٧/٦/٢٠٢٥
كتب الدكتور ميخائيل عوض
١
غزة ولبنان تحت الاعتداءات وحرب التدمير والإفناء كما يديرها نتنياهو،
فيخوضها حرباً وجودية وحاول تسميتها بحرب يوم القيامة.
الأمة والمسلمون في احتفالية عيد الأضحى المبارك أعاده الله على الجميع بالخير والبركات.
غزة ولبنان ضحية الاعتداءات الظالمة والتوسعية، يفرضها نتنياهو على هواجسه ويخوضها بلا هوادة غير متهيب أو متحسب من ضغوط أو اجراءات تلزمه بوقفها.
من أين له هذه الثقة؟ ولماذا يده مطلقة؟ أليس من فاعل او فواعل توقف وتضع حداً لإجرامه!؟
٢
غزة في وقفة العيد قدمت التضحيات لالعشرات شهداء وجرحى وأُزيلت أحياء على مذبح حريتها وكرامتها.
ولبنان تعرض لعدوان في عاصمته استهدف عشرات الأبنية فدمرها وشرد عائلاتها بتعسف وبلا مبرر أو ذريعة.
ربما يستعرض نتنياهو عضلاته للترهيب؟
وقد يفعلها للهروب من أزماته ومن خطر تفكك حكومته؟
أو يبعث برسائل يمهرها بالدماء البريئة وأملاك البشر وجنى أعمارهم؟
وليس ببعيد أنه يستهدف تعزيز مكانة وتطمين جهات لبنانية ترتعد فرائصها من التحولات الجارية في غير صالحها ولا تنسجم مع مشروعاتها ورهاناتها؟ فليس عابرا ان العدوان ترافق مع حملة اعلامية تبرره وتتهم السلاح بغير وجه حق نفتها التقارير وبيان الجيش؟
وقد ارتعدت فرائصها من زيارة الرئيس لبغداد وزيارة وزير الخارجية الإيرانية للبنان بعد مصر وتكليف الوزير حمية مستشارا للقصر للإعمار؟
٣
العرب والمسلمون نظم وشعوب لاهون ومنشغلون.
الإدارات الأوروبية فاعليتها صوتية، وشعوبها تناصر بما توفر لها.
أمريكا منشغلة بأزماتها وبإخفاقات ترمب في أولوياته؛ حرب أوكرانيا والملف النووي الإيراني والحرب التجارية ووقف مذبحة غزة. ويزيد من ارتباكها جديد الصراع بين فاعلين غريبَي الأطوار إيالون ماسك والرئيس ترمب كمقدمة لحرب مع شركات التكنولوجيا.
٤
لله حكمته ورمياته...
فغزة عازمة على الصمود والتحمل والقتال الاستبسالي، بل وتقديم نموذج يلوي عنق التاريخ ويسطر تجربة غير مسبوقة وينتزع انتصارات باهرة لا ولم تخطر ببال أو مخيلة.
وهي تجوع ومشردة وبلا مأوى وتحت نيران الإبادة والتدمير أنتجت رجال أساطير هم رجال الله في الميدان.
أعدوا بوعي وبخبرة وبقدرات إبداعية كمائن ومجموعات تبلي وتوقع خسائر نوعية بقوات النخبة، وتفرض على نتنياهو التزامات ويعجز جيشه عن تجاوزها. فعربات جدعون دمرت، وعجز جيشه عن التقدم والاحتلال والتثبت، أو اصطياد أسرى وجثث. ويتكلف غالياً في زمن تقترب حكومته من السقوط بسبب العجز ونقص العديد البشري وتمرد الاحتياط والجنود والضباط. فحربه الوجودية تسوق إسرائيل الى نهايتها بحسب كبار القادة والخبراء.
غزة في الأضحى تضحي بلا حساب وتبدع وتؤلم وتمنع نتنياهو من تحقيق أهدافه وأوهامه ولن تعطيه فرصة أن ينفذ برأسه وبجلده من الحساب.
٥
لبنان يتمخض وتتحول فيه الإرادات والتوازنات وقد يُفاجِئ...
وسبق لمقاومته أن صنعت المستحيلات، وانتزعت انتصارات إعجازية وإلهيه.
في تطورات نوعية دالة ومؤشرات على تحولات هامة بادر الجيش لنزع ذريعة نتنياهو وكشف الأكاذيب، فأعلم اللجنة الخماسية ومارس مهمته وأرسل جنده لتفحص الأبنية والتأكيد على أنها مدنية لا بنية عسكرية فيها، فرفضتها إسرائيل ودمرت ولم تتحرك الخماسية لتمارس وظيفتها التي أنشأت لإنجازها.
