أظهرت دراسة حديثة أن إضافة الموز إلى السموذي يمكن أن تقلل من امتصاص مركبات الفلافانول المضادة للشيخوخة بنسبة مذهلة تبلغ 84%! السبب يعود إلى احتواء الموز على إنزيم يُعرف باسم بوليفينول أوكسيداز (PPO)، وهو المسؤول عن تغيّر لون الفاكهة إلى البني، ويُوجد بتركيز مرتفع في الموز تحديدًا.
هذا الإنزيم يتفاعل مع مركبات الفلافانول الموجودة في الفواكه والخضروات، والتي يُعرف عنها دورها الحيوي في دعم صحة القلب والدماغ، مما يؤدي إلى تقليل فعالية هذه المركبات عند تناولها مع الموز.
- ما هي مركبات الفلافانول ولماذا نحتاجها؟
بحسب مجلة Food & Wine، تُعتبر مركبات الفلافانول من المواد الطبيعية الهامة التي تُعزز الرفاهية العامة وتساعد على التقدم في العمر بطريقة صحية. وقد أكدت دراسة نُشرت عام 2025 في مجلة The American Journal of Clinical Nutrition، أن الأشخاص الذين يتناولون كميات أكبر من الفلافانول تقل لديهم احتمالية الضعف الجسدي والتدهور العقلي مع التقدم في السن.
واللافت أن هذه النتائج كانت أكثر وضوحًا لدى النساء، إلا أن الرجال أيضًا استفادوا من التأثير الإيجابي لهذه المركبات.
- تأثير الموز في تجربة علمية
قاد البروفيسور غونتر كونله، أستاذ التغذية وعلوم الأغذية في جامعة ريدينغ وأحد المشاركين في الدراسة، تجربة شارك فيها متطوعون تناولوا سموذيات تحتوي على موز غني بإنزيم PPO، وآخرون تناولوا سموذيات تعتمد على فواكه منخفضة في هذا الإنزيم مثل التوت، كما تم إعطاء المشاركين مكملات فلافانول للتحكم في النتائج.
أظهرت تحاليل الدم بعد تناول العصائر أن السموذي الذي يحتوي على الموز أعاق امتصاص مركبات الفلافانول بشكل كبير مقارنةً بالأنواع الأخرى.
- إذًا، ما البديل الصحي؟
يوضح كونله: "السموذي وسيلة رائعة لإدخال الفاكهة والخضار في الروتين الصباحي، لكن حتى موزة واحدة تحتوي على ما يكفي من إنزيم PPO لتدمير معظم مركبات الفلافانول الموجودة في التوت."
ومع ذلك، لا داعي للتخلّي عن الموز تماما، فهو فاكهة مغذية ومفيدة بحد ذاته، ولكن من الأفضل استبعاده من السموذي إذا كنت تسعى لتعزيز استهلاكك للفلافانول.
وينصح الباحثون بدمج التوت مع فواكه منخفضة النشاط الإنزيمي مثل المانجو أو الأناناس، أو حتى الزبادي، للحصول على مشروب غني بالمغذيات دون التأثير على امتصاص الفلافانول.
إذا كنت من محبّي السموذي الصحي وتسعى لتعزيز صحة قلبك ودماغك، فربما حان الوقت لإعادة النظر في مكونات عصيرك الصباحي، ابتعد عن الموز، وامنح الفلافانول فرصة لتقوم بعملها الكامل!


