اختبار دم مبتكر لكشف ألزهايمر مبكرا
منوعات
اختبار دم مبتكر لكشف ألزهايمر مبكرا
29 أيار 2025 , 14:31 م

تمكّن باحثون من "كلية كيك للطب" التابعة لجامعة جنوب كاليفورنيا من تطوير اختبار دم جديد يُعرف باسم "اختبار الساندويتش المناعي الخماسي لمرض الزهايمر" (5ADCSI)، قادر على قياس خمسة مؤشرات حيوية رئيسية مرتبطة بالمرض في تحليل واحد، هذا الابتكار قد يُمهد الطريق لتشخيص مبكر وأكثر دقة، باستخدام معدات متوفرة في معظم المختبرات الطبية، وبتكلفة منخفضة نسبيا.
- أكثر من مجرد تحليل: خمسة بروتينات حاسمة في اختبار واحد
يركز الاختبار على قياس البروتينات التالية:
Aβ40 وAβ42 (نوعان من أميلويد بيتا)
Tau الفسفوري
السلسلة الخفيفة من الخيوط العصبية (NfL)
البروتين الحمضي الليفي الدبقي (GFAP)
تُظهر هذه البروتينات تراكما تدريجيا في الدماغ مع تقدم مرض الزهايمر، ويمكن اكتشافها في الدم قبل ظهور الأعراض السريرية بسنوات. ويُعد اختبار 5ADCSI قادرا على الكشف عن هذه التغيرات بدقة، بفضل تقنية xMAP® التي تعتمد على خرزات مشفرة بالألوان تلتقط هذه البروتينات ثم تُحلل ضوئيا.
- فعالية مؤكدة عبر التجارب الأولية
في دراسة أولية نُشرت في "مجلة ألزهايمر"، أُجري الاختبار على 63 عينة دم توزعت بين مرضى ألزهايمر، وأشخاص يعانون من ضعف إدراكي طفيف (MCI)، ومشاركين أصحاء، أظهر المصابون بالزهايمر أعلى مستويات من المؤشرات الحيوية، تلاهم مرضى MCI، ثم الأصحاء أبرز هذه المؤشرات كان بروتين p217Tau، الذي أظهر ارتباطا قويا بالحالة.
وللتأكيد، قارن الباحثون نتائج الدم بنتائج سائل الدماغ الشوكي (CSF)، ووجدوا ترابطًا متوسطًا إلى قوي، ما يدل على دقة الاختبار في رصد التغيرات المبكرة.
- سهولة التطبيق في المختبرات حول العالم
أشار الدكتور إبراهيم زاندي، أستاذ مشارك في علم الأحياء الدقيقة الجزيئية والمناعة وقائد الدراسة، إلى أن هذا الاختبار يمتاز بإمكانية تطبيقه على نطاق واسع، بفضل استخدامه تقنيات متوفرة حاليًا في مختبرات الجامعات والمستشفيات والعيادات، وهو ما يفتح الباب أمام اعتماده كتحليل دوري يشبه اختبارات الكوليسترول أو السكر، مما يُساعد في الوقاية من ألزهايمر عبر التدخلات المبكرة مثل التمارين الرياضية أو التعديلات الدوائية.
- من أداة بحثية إلى وسيلة سريرية
نشأ اختبار 5ADCSI كحل بحثي لحاجة علمية، حيث كان الدكتور كريستوفر بيم من كلية دورنسيف في جامعة USC يبحث عن وسيلة منخفضة التكلفة لقياس المؤشرات الحيوية المرتبطة بالتدهور المعرفي. وقام زاندي بتطوير هذا الاختبار ليلبي تلك الحاجة، قبل أن يتطور المشروع ليصبح أداة سريرية واعدة.
يعمل الفريق حاليًا على اختبار فاعلية التحليل عبر مئات المرضى بمراحل مختلفة من ألزهايمر، ويأملون في استخدامه مستقبلاً ضمن نظام شامل لتقييم خطر الإصابة بالزهايمر، يتضمن أيضا تحليلا جينيا للطفرة APOE4 المرتبطة بالمرض.
- رؤية مستقبلية لتحسين الصحة الدماغية عالميا
يتطلع الباحثون في جامعة USC إلى تعميم هذا الاختبار عالميًا، لا سيما أنه لا يتطلب تقنيات متقدمة أو مكلفة، مما يجعله ملائمًا للدول ذات الموارد المحدودة، ويهدف المشروع في المستقبل إلى دمج هذا التحليل ضمن فحوصات روتينية تساعد في تقييم الصحة الدماغية، والحد من التأثير المتزايد لمرض الزهايمر على المجتمعات.

المصدر: SciTechDaily.com