فوائد الأطعمة الغنية بالفلافونويدات.. تعزيز الشيخوخة الصحية
منوعات
فوائد الأطعمة الغنية بالفلافونويدات.. تعزيز الشيخوخة الصحية
5 حزيران 2025 , 12:09 م

هل يمكن أن يساعدك كوب الشاي اليومي أو حفنة من التوت في التقدّم في العمر بطريقة أكثر صحة؟ تشير دراسة علمية جديدة إلى أن الأطعمة الغنية بالفلافونويدات، مثل الشاي الأسود، والتفاح، والحمضيات، قد تساهم في تقليل مخاطر الضعف الجسدي، والانحدار العقلي، واختلال الوظائف البدنية مع التقدم في العمر.
فقد كشفت دراسة طويلة الأمد أن الأطعمة الغنية بالفلافونويدات مثل التوت والشاي قد تساهم في تقليل الضعف الجسدي، وتعزيز الصحة النفسية، ودعم الوظائف الجسدية لدى كبار السن.
ووفقا لبحث مشترك أجرته جامعة إدث كوان (Edith Cowan University)، وجامعة كوينز في بلفاست، وكلية الصحة العامة بجامعة هارفارد، فإن تناول الشاي الأسود، والتوت، والفواكه الحمضية، والتفاح بانتظام قد يساهم في تعزيز الشيخوخة الصحية، فقد توصل العلماء إلى أن الأطعمة الغنية بالفلافونويدات تساعد في تقليل مخاطر الضعف الجسدي، وتدهور القدرات البدنية، والمشكلات النفسية مع التقدم في السن، وتُعد هذه المركبات الطبيعية، الموجودة في العديد من الفواكه والخضروات الملونة، مفتاحًا مهمًا للحفاظ على القوة والنشاط واليقظة الذهنية في مراحل العمر المتقدمة.
وفي هذا السياق، قالت الدكتورة نيكولا بوندونو، المحاضِرة المساعدة في جامعة إدث كوان: "إن الهدف من الأبحاث الطبية لا يقتصر على إطالة عمر الإنسان فحسب، بل يهدف أيضًا إلى ضمان بقاء الأفراد بصحة جيدة لأطول فترة ممكنة".
وأضافت: "نعلم من دراسات سابقة أن الأشخاص الذين يتناولون كميات أكبر من الفلافونويدات يعيشون لفترة أطول، ويكونون أقل عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة الرئيسية مثل الخرف، والسكري، وأمراض القلب، وتُظهر دراستنا أن تناول الفلافونويدات مرتبط بتحسُّن جودة الشيخوخة". 
أجريت الدراسة على بيانات مستخلصة من 62,743 امرأة و23,687 رجلا على مدى 24 عاما، وتبين أن النساء اللاتي كان لديهن أعلى معدلات تناول للفلافونويدات كنّ أقل عرضة للإصابة بالضعف الجسدي بنسبة 15%، وباختلال في الوظائف البدنية بنسبة 12%، وبالمشكلات النفسية بنسبة 12%، مقارنة بالنساء اللاتي تناولن أقل كميات من هذه المركبات.
وعلى الرغم من أن النتائج كانت أكثر وضوحا بين النساء، إلا أن الرجال الذين تناولوا كميات أكبر من الفلافونويدات كانوا أيضا أقل عرضة للإصابة بالمشكلات النفسية.
وقالت البروفيسورة آيدن كاسيدي من جامعة كوينز في بلفاست، وهي المؤلفة الرئيسية للدراسة:
"من المعروف أن الفلافونويدات تقلل من الإجهاد التأكسدي والالتهابات، وتدعم صحة الأوعية الدموية، بل وتساهم في الحفاظ على كتلة العضلات الهيكلية – وكلها عوامل مهمة في الوقاية من الضعف الجسدي والحفاظ على الوظائف البدنية والصحة العقلية مع التقدّم في العمر".
وأشارت كاسيدي إلى أن الاستهلاك المنتظم للأطعمة الغنية بالفلافونويدات – مثل التوت، والتفاح، والنبيذ الأحمر، والبرتقال، والشاي – قد يساهم بشكل كبير في دعم الشيخوخة الصحية من خلال تقليل خطر الضعف الجسدي، والتدهور البدني، والاضطرابات النفسية.
وأوضحت أن الفروقات الأقوى التي لوحظت لدى النساء قد تعود إلى اختلاف فترات المتابعة بين المجموعتين، وليس بالضرورة إلى اختلافات بيولوجية بين الجنسين، وهي نقطة لا تزال بحاجة إلى مزيد من الدراسة.
- تغييرات بسيطة، لكن تأثيرها كبير
وقد خلُصت الدراسة إلى أن المشاركين الذين زادوا من استهلاكهم للأطعمة الغنية بالفلافونويدات بمقدار ثلاث حصص يوميا، كانوا أقل عرضة للإصابة بالمشكلات المرتبطة بالتقدّم في السن بنسبة تراوحت بين 6% و11% لدى النساء، بينما انخفض خطر الإصابة بالمشكلات النفسية لدى الرجال بنسبة 15%.
وقال البروفيسور إريك ريم من كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد: "تؤكد هذه النتائج مجددا على أن التعديلات البسيطة في النظام الغذائي يمكن أن تُحدث تأثيرا كبيرا في جودة الحياة بشكل عام، وتُسهم في تعزيز الشيخوخة الصحية لدى الأفراد".

المصدر: SciTechDaily.com