزوع السياده , وذلك يظهر عند الحديث عن الكونفدراليه الثنائيه او الثلاثيه , والدويله منزوعة السلاح , واختزال حق العوده بالحديث عن الحل العادل لمشكلة اللاجئين , والتخلى عن السياده على المعابر الحدوديه .
كل ما سبق يدفعنا للتساؤل , هل كان الامر فى اوسلو يتعلق بغباء المفاوض الفلسطينى . ام ان الامر يتعدى ذلك ليصل الى حد الخيانه المسبقه مع سابق الاصرار .
ملاحظه ..حديثنا عن قرار التقسيم هنا لا يعنى قبولنا بهذا القرار , فايماننا مطلق بالوطن الفلسطينى وبالحدود التاريخيه لهذا الوطن , وما ذكر قرار التقسيم الا للدلاله على الغباء السياسى للمفاوض الفلسطينى . كل ما سبق يؤكد ان البديل الثورى هو ضروره وطنيه وحق مشروع لشعبنا الفلسطينى لتستمر شعلة النضال حتى تحرير كامل التراب الوطنى . اما القيادات المنهزمه والمازومه فقد انتهى دورها ولا مكان لها فى مستقبل شعبنا الفلسطينى .