هل نولد طيبين وهل يمكن تعلم التعاطف؟ العلم يجيب
دراسات و أبحاث
هل نولد طيبين وهل يمكن تعلم التعاطف؟ العلم يجيب
31 تموز 2025 , 14:28 م

كشفت دراسة نفسية حديثة من جامعة جنوب كاليفورنيا أن الدماغ البشري قادر على تعلّم التعاطف ، تماما كما يتعلم ردود الفعل الشرطية.

فإذا بدأ الإنسان يشعر بالسعادة عندما يرى الآخرين سعداء، فإن قدرته على التعاطف تنمو تلقائيا، ويبدأ في اعتبار سعادة الآخرين بمثابة مكافأة شخصية له.

تجربة نفسية تحاكي تجارب بافلوف

أجريت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Psychological Science، تحت إشراف الأستاذ المساعد في علم النفس ليئور هكيل، وتضمنت سلسلة من التجارب الذكية التي تقيس مدى استجابة الدماغ لسعادة الآخرين.

في التجربة، عُرضت على المشاركين رسوم متحركة تُظهر شخصية تمر بمواقف مختلفة، مثل اللعب مع كلب أو السقوط من دراجة، بعد كل مشهد، كان يُعرض على الشاشة إن كان المشارك قد ربح أو خسر نقاطا.

عندما يصبح فرح الآخرين مربحا يتعلم الدماغ التعاطف

إذا ارتبط ربح النقاط بلحظات فرح الشخصية، فإن الدماغ يبدأ بربط سعادتها بالمكافأة الذاتية، وعندما توقفت الجوائز لاحقا، استمر المشاركون في التعاطف مع الشخصية، بل حاولوا إسعادها حتى لو تطلّب ذلك التضحية بنقاطهم الخاصة.

البيئة التعاونية تعزز التعاطف والبيئة التنافسية تضعفه

توضح النتائج لماذا يظهر التعاطف بسهولة في البيئات التعاونية مثل الفريق أو العائلة أو الفصل الدراسي، حيث يكون نجاح الآخر مفيدا للجميع.

أما في البيئات التنافسية، حيث يعني فوز أحدهم خسارة الآخر، فإن هذا النوع من الربط لا يتكوّن بسهولة، وبالتالي تقل الاستجابة التعاطفية.

التعاطف مهارة تُكتسب وليست فطرة فقط

يرى الباحثون أن هذه النتائج قد تساهم في تصميم ذكاء اصطناعي أكثر إنسانية، قادر على الاستجابة العاطفية للسياقات الاجتماعية.

لكن الأهم من ذلك هو ما تذكّرنا به هذه الدراسة: التعاطف ليس مجرد سمة فطرية، بل يتأثر بشدة بالبيئة التي نعيش فيها، ويمكن تنميته وتدريبه بطرق علمية.

المصدر: mail.ru