كتب الأستاذ ابراهيم سكيكي:
مقالات
كتب الأستاذ ابراهيم سكيكي: "لبنان بين هزالة الضعف وعناصر القوّة".
ابراهيم سكيكي
26 أيار 2025 , 10:21 ص


ويستمر كيان العدو بالِاعتداء على قرانا،وعلى أهلنافي الجنوب، وعلى شبابه خاصة، حتى الغرف الجاهزة لتقدم أبسط الخدمات في هذه القرى الأمامية لا تسلم من وحشية هذا العدو، وكل هذا بعدالإتفاق على وقف إطلاق النار لتطبيق القرار 1701.

إنّ قرى الحافة الأمامية التي إستباحها العدو، ولا يزال يُمارس مراجله عليها،انتقاماًمن بطولات مجاهديها الذين أذاقوا ضباطه وجنوده ودباباته مرارة تحقيق أي تقدم أو انتصار، بل أذاقوه هزيمةً شنيعة.وهذا ماكان يردده دا ئماً، سماحةُ الشهيد الأسمى قائد المقاومة السيد حسن نصر الله،الميدانُ ثمّ الميدان،لأنه كان يعرف تماماً بطولات هؤلاء عزمَ وبطولات المجاهدين الذين قلّ نظيرهم في العالم، شجاعة وبطولة حرفيتين في القتال، رغم كل التقنيات والأقمار الصناعية، ومساعدةٍ غربيةٍ بأنواع الأسلحة المتطورة، وبعضُها محرّمٌ دوليّا،ً ولولا هذا الصمودُ الإسطوريُّ للمجاهدين، في قرى الحافة الأمامية، لما رضخ هذا العدو وطلبَ وقف إطلاق النار.

ثمّ ماذا بعدُ في الداخل اللبناني، والدولةِ التي من واجباتها حمايةُ الوطن والمواطن، عبر الجيش اللبناني الطيب المظلوم والمحروم، حتى من وسائل الدفاع عن نفسه وحتى الشكوى لحفظ الحقوق، باتت لا تُستخدَمُ عند أهل السياسة في لبنان، إذ جرتِ العادةُ عند أهل الحكم، أن يتقدّموا بشكوى ضدّ الِاعتداءات الإسرائيلية على لُبنان للأمم المتحدة، ما أوصلنا إلى مرحلة أصبح الكثير من الجو السياسي في البلد قلبه بخِسَّتِهِ وحقارته، يتعاطفُ مع العدوِّ بدل أن يتعاطف مع وطنه و أهله.

منذ زمن طويل خلصنا من مهزلة قوة لبنان في ضعفه، ووصل هذا اللبنان، بمقاومته الشريفة، إلى أن يُؤرِّق عيش هذا الكيان ومستوطنيه.

ما يؤسف له هو أنّ أهل الحكم عندنا، ومعهم بقايا قوة لبنان في ضعفه، من سياسيين وإعلاميين أو ماريُعرفُ بجماعة الطبل والزمر بحصريّة السلاح، يريدون أخْذَ لبنان إلى هذا الضعف المُفرِط، لأنهم أصلاً لم يكونوا يوماً مع لبنان القويّ، وكانت تنغّصهم ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة.

الآن المعوَّلُ على حكمة فخامة الرئيس، في تدوير الزوايا، بين من يُريد أخذ لبنان إلى موقع الهزالة، وبين من يُريد بقاء لبنان بعناصر القوًة التي تحميه، من اعتداءات مستقبليّة مُحْدِقةٍ به من أكثر من جهة.

أيضاً ليت عالمنا العربي يبقى معتزاً بما نشاهده في اليمن الّذي رغم قلة إمكاناته، يُحاصرُ هذا الكيانَ في الجو والبحر مواجهاً كل البوارج الأمريكية التي أتت لفك الحصار عنه، حيث أعطب خمسة منها، وآخرها حاملة الطائرات ترومان التي عادت إلى أمريكا منكسة، بعد معاناة الرعب التي وصل إلى سقوط عددٍ من طائرات أف 18 عنها في البحر.

وتبقى مسؤوليةُ الحكم في لبنان البحث، مع أي جهة تريد المساعدة، عن تمويلِ إعادةِ إعمارِ ما دمّره العدوان الإسرائيلي الوحشي، وفي حال التلكؤ والخضوع لشروط المبعوثين والمبعوثات، يُخشى أن يكون هذا الملفُّ عاملاً لعدم الِاستقرار في لبنان.. لأنه يعني لأهالي القرى اللبنانية، خاصة المدمّرة منازلُ سُكّانها أن تبقى محرومة من العودة إليها، وهذا ما لايرضاهُ الناسُ الشُّرفاء.

المصدر: موقع إضاءات الإخبراي