دائما الحق على الطليان؛ لا شأن لإبليس في كل ما حصل
مقالات
دائما الحق على الطليان؛ لا شأن لإبليس في كل ما حصل
حليم خاتون
8 حزيران 2025 , 06:33 ص

كتب الأستاذ حليم خاتون:

خلق الله الكون، ومنذ تلك الجزئية اللامتناهية في الصغر في ذلك الحيّز الزمني من الوقت، لم يعد يتدخل في كل ما يجري...

لا هو أنقذ المسيح، ولا منع الكفرة من ذبح الحسين...

أعطانا ما أعطى كل الشعوب الأخرى ما يكفي من العقل...

كل القصة، إننا نتعلق بالحياة الدنيا ونتشبث بها ونحن نردد ليل نهار، ونعرف باليقين، إنها زائلة لا محالة...

أنا مثل غيري؛ أكيد مسؤول...

نحن كان بيدنا إعادة كتابة تاريخ هذه الأمة...

لكننا لم نفعل...

السيد الشهيد نصرالله هو أكثرنا تحملا للمسؤولية لأن الله وهبه ما يكفي من العقل والأنصار، وجعله من أتباع ذلك الإمام الذي قال في خطبة الجهاد وفي نهج البلاغة كل ما يجب معرفته في أمور الدنيا؛

لكنه رغم عظم قدره، وصل محطة اتخاذ القرارات المصيرية بعد فوات الأوان...

في الصراع الأبدي بين الخير والشر،

جهّز إبليس أنصاره بأهم سلاح:

قلة إدراك أهل الخير لمدى القوة التي تكمن فيهم...

اليابانيون؛ كان عندهم الكاميكاز...

الفيتناميون؛ كان عندهم الفيتكونغ...

الجزائريون؛ قدموا خلال أقل من عشر سنوات مليون ونصف مليون شهيد بعد أربعة ملايين ضحية خلال حوالي قرن من الاستعمار الفرنسي...

الشعوب الحية قاتلت وكُتِب لها الحياة...

الشعوب التي استسلمت، زالت من الوجود: سكان أميركا وأستراليا ونيوزيلاند...

ماذا قدم الفلسطينيون خلال صراع بدأ قبل أكثر من قرن من الزمن؟

بالتأكيد، كانت هناك لحظات مضيئة في التاريخ الفلسطيني؛ لكن الحقيقة هي أن الفلسطينيين ركضوا خلف أبو عمار وبعده محمود عباس وتجاهلوا جورج حبش ووديع حداد...

العصبية المذهبية أعمت عيونهم فتبعوا من هم غير جديرين بالقيادة...

تماما كما يحصل في سوريا اليوم...

عصبية سُنّية مقيتة جلبت كل شذاذ الآفاق من كل بلاد الأرض إلى سوريا تحت رايات الغزو التي سادت في القرون الوسطى...

هناك دائما من يصبغ النهب والسرقة والقتل بفتاوى الحلال...

هناك دائما شيوخ ظلام وظلم...

سبي الأيزيدية او الشيعية او العلوية وبيعهن في أسواق النخاسة التي عرفتها أوروبا في القرون الوسطى، هي اليوم إرث حملته السلطنة العثمانية التي أحياها إردوغان بإسم قوانين تنظيم الإخوان المسلمين العالمي الذي برع في القتل والنهب والسرقة وتمويل هذا من مشيخات الخليج؛

مباشرة من قطر؛

وغير مباشرة من الباقين عبر كلاب بندر بن سلطان...

بإسم الدين أرسل بندر جحافل الجاهلية المذهبية والدينية لإسقاط الاتحاد السوفياتي خدمة لحلف الناتو...

ماذا يعني للأمة انتصار الناتو غير البؤس ومناصرة الصهاينة على اغتصاب أبسط حقوقنا؟

مئات المليارات من الدولارات صُرفت في "الثورات" المزعومة من عشرية الجزائر السوداء إلى إهلاك الصومال قبل الانقضاض على العراق ثم ليبيا فسوريا فالسودان...

تريليونات الدولارات الخليجية تذهب لدعم الإقتصاد الأميركي الذي موّل ويموّل إبادة شعوبنا...

أكثر من مئة مليار دولار من السلاح والدعم الاقتصادي لإسرائيل في أقل من سنتين للقضاء على غزة والضفة وغزو لبنان وسوريا جاءت في الظاهر من أميركا والغرب، لكنها في الحقيقة ذهبت قبل هذا من خزائن أولاد الكلب العرب، كل العرب بلا استثناء، إلى الرجل الأبيض الذي يدوس على رقاب أشباه الرجال من المخنثين الذين يحكمون شعوبا اعتمدت الذل حتى صار دستورا في حياتها حيث تعيش الرفاهية في زمن التفاهة، تماما كما الحمير التي تتلذذ في أكل الشعير قبل أن يركبها الرجل الأبيض بكل معاني الركوب...

يتصارع غلمان بني سعود فيما بينهم؛ كذلك يفعل غلمان الصباح وخليفة حتى وصل الأمر إلى أقزام آخرين؛ رأينا على رؤوس شؤون العرب حسني الزعيم وأنور السادات وحسني مبارك ومحمد مرسي، وكنا في السودان وصلنا الى جعفر النميري وانحدرنا بعدها الى حميدتي والبرهان...

تكثر الأسماء والألقاب والجوهر واحد:

كلاب تتحكم بالأمة بعد أن غاب عنها الرجال...

