دواء جديد يقدم تسكينا قويا للآلام دون أي آثار جانبية
منوعات
دواء جديد يقدم تسكينا قويا للآلام دون أي آثار جانبية
1 حزيران 2025 , 11:36 ص

نجح علماء من كلية الطب بجامعة ديوك في تطوير دواء جديد يحمل اسم SBI-810، قادر على تخفيف الألم بشكل فعّال دون التسبب في الإدمان أو الأعراض الجانبية الخطيرة التي تُميز العقاقير الأفيونية.
ينتمي هذا المركب إلى فئة جديدة من الأدوية الذكية التي تعمل بطريقة أكثر دقة، حيث يستهدف مستقبلا عصبيا محددا يُعرف باسم مستقبل النيورتنسين 1 (NTSR1)، الموجود في الخلايا العصبية الحسية والحبل الشوكي.
- آلية عمل دقيقة تمنع الإدمان وتُعزز الأمان
على عكس الأدوية الأفيونية التي تؤثر في العديد من المسارات العصبية وتُحدث شعورا بالنشوة مما يزيد خطر الإدمان، يركز SBI-810 على مسار إشاري واحد في الجهاز العصبي، وهذا الاستهداف المحدد يُمكّنه من توفير الراحة من الألم دون التسبب في الشعور بالنشوة أو الحاجة المتزايدة للجرعة، أي دون تطور التحمل الدوائي.
وقد أظهرت التجارب المخبرية المبكرة التي أُجريت على الفئران أن SBI-810 يملك فعالية عالية في تخفيف الألم عند استخدامه بمفرده. كما وُجد أنه يُعزز تأثير الجرعات الصغيرة من الأفيونات عند استخدامه معها، مما يفتح المجال لتقليل الجرعة الأفيونية المطلوبة وبالتالي تقليل أضرارها. 

- خالٍ من الإمساك والتحمّل الدوائي: مزايا كبيرة للمريض 
صرّح الدكتور رو-رونغ جي، أستاذ التخدير وعلم الأعصاب في جامعة ديوك والمشرف على البحث، بأن "ما يجعل هذا المركب مثيرا للاهتمام هو أنه مسكن فعّال للألم وغير أفيوني في آنٍ معا."
كما أشار إلى أن SBI-810 لم يُظهر الآثار الجانبية الشائعة المرتبطة بالأفيونات، مثل الإمساك أو تطور التحمل الدوائي، وهي من أبرز المشاكل التي تجبر المرضى على زيادة الجرعة تدريجيا مع مرور الوقت.
- نحو تجارب سريرية على البشر
لا يزال المركب في مراحله الأولية من التطوير، لكن فريق الباحثين في جامعة ديوك يخطط للانتقال قريبا إلى التجارب السريرية على البشر، وقد حصلوا بالفعل على عدة براءات اختراع لحماية هذا الاكتشاف.
تأتي هذه الجهود في وقت يُعد فيه البحث عن بدائل آمنة للأفيونات أمرًا ملحًّا، إذ لا تزال المواد الأفيونية مسؤولة عن أكثر من 80,000 حالة وفاة سنويًا في الولايات المتحدة، في حين يعاني ثلث السكان من آلام مزمنة تتطلب علاجا مستمرا.
- خيار علاجي آمن للآلام الحادة والمزمنة
يأمل الباحثون أن يُمثل SBI-810 خيارا علاجيا آمنا لكل من الآلام الحادة مثل تلك الناتجة عن العمليات الجراحية، والآلام المزمنة مثل آلام الأعصاب المرتبطة بداء السكري.
ويُستخدم الدواء تقنية تُعرف باسم التحفيز الموجّه (Biased Agonism) لتفعيل إشارة عصبية محددة تُسمى β-arrestin-2، وهي مسؤولة عن تخفيف الألم، مع تجنب تنشيط الإشارات التي تؤدي إلى الآثار الجانبية أو الإدمان.
وبحسب الدكتور جي، فإن المستقبل المستهدف "يُعبّر عنه في الخلايا العصبية الحسية، وكذلك في الدماغ والحبل الشوكي، مما يجعله هدفا واعدا لعلاج الألم الحاد والمزمن."
أداء متفوق مقارنة بالعلاجات الحالية
في التجارب الحيوانية، أثبت SBI-810 فعالية عالية في تخفيف الألم الناتج عن الشقوق الجراحية، وكسور العظام، وإصابات الأعصاب. كما قلّل من علامات الانزعاج التلقائي مثل الاحتماء بالأطراف وتعابير الوجه المؤلمة.
وعند مقارنته بعقار أوليسيريدين، وهو نوع حديث من الأفيونات يُستخدم في المستشفيات، تفوّق SBI-810 في بعض الحالات، مع أعراض جانبية أقل وضوحا.
كما تفوق على جابابنتين، الدواء الشائع لعلاج آلام الأعصاب، دون أن يُسبب النعاس أو مشاكل في الذاكرة، وهي آثار جانبية غالبا ما ترافق استخدام جابابنتين.
- ثورة جديدة في طب الألم
من خلال قدرته على التأثير المزدوج في الجهاز العصبي المركزي والطرفي، قد يُحدث مركب SBI-810 نقلة نوعية في علاج الألم، إذ يجمع بين الفعالية العالية والأمان الدوائي، مما يجعله خيارا جديدا يوازن بين تسكين الألم وتفادي أضراره المعتادة.

المصدر: sciencealert