ثم أصدر الجيش بياناً عالي الأهمية والقيمة في زمانه وصيغته، وحذَّر من أنه قد لا يتعامل بعدها مع الخماسية. فوضعها أمام المهمة أو السقوط، وترافق تصرف الجيش مع إصدار بيان من القصر الرئاسي وآخر من رئيس الحكومة، وألزِم وزير الخارجية بتصريح يدين الاعتداءات.
موقف الجيش وتصرفه وبيانه وبيانات الرؤساء تطور نوعي ومؤشر على تحولات ذات تأثيرات هامة، وفيها استحضار للثلاثية الذهبية شعب وجيش ومقاومة.
٦
الأمر جديد ولم يكن مدرجاً على بساط الفعل ومفاجئ للكثيرين، بل صاعق لبعض الواهمين والمراهنين على الاعتداءات الإسرائيلية والمستعجلين على السلاح وبيئته وعلى توريط الجيش ونسف قَسَمه ووظيفته، وعلى ابتلاء وتوريط العهد، ونسف خطابه والتزاماته.
أسئلة كثيرة فالتحولات تغير في الواقع والمسارات...
هل هو تحول نوعي بتأثير ودور وبناتج تجربة وخبرة الرئيس الآتي إلى القصر من قيادة الجيش؟
هل هي حكمة وهدوء وصبر المقاومة وقيادتها وبيئتها وصحة رهاناتها بدأت تؤتي ثمارها؟
ولماذا لا تكون بفعل الوعي والمعرفة والمتابعة لما هو جار وحاصل في الإدارة الأمريكية وإيحاء من اللوبي اللبناني الذي يتقدم حضوره في البيت الأبيض، على حساب انحسار وتراجع تأثير اللوبيات الصهيونية وأذرع نتنياهو؟
من إقصاء اورتاغوس، إلى اتهام نتنياهو بالتحضير لاغتيال ترمب، وإنشقاق إيالون ماسك أول من حضر لإسرائيل وأعلن إسناده لنتنياهو في حربه الوجودية بعد الطوفان العجائبية؟
ولما لا تكون من رميات الله وتعبيراً عن نضج الظروف الموضوعية، ودنو زمن أن يستثمر لبنان بتضحياته وما حقق من انتصارات لا تحجبها ولا تجبها الثغرات والانتكاسات في حرب الإسناد؟
اما الخبثاء والمتشككون فيسألون؛ ولما لا تكون تكتيك ذكي لتعويم العهد والجيش وسحب البساط من تحت المقاومة لإحراجها واستعجال تسليم سلاحها؟ مادامت المسالة بيانات وكفى الله المؤمنين شر القتال؟
٧
فما تحمله لبنان وما أنجزته الثلاثية الذهبية نتاجات ذات قيمة وأبعاد تاريخية واستراتيجية تراكمت وعززت دور ومكانة لبنان. فربما دنت فرصة أن يتحرر من الإملاءات ومن العبث ومن جماعات الضغط والتهويل بالإعلام والعنتريات الواهمة، فقرر العهد مطمئناً للبنان وإرادة شعبه الجمعية ولتفاهمات عميقة مع المقاومة وحزم أمره فالإنقاذ والخلاص توفرت شروطه وبيئاته واتخذ القرار؟
٨
بين غزة ولبنان يُصنع التاريخ ويدار الزمن ويتأسس المستقبل، وكلاهما من ساحل الشام وزاويتين من زوايا المثلث الذهبي لصناعة المستقبل، وحروبهما منذ بدء التاريخ تقرر من يسود ومن يسقط حتى كبار الامبراطوريات." كتاب ساحل بلاد الشام والصراعات الدولية" لعبد المجيد عبد الملك.
ويعود ساحل الشام إلى وظيفته خلاَّق يطلق الامبراطوريات أو يدمرها.
وإسرائيل وعالمها الانجلو ساكسوني مجتمعاً معها في حربها تُهزم ويُهزم.
زمن الشام يعود لتعود.
عناوين التواصل:
1- telegram https://t.me/+i66XTHZEAhs4ZTBk
https://t.me/+mG8Y-Nfk4NU2NzI0
2- Instagram https://www.instagram.com/amikhael517/profilecard/?igsh=dzB5enoyOWhkYmdl
3- Whats App https://whatsapp.com/channel/0029VbAIMnI9MF99CqCYX52Q
4- TikTok https://www.tiktok.com/@mikhael.awad6?_t=ZN-8wHyrIzPA7q&_r=1
5- youtube https://youtube.com/@mikhaelawad-i2k?si=ppU1vMmj_qDu-GZr
https://youtube.com/@daniaalmeleiji8474?si=zjHlYx9wwMhWKIxJ
6- (substack) https://substack.com/@mikhaelawad?utm_source=notes-invite-friends-item&r=5fnw4e
7- (facebook) https://www.facebook.com/share/19NFLPCsCL/
(X )
8- https://x.com/MikhaelAwad?t=QkWHFaGdvK1wEAExxPXHeg&s=03