جاء احمد عرابي، ثم فشل لأنه لان في الحرب...

جاء عبد الناصر وبدأ مسيرة لم يعرف استكمالها لأنه عجز عن بناء مقومات دولة في بلد كان يحكم نصف الكرة الأرضية في زمن ما...

لا يكفي انتقاد الجولاني واتباع الجولاني وحمقى التيار الإسلامي لأن السؤال الواجب طرحه هو، لماذا لم يعرف حافظ الأسد بناء دولة في سوريا رغم سطوته وقوة حكمه...

التيار القومي فشل...

التيار الشيوعي كان أكثر فشلا...

التيار الإسلامي ضاع في حبائل الخلاف بين تيارات أقل ما يقال فيها أنها وصلت بالصدفة إلى القرن الواحد والعشرين...

بريطانيا شذّبت لحية الجولاني، بعدما برعت أميركا في خلق القاعدة ثم داعش حتى صار صبيان أميركا وإسرائيل شيوخا في إفتاء التكفير والحلال والحرام...

شيوخ أفضلية القدم اليمنى على اليسرى؛

شيوخ طقوس الوضوء والصلاة التي تشبه طقوس الوثنية...

الحزب الشيوعي الفلسطيني أرسل المقاتلين للقتال ضد فرانكو من اجل الجمهورية في اسبانيا في الوقت الذي كان الصهاينة يتسللون من كل حدب وصوب لاستعمار فلسطين في طريق استعمار المشرق العربي...

ماذا قدم اللبنانيون منذ غُرزت اسرائيل على حدودنا الجنوبية؟

حكومات لبنان كانت لا تعرف ماذا يجري...

حكومات لبنان كانت لا تريد معرفة ماذا يجري، إلى أن قرر إبن كفركلا عبد الأمير حلاوي أن الوضع لم يعد يُطاق؛ حمل "جفت" صيد وأطلق النار على قطّاع طرق صهاينة كانوا يستبيحون الأرض والعرض وحكومة بيروت لا تسأل...

ماذا قدم اللبنانيون من اجل الكرامة؟

خرجت المناضلة سهى بشارة من الأسر بعد محاولة اغتيال العميل انطوان لحد فلم تجد وطنا ينتظرها...

بعد هروب من مقاومة إلى مقاومة أخرى، رسا أهل جنوب لبنان على حزب الله...

الحقيقة أن هذا الحزب كان شيئا آخر تماما إلى أن نجح رفيق الحريري في إدخاله إلى السلطة...

جزء كبير من الحزب لم يتلوث؛ لكن فيروس الرأسمالية أصاب جزءا آخر من الحزب...

الحزب الذي كان كاميكاز العرب؛

قادة الحزب الذين كانوا ساموراي العرب، دخلت إلى قلوبهم السياسة وحبائل أهل السياسة...

طهارة بعضهم شدّت صوب نصرة فلسطين وأهل فلسطين...

وتعلق بعضهم الآخر بالدنيا فرض على أشرف الناس، وأكرم الناس، حساب ما قد يحل بمعظم الناس...

حتى لا يتم تدمير لبنان،

حتى لا يصير بلبنان ما صار بغزة،

لم يتم تفعيل معادلات الردع التي كان يمتلكها حزب الله...

السلاح الذي لا يُستخدم في الوقت المناسب، يصبح "خردة"...

يعيّر عملاء أميركا في لبنان حزب الله بالهزيمة التي حلّت، وهي هزيمة من صنع أيديهم التي جعلت من لبنان مرتعا للناتو والخليج التابع للناتو...

أصر عملاء أميركا في لبنان على محكمة دولية للتحقيق في اغتيال الحريري؛ دخل الناتو عبر هذه المحكمة، ووضع يده على كل داتا اللبنانيين...

لكن الحقيقة يجب أن تقال...

رغم المقاومة الشريفة التي مثلها حزب الله، لم يقدم اللبنانيون في سبيل وطنهم ولو جزءا قليلا مما قدمته الشعوب الأخرى...

يفتخر الكثير من المسلمين أننا أمة وسط...

في القرارات المصيرية، الوسطية لا تنفع...

كيف يمكن أن يكون المرء وسطيا في أمور الوطن والأمة..

المشكلة ان السيد الشهيد نصرالله قالها بالفم الملآن، لكن التنفيذ جاء متأخرا...

حزب الله يردد كالببغاء اقوالا عظيمة لا يطبقها على الأرض...

من أصل مئة ألف مقاتل؛

من أصل مئات آلاف الأنصار...

كان عدد من يتبع القيمة الإنسانية الحقة؛ بضعة مئات سطّروا ملاحم...

أتباع إسرائيل في لبنان، نحن السبب في وجودهم لأننا لم نقم بتنفيذ العدالة الثورية بهم كما فعلت معظم الشعوب الحرة...

بدأ هذا النبي نفسه حين طلب من المشركين الذهاب إلى بيت ابي سفيان...

ثم قال لاتباع إبليس:

إذهبوا..

انتم الطلقاء...

فأعاد إبليس إلينا كل اولاد الأبالسة يلقوننا دروسا في كيفية اتخاذ القرارات في الأوقات الصحيحة في اللحظات المصيرية...

القصة لا تنتهي...

التاريخ دائما يكرر نفسه، لكن بشكل أكثر مسخرة في كل مرة...

المصدر: موقع إضاءات الإخباري