قد يصبح بإمكانك في المستقبل القريب وضع رقعة صغيرة على جلدك في المنزل لتعرف ما إذا كانت تلك البقعة الغريبة هي سرطان جلد أم لا، هذه هي الرؤية الطموحة لتقنية جديدة طورها باحثون في جامعة ميشيغان، تُعرف باسم ExoPatch، وهي رقعة سيليكونية صغيرة مزودة بإبر دقيقة مصممة لاكتشاف مركّبات حيوية تشير إلى وجود سرطان الجلد.

- كيف تعمل الرقعة الذكية؟

تعتمد رقعة ExoPatch على آلية فريدة لا تتطلب سحب دم. تحتوي على هلام يجذب ما يُعرف بـ الإكسوسومات — وهي جزيئات دقيقة تُفرزها خلايا الجلد وتحتوي على أجزاء من المادة الوراثية، والتي قد ترتبط بوجود السرطان.

عند إزالة الرقعة، تُوضع في محلول حمضي يُحرر الإكسوسومات، ثم تُغمس شريحة اختبار في هذا المحلول. تماما كما في اختبارات كوفيد المنزلية، يظهر خطان في حال وجود علامات ميلانوما، بينما يظهر خط واحد إذا لم تكن هناك إشارات على المرض.

- دقة واعدة دون ألم أو دم

أوضح فريق البحث أن الإبر الصغيرة على شكل نجمة تجعل الثقب غير مؤلم تقريبا، إذ لا تخترق سوى الطبقة العليا من الجلد (البشرة)، دون الوصول إلى الشعيرات الدموية أو سحب أي دم.

وقالت البروفيسورة سنيثا ناغراث، أستاذة الهندسة الكيميائية والمشاركة في الدراسة: "الشخص ذو البشرة الفاتحة والنمش يحتاج اليوم إلى زيارة الطبيب كل ستة أشهر لإجراء خزعة. أما مع هذه الرقعة، فيمكنه إجراء الاختبار في المنزل والحصول على نتيجة فورية، ليُراجع طبيب الجلدية فقط إذا ظهرت نتيجة إيجابية."

- تجارب ناجحة على الفئران والبشر في الطريق

أثبتت التجارب على الفئران أن الرقعة قادرة على التمييز بدقة بين الجلد السليم والمصاب بسرطان الجلد، حيث أظهرت العينات التي تحوي خلايا ميلانوما بشريّة خطوط اختبار أكثر قتامة بمقدار 3.5 مرة مقارنة بالعينة السليمة.

وصرّحت ناغراث قائلة: "هذه أول رقعة صُمّمت لالتقاط الإكسوسومات المرتبطة بمرض معيّن من السوائل تحت الجلد. التطبيقات المستقبلية لهذه التقنية هائلة."

من المقرر أن تبدأ قريبا دراسة تجريبية على البشر تسبق التجارب السريرية الكاملة، ومع أن نتائج الدراسات على الحيوانات لا تُترجم دائمًا بنفس الدقة إلى البشر، إلا أن المؤشرات الأولية واعدة للغاية.

يُذكر أن المشروع حظي بتمويل من المعاهد الوطنية الأميركية للصحة، وتقدّم فريق البحث بطلب لحماية حقوق الملكية الفكرية عبر براءة اختراع